أحدث حيلة للباحثين عن عمل لتجاوز عقبة الذكاء الاصطناعي.. ما قصة “الخط الأبيض” الذي يستخدمونه؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/26 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/26 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
الذكاء الاصطناعي قد يمثل تهديداً للوظائف وحقوق المواطنة- صورة تعبيرية - Shutter Stock

أصبح الذكاء الاصطناعي يُهدد فرص الباحثين عن عمل في الحصول على وظائف بعد أن باتت الشركات تعتمد عليه في تقييم أكوام السير الذاتية التي تصل إليها، وهو ما دفع الباحثين لحيلة بسيطة تجعل مهمة التقنية العالية صعبة في قراءة سيرهم الذاتية، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.

حيث صارت الشركات تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي في فحص أكوام السير الذاتية أكثر من أي وقت مضى، فهذه الأدوات تساعدها في تصفية المتقدمين واستبعاد من لم يبلغوا الحد الأدنى من المواصفات المرجوة لشغل الوظيفة، وفق ما أوضحه تقرير للصحيفة نُشر الثلاثاء 25 يوليو/تموز 2023.

حيلة غش للتحايل على الذكاء الاصطناعي

في المقابل، أخذ الباحثون عن الوظائف يلجأون إلى حيلة غش يسيرة، هي الكتابة بـ"اللون الأبيض" (white fonting)، للتغلب على عقبة الذكاء الاصطناعي وتجاوز العتبة الأولى من خطوات التقدم للوظيفة. والحيلة سهلة: انسخ "الكلمات المفتاحية" الأساسية من مواصفات الوظيفة، والصقها في سيرتك الذاتية لكن بعد تغيير لون الخط إلى الأبيض.

المأمول من ذلك أن تلتقط تطبيقات الذكاء الاصطناعي -المستخدمة في فحص السير الذاتية- الكلمات المفتاحية في سيرتك الذاتية، وأن تسمح بمرورك إلى خطوة المقابلة مع مسؤولي التوظيف. والحيلة في الأمر أنه حين تُطبع سيرتك الذاتية ويقرأها أصحاب العمل، فإن الكلمات المكتوبة بالخط الأبيض تظل غير مرئية لهم.

روَّج هذه الحيلة بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، وزعموا أنها تساعدك في الحصول على وظيفة أحلامك. لكن أصحاب العمل وشركات التوظيف أخذوا يستنكرون هذه الممارسة، وقال خبراء إن الغش بهذه الحيلة محفوف بالمخاطر؛ لأن أدوات الترشيح الرقمية وأرباب العمل باتوا يدركونها.

تستخدم معظم الشركات الأمريكية الكبرى الآن أنظمة تتبع رقمية لإدارة طلبات شغل الوظائف. وكشفت شركة Gartner للاستشارات الإدارية أن نصف هذه الشركات تقريباً يستعين بالذكاء الاصطناعي في مرحلة ما من مراحل التعامل مع عملية التقديم وفحص طلبات الوظائف.

تراجع التوظيف في الشركات

في المقابل، ربما تكون هذه التقنيات قد سرعت عملية التوظيف، ولكنها قطعت على كثير من المرشحين طريقَ تقديم أنفسهم إلى أرباب العمل وصعَّبت الاستماع المباشر إليهم وعرض إمكاناتهم، وخاصة إذا كانت خبرتهم العملية قليلة أو يسعون إلى تغيير المهن التي عملوا بها مدة طويلة والمضي قدماً إلى وظائف لم يشغلوها من قبل.

في معرض الحديث عن الأمر، قال جيسون والكر، الشريك المؤسس لشركة Thrive HR Consulting لاستشارات التوظيف، لصحيفة The Washington Post الأمريكية: "لدينا عدد كبير من الباحثين عن عمل، وعدد أكبر من السير الذاتية، لكن موارد [التوظيف] أقل من أن تلبي كل هذه الطلبات، بل إن معظم الشركات خفضت العمالة بها. ومن ثم فإن فرصة المرشح في إبراز نفسه عن غيره صارت ضعيفة جداً".

بدأت الاستعانة بحيلة "الخط الأبيض" منذ أن توسع عالم التقدم للوظائف عبر الإنترنت قبل سنوات طويلة، ولكن هذه الممارسة تنامى انتشارها كلما ازداد الاعتماد على الوسائل الآلية في فحص طلبات المتقدمين للوظائف. 

فأنظمة الذكاء الاصطناعي تتولى تصفية السير الذاتية بناءً على الخبرة والمهارات، وتستعين على ذلك بالبحث عن الكلمات المفتاحية، والمسميات الوظيفية السابقة، والمراجع المهنية.

اكتشاف محاولة الغش

مع ذلك، فإن الانخداع بحيلة الخطوط البيضاء يتوقف على أدوات الترشيح الرقمية التي يستخدمها صاحب العمل؛ فبعض أنظمة الذكاء الاصطناعي تعرض الكلمات المفتاحية المدرجة بالسيرة الذاتية على منظومة معينة لتلقي طلبات التوظيف بالشركة. 

من ثمَّ فإن الكلمات المكتوبة بالخط الأبيض المخفي تصبح مرئية لمسؤولي التوظيف البشريين، وتظهر لهم محاولتك المحرجة لخداع النظام.

علاوة على ذلك، فإن شركات الذكاء الاصطناعي تؤكد أن أنظمتها تزداد ذكاءً، وأنها لن تلبث أن تعتمد على فحص السيرة الذاتية بأكملها، والاطلاع على الخبرة والمهارات، ولن تكتفي بالتطابق مع الكلمات المفتاحية للدفع بسيرة المتقدم للوظيفة إلى المرحلة التالية من خطوات التوظيف.

تحميل المزيد