من التشفير إلى النسيان.. ما مراحل الذاكرة الخمس؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/24 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/24 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
الذاكرة Istock

لا شك أن أدمغتنا من أكثر الأعضاء تعقيداً في أجسادنا، فعدا عن أنها تعتبر المحرك الأساسي للجسم بأكمله، فهي أيضاً مخزن ذكرياتنا والمستودع الذي نخبئ فيه ماضينا. فما الآلية التي يتبعها الدماغ في التعامل مع الذكريات، وكيف يتم تخزينها ونسيانها؟ 

مراحل الذاكرة 

يقسم الباحثون الذاكرة إلى عملية تتضمن خمس مراحل رئيسية: التشفير والتخزين والاستدعاء والاسترجاع والنسيان. يمكن أن تتأثر كل مرحلة بعوامل مختلفة، وهذه العوامل تؤثر بالتالي على كيفية تذكر المعلومات. إليكم شرحاً سريعاً عما يحدث في كل مرحلة من مراحل الذاكرة، وفقاً لما ورد في موقع verywellmind

المرحلة 1: التشفير

التشفير أو الترميز هو المرحلة الأولى من الذاكرة، وهو يشير إلى عملية تحويل المعلومات إلى تنسيق يمكن تخزينه في ذاكرتنا.

يحدث الترميز بشكل أساسي عندما ننتبه إلى المعلومات. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تذكر قائمة المشتريات التي ستحضرها من السوبرماركت، فستحتاج إلى الانتباه جيداً إلى الأغراض المكتوبة في القائمة لتشفيرها في ذاكرتك.

يتم ترميز المعلومات في تنسيق يمكن تخزينه في ذاكرتنا. على سبيل المثال، عندما نرى كلمة جديدة، فإننا غالباً ما نقوم بتشفيرها عن طريق نطق الكلمة بصوت عالٍ أو كتابتها.

يسمح لنا التشفير بالوصول إلى المعلومات في وقت لاحق، ويمكن أن تتأثر عملية التشفير بعوامل خارجية، مثل الإجهاد أو التعب. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول ترميز قائمة مشترياتك ولكنك تشعر بالتوتر، فقد تواجه صعوبة في تذكر ما يجب شراؤه عندما تصل إلى السوبرماركت.  

ومن المهم أن نعلم أن التشفير خطوة ضرورية في تكوين الذكريات طويلة المدى. فإذا كنت تريد تذكر معلومة ما لا بد أن ترمزها بصورة دقيقة في دماغك. 

Shutter Stock/مراحل الذاكرة
Shutter Stock/مراحل الذاكرة

المرحلة الثانية: التخزين

يشير التخزين إلى عملية الاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرتنا حتى نتمكن من الوصول إليها في وقت لاحق.عندما نقوم بتخزين المعلومات في ذاكرتنا، فإننا نقوم بشكل أساسي بإنشاء تمثيل عقلي لتلك المعلومات. يمكن أن يكون هذا التمثيل العقلي في شكل صورة أو صوت أو شعور.

هناك نوعان من التخزين في الذاكرة: الذاكرة قصيرة المدى (STM)، والذاكرة طويلة المدى (LTM) . 1 

يخدم هذان النوعان من التخزين أغراضاً مختلفة، فالذاكرة قصيرة الأمد هي المكان الذي يتم فيه تخزين المعلومات لفترة قصيرة فقط. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تذكر رقم هاتف، فستتمكن فقط من الاحتفاظ بهذه المعلومة في ذاكرتك قصيرة الأمد لفترة قصيرة قبل نسيانها.

أما الذاكرة طويلة الأمد فهي المكان الذي يتم فيه تخزين المعلومات لفترة أطول من الوقت. على سبيل المثال، إذا قمت بتشفير وصفة في الذاكرة طويلة الأمد فستتمكن من تذكرها بعد أسابيع أو حتى أشهر.

وتعتبر قدرة الذاكرة قصيرة الأمد محدودة، لكن سعة الذاكرة طويلة الأمد غير محدودة تقريباً. 

ويمكن نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد، لكن الأمر لا ينجح دائماً. على سبيل المثال قد تحاول تذكر رقم هاتف عن طريق تكراره أكثر من مرة، ولكن قد تنسى بعض الأرقام في وقت لاحق. 

المرحلة 3: الاستدعاء

يشير الاستدعاء إلى عملية استرداد المعلومات من ذاكرتنا. من أجل استدعاء المعلومات من ذاكرتنا، يجب علينا أولاً تشفير هذه المعلومات وتخزينها في ذاكرتنا.

الاستدعاء هو عملية استرداد المعلومات من مخازن الذاكرة لدينا. عندما نتذكر المعلومات، فإننا "نعيد تجربة" الحدث المشفر أصلاً في نظام الذاكرة لدينا.

وهناك نوعان من الاستدعاء: الاستدعاء المجاني والاستدعاء الملحوظ. الاستدعاء المجاني هو عندما نتذكر المعلومات دون أي إشارات أو مطالبات. الاستدعاء الملحوظ هو عندما نتذكر المعلومات بمساعدة الإشارات أو المطالبات.

على سبيل المثال قد تتذكر حدثاً بشكل فجائي ودون سبب، فيندرج هذا تحت الاستدعاء المجاني، وقد تلح على دماغك لتذكر كلمات أغنية على سبيل المثال فيندرج ذلك تحت الاستدعاء الملحوظ. 

المرحلة 4: الاسترجاع

يشبه الاسترجاع عملية الاستدعاء.

الاسترجاع هو عملية الوصول إلى المعلومات من ذاكرتنا. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تذكر اسم شخص قابلته في حفلة، فستحتاج إلى استرداد هذه المعلومات من ذاكرتك.

غالباً ما نستخدم إشارات الاسترجاع لمساعدتنا في العثور على المعلومات التي نبحث عنها. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تذكر اسم شخص قابلته في إحدى الحفلات، فقد تحاول تذكر شيء فريد في مظهره.

يمكن أن يتأثر الاسترجاع بعوامل مثل القلق أو الإجهاد أو التعب .على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تذكر اسم شخص قابلته في حفلة ولكنك تشعر بالتوتر، فقد تواجه صعوبة في استرداد هذه المعلومة.

وغالباً ما تبدأ عملية الاسترجاع بالاهتمام؛ إذا لم ننتبه إلى شيء ما، فمن غير المرجح أن نستعيده من ذاكرتنا. 

ومن الجدير بالذكر أن الاسترجاع خطوة ضرورية في تكوين الذكريات طويلة المدى.

istock\ مراحل الذاكرة
istock\ مراحل الذاكرة

المرحلة الخامسة: النسيان

النسيان يشير إلى عدم القدرة على استرجاع المعلومات من الذاكرة. هناك عدد من الأسباب التي تجعلنا ننسى شيئاً ما، بما في ذلك الفشل في تشفير المعلومات بشكل مناسب في المقام الأول أو الصعوبات ذات الدوافع العاطفية في استرداد المعلومات عندما نحتاج إليها.

ويعرف النسيان بأنه عملية فقدان المعلومات من ذاكرتنا.على سبيل المثال، إذا فشلت في تذكر اسم شخص قابلته في حفلة، فقد فقدت هذه المعلومة من ذاكرتك.

هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا ننسى شيئاً ما. على سبيل المثال، قد ننسى اسم شخص قابلناه في إحدى الحفلات لأننا لم نعره اهتماماً في ذلك الوقت.

وهناك نوعان رئيسيان من النسيان: التداخل بأثر رجعي والتداخل الاستباقي. التداخل بأثر رجعي هو عندما تتداخل المعلومات الجديدة مع قدرتنا على تذكر المعلومات القديمة. بينما يحدث التداخل الاستباقي عندما تتداخل المعلومات القديمة مع قدرتنا على تذكر المعلومات الجديدة.

ومن المهم أن نعلم أن النسيان جزء طبيعي من الذاكرة، وليس بالضرورة علامة على وجود مشكلة. 

علامات:
تحميل المزيد