بنى مهندسون في مدينة سورات، الواقعة بولاية غوجارت في الهند، مجمعاً ضخماً أصبح يتفوق على مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الذي يُعتبر أكبر مبنى مكاتب في العالم، وهذا المجمع سيكون وجهة للمتخصصين في صناعة الألماس الرائجة في البلاد، والتي تكتسب شهرة عالمية.
شبكة CNN الأمريكية ذكرت، الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2023، أن مدينة سورات هي عاصمة للأحجار الكريمة، حيث يُقطع فيها نحو 90% من جميع الألماس على كوكب الأرض، مشيرةً إلى أن المدينة تضم الآن مبنى حطم الرقم القياسي لإيواء صناعتها الألماسية العملاقة.
تُصنّف بورصة سورات للألماس، التي افتُتِحَت حديثاً، على أنها "وجهة شاملة" لأكثر من 65 ألف متخصص في الألماس، بما في ذلك العاملون في القطع والصقل والتجارة.
يضم المجمع الجديد الضخم، 9 هياكل مستطيلة، تمتد من "عمود فقري" مركزي وترتبط ببعضها عبره أيضاً، وقد بُني المجمع المترامي الأطراف المكون من 15 طابقاً على مساحة تزيد عن 35 فداناً من الأرض.
يقول مهندسو المجمع التجاري إنه يضم أكثر من 7.1 مليون قدم مربعة (659611.5 متر مربع) من المساحة الأرضية؛ ما يعني أنه تجاوز مبنى البنتاغون باعتباره أكبر مبنى مكاتب في العالم.
بحسب الشبكة الأمريكية، فإنه من المقرر أن يرحّب المجمع بأول شاغليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد 4 سنوات من أعمال البناء، تعطل خلال سنتين منها بسبب التأخيرات المتعلقة بـجائحة فيروس كورونا.
كذلك من المتوقع أن يفتتح المجمع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي وُلِد في ولاية غوجارات، وشغل سابقاً منصب رئيس وزراء الولاية.
تُقدِم الصور الجديدة للمجمع، التي نشرتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، لمحة عن الأرضيات الرخامية والأروقة المليئة بالإضاءات التي تربط أكثر من 4700 مكتب، والتي يمكن أن تكون أيضاً ورش عمل صغيرة لقطع الألماس وتلميعه.
يضم المشروع الذي تبلغ تكلفته 32 مليار روبية (388 مليون دولار) 131 مصعداً، بالإضافة إلى مطاعم ومنافذ تجارة تجزئة ومرافق صحية وقاعات مؤتمرات للموظفين.
الرئيس التنفيذي للمشروع، ماهيش غادافي، قال إن بورصة سورات للألماس ستعفي آلاف الأشخاص من السفر إلى مومباي بالقطار للقيام بأعمال تجارية، والذين يضطر بعضهم للسفر يومياً.
أضاف غادافي، عبر مكالمة فيديو: "بعض الناس يقضون 3 إلى 4 ساعات ونصف يومياً، للمجيء من منازلهم إلى مكاتبهم والعودة إلى منازلهم مرة أخرى"، واصفاً نقل الشركات إلى مدينة سورات بـ"الخيار الأفضل".
صمَّم المبنى شركة الهندسة المعمارية الهندية Morphogenesis بعد مسابقة تصميم دولية، وقال غدافي في تصريح للشبكة الأمريكية، إنَّ تجاوز حجم البنتاغون لم يكن جزءاً من المنافسة. وأضاف أنَّ حجم المشروع حُدِّد بحسب الطلب، مشيراً إلى أنَّ جميع المكاتب اشترتها شركات الألماس قبل البناء.
استرشد التصميم أيضاً بأبحاث شركة Morphogenesis حول كيفية عمل تجارة الألماس الهندية، ولفتت المؤسسة المشاركة لشركة Morphogenesis، سونالي راستوغي، إلى سلسلة من 9 أفنية بمساحة 1.5 فدان، مرفق بها مقاعد وواجهات مائية، يمكن أن تكون بمثابة أماكن اجتماعات غير رسمية للمترددين على المبنى.
وبمقارنة المناطق ذات المناظر الطبيعية بـ"البازار التقليدي"، قالت راستوغي إنَّ الشركة تأثرت بحقيقة أنَّ العديد من المعاملات غير الرسمية تحدث خارج بيئة المكتب، وأضافت: "قررنا إنشاء شيء مبدع، يستلهم… من سياق ومجتمع الصناعة التي نعمل معها. وتستند خطة المبنى إلى التصميم البيئي والمستدام أكثر من أسلوب معماري معين".