منذ بداية التاريخ وحتى يومنا هذا، كان لبعض الكتب القدرة على تحفيز الإنسان وتغيير أفكاره وبناء الأمم، ولكن ما يعتبره شخص ما مؤثراً وإيجابياً، قد يراه شخص آخر أو من هم في السلطة على أنه كتاب منحرف أو مشكوك فيها سياسياً، أو يُنظر إليه على أنها خطير.
ولو بحثت على الإنترنت اليوم عن قائمة "كتب محظورة" أو "كتب ممنوعة" ستجد العشرات إن لم تكن المئات من الكتب تم حظرها في دول كاملة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين والاتحاد السوفييتي السابق أو في بعض المدن أو المدارس والمكتبات.. وإليك أشهر 10 كتب محظورة حول العالم:
1- مزرعة الحيوان، تأليف جورج أورويل، من أشهر الكتب المحظورة في العالم
كتب الأديب الإنجليزي جورج أورويل روايته "مزرعة الحيوان" التي تنتقد بشدة الاتحاد السوفييتي وزعيمه جوزيف ستالين بعد الحرب العالمية الثانية.
تتكلم الرواية عن حيوانات مزرعة تمرّدت ضد المزارع "السيد جونز" مطالبةً بالعدل وإنهاء الفساد وتنتهي فجأةً بديكتاتوريةٍ شيوعية بقيادة الخنازير. نُشرت رواية مزرعة الحيوان عام 1945.
وأصبحت ممنوعة في دول الاتحاد السوفييتي حتى وقتٍ قريب من انهياره، كما حظرت العديد من الحكومات الأخرى الرواية مثل: كوريا الشمالية وكوبا وبعض البلدان في إفريقيا أيضاً.
وفي دولة مالاوي تم اتهام وزير الحكومة "ألبرت موالو" بالخيانة وشنق عام 1977، وكان أحد الأدلة المزعومة على خيانته هو امتلاكه رواية مزرعة الحيوان لجورج أورويل التي كانت محظورة حينها . وفي عام 1991، حظرت الحكومة الكينية مسرحية باللغة السواحلية مستوحاة من رواية مزرعة الحيوان.
2- "1984" جورج أورويل
ارتبط اسم جورج أورويل بقائمة الكتب الممنوعة فبعد نشر "مزرعة الحيوان" في عام 1945 وإثارتها الغضب وحظرها في الاتحاد السوفييتي، ذهب جورج أورويل إلى أبعد من ذلك ونشر رواية ثانية في عام 1949 حملت اسم "1984".
نظر ستالين إلى الرواية على أنها نقد غير مرغوب فيه لأسلوبه الحاكم، مما دفعه إلى إظهار سلطته في حظرها في الاتحاد السوفييتي، وهو الحظر الذي ظل ساري المفعول حتى عام 1988.
حتى في الولايات المتحدة استنكرت مجموعات اجتماعية مختلفة الرواية وحاولت إزالتها من المكتبات. كانت هذه الهجمات على الرواية متناقضة إلى حد ما في طبيعتها: ادعى البعض أنها كانت مؤيدة للشيوعية بينما ادعى آخرون أنها مناهضة للحكومة.
ومؤخراً حظرت بيلاروسيا، وهي إحدى دول أوروبا الشرقية المتاخمة لروسيا وأوكرانيا، بيع الرواية اعتباراً من 2022. وصادرت الشرطة نسخ الرواية من دور النشر والمكتبات.
3 – الحيوانات الناطقة في "أليس في بلاد العجائب" تعتبر إهانة للبشر
كتب لويس كارول كتاب "مغامرات أليس في بلاد العجائب" عام 1865، عن حلم فتاة صغيرة تلاحق أرنباً في حفرة، لتواجه عالماً غريباً يسود فيه اللاعقل ومخلوقات مختلفة من جميع الأشكال والألوان والأحجام.
تعرض الكتاب للهجوم والحظر في أوقات مختلفة ولعدة أسباب مختلفة. في عام 1900، حظرت إحدى المدارس الأمريكية الكتاب من مناهجها، بدعوى أنه يعبّر عن الشتائم ويلمح إلى العادة السرية والتخيلات الجنسية الأخرى، كما أنه قلل، في نظر الأطفال، من قوام بعض الشخصيات ذات السلطة.
بعد حوالي ثلاثة عقود في عام 1931، حظرت مقاطعة هونان في الصين، كتاب أليس في بلاد العجائب، والسبب وبحسب حاكم المقاطعة حينها، أنه يجب ألا تستخدم الحيوانات لغة البشر، وأن تعليم الأطفال أن يكون لديهم حيوانات وبشر على نفس المستوى يمكن أن يكون كارثياً.
وبعد عقد تقريباً من إنتاج فيلم الرسوم المتحركة لشركة ديزني عام 1951 أليس في بلاد العجائب، قوبل الكتاب مرة أخرى بالفزع، هذه المرة من قبل الآباء في أمريكا خلال الستينيات، حيث اعتقدوا أن الكتاب، جنبًا إلى جنب مع الفيلم، شجع على ثقافة تعاطي المخدرات، بسبب ما اعتبروه تلميحات علنية لعقار مهلوس.
4 – "برسيبوليس" حظر في إيران ولبنان ومدارس أمريكية
"برسيبوليس" هي مذكرات "مرجان ساترابي"، التي صورت فيها كيف كانت حياتها في خضم الثورة الإيرانية. وكتبت "ساترابي" الكتاب بأسلوب الرواية المصورة، وضمت عدداً من اللوحات التي تصور أساليب التعذيب المستخدمة ضد المعارضين الإيرانيين.
تم حظر الكتاب في إيران، وحظر الفيلم والرواية المصورة مؤقتاً في لبنان بسبب تصويرها للجنس والطريقة التي تصور بها أحداث الثورة الإيرانية. تُظهر صور مختلفة في الرواية على سبيل المثال، معارضين يتعرضون للتعذيب من قبل الحكومة الإيرانية.
لكن الحظر في لبنان رُفع في نهاية المطاف بعد أن دعا جمهور ونقاد وزارة الداخلية لاتخاذ قرارها.
واجه الكتاب أيضاً تحديات في العديد من المدارس في الولايات المتحدة. في عامي 2013 و2015، وركزت الشكاوى عادةً على الموضوعات الجنسية للرواية وتصوير العنف. ولكن في العديد من الحالات بقيت الرواية في المكتبات والفصول الدراسية، عندما صوتت مجالس المدارس بعدم حظرها.
5- يوليسيس (1922) لجيمس جويس
منذ نشره السلسلة في 1918-1920. تجاوزت رواية "يوليسيس" لجيمس جويس الخط الفاصل بين العبقرية والفاحشة.
قوبلت الرواية بالعديد من الانتقادات في عدد من البلدان. عملت مثلاً اللجان في الولايات المتحدة مثل "جمعية نيويورك لقمع الرذيلة" بنجاح نحو حظر الرواية لأكثر من عقد من الزمان إلى أن تم رفع قضية في المحكمة وفي عام 1933 رفع الحظر.
وبالمثل، حظرت المملكة المتحدة الرواية حتى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي بسبب تصويرها الجنسي الواضح، وفرضت أستراليا منع على الرواية بشكل متقطع من نشرها حتى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.
6 – شيفرة دافنشي دان براون
صُنفت رواية دان براون "شيفرة دافنشي" لعام 2003، على أنها من أكثر الكتب مبيعاً. ولم يمنع ذلك الكتاب من التعرض لانتقادات شديدة من العديد من المنظمات الدينية. في الواقع، حظر مركز المعلومات الكاثوليكية في لبنان الكتاب بإجراءات موجزة بعد خمسة أشهر من نشره.. ثم رفع الحظر بعد ذلك.
7- "Guggenheimer Publishers" رواية محظورة بقرار المحكمة
تم حظر رواية "Guggenheimer Publishers" للمؤلف "هيرمان بروسلمانز" في بلجيكا بعد صدورها بفترة قليلة عام 1999، لأن هذه الرواية الساخرة أساءت لمصممة الأزياء "آن ديميولميستر" من خلال إبداء ملاحظات مهينة حول مظهرها الشخصي ومهنتها. وقررت المحكمة أن الكتاب يمثل إهانة لحياة الفرد الخاصة وأمرت بإزالته من المتاجر.
8- في تايلاند "الملك لا يبتسم أبداً"
يعتبر ملك تايلاند "بوميبول أدولياديج" أحد أطول الملوك الذين حكموا البلاد، وحين قرر المؤلف والصحفي بول إم هاندلي إصدار كتاب "الملك لا يبتسم أبداً" والذي يعتبر سيرة ذاتية مستقلة للملك قدمت وجهة نظر مختلفة قليلاً. تسبب بغضب وسخط حكومي في تايلاند.
جادل المؤلف والصحفي بول إم هاندلي في كتابه بأن "بوميبول" فضل في الواقع الحفاظ على النظام على تعزيز الديمقراطية. تعرض ناشر الكتاب، مطبعة جامعة ييل، لضغوط من الحكومة التايلاندية لعدم إصدار الكتاب على الإطلاق.
في الواقع، كانت الحكومة التايلاندية جادة للغاية بشأن وقف نشر الكتاب لدرجة أن مجموعة من المسؤولين التايلانديين زاروا مطبعة جامعة ييل في محاولة لإقناعهم بإلغاء الكتاب. وعلى الرغم من هذا الضغط، تم إصدار الكتاب في عام 2006. وأصدرت الحكومة التايلاندية حظراً على مستوى البلاد قبل أن تصل إلى الرفوف.
9- "american Psycho" بريت إيستون إليس 1991
مع مشاهد شديدة العنف ومئات الصفحات من التلاعب بالعين وتقطيع الثدي وتقطيع الأظافر، فإن American Psycho هي هدف واضح للرقابة والحظر.
تم حظر الرواية في ولاية كوينزلاند الأسترالية. وحتى في الأماكن التي لم يتم حظره فيها مثل باقي أنحاء أستراليا ونيوزيلندا. يُباع الكتاب مغلفاً بعلامة مقيدة بالفئة العمرية، كما تم تقييد مبيعاتها بشدة في ألمانيا في التسعينيات أيضاً.
10- "جنرال التستر" حظر في هولندا بسبب مذبحة في البوسنة
نُشر الكتاب في عام 2014، ويورد تفاصيل تجربة "إدوين جيلتاي" مع محاولة الحكومة الهولندية التستر على مذبحة سريبرينيتشا، في حرب البوسنة والتي قتل فيها أكثر من 8000 رجل وصبي مسلم بوحشية.
في عام 2015، ادعت جاسوسة هولندية أنه تم تمثيلها بشكل خاطئ في الكتاب. في وقت لاحق من ذلك العام، تم حظر الكتاب في هولندا بأمر من المحكمة. نفى جيلتاي بشكل قاطع تقديم معلومات كاذبة، وفي عام 2016، رفعت محكمة استئناف لاهاي، إحدى محاكم الاستئناف الخمس في هولندا، الحظر.