يحرص الكثير من الناس على الحفاظ على ذكرياتهم ذات القيمة التاريخية والشخصية، والمصنوعة أساساً من الورق والجلد، مثل الوثائق والكتب والمذكرات والصور، لذا فإنّ حفظ وترميم الكتب والمخطوطات والوثائق والصور القديمة وحمايتها تعدّ مهمةً أساسية لحفظ التراث الشخصي والعائلي من الضياع، ويتم ذلك عبر طرق وتقنياتٍ خاصة تساعد على بقاء الوثيقة أو الصورة أو الكتاب بشكلٍ جيّدٍ لأطول مدة ممكنة.
في المكتبات الثقافية والعامة ومراكز الأرشيف تكون مهمة حفظ وترميم الكتب والوثائق والصور على عاتق المسؤول عن الترميم، والذي يكون هدفه الأساسي هو الحفاظ على العمر الافتراضي للكتب والصور، والحفاظ على سلامتها، من خلال تقنيات الحفظ والأرشفة، والتجليد والترميم.
أما في حالة مكتبتك المنزلية، ففي الغالب المسؤول عن مهمة حفظ وترميم الكتب والوثائق والصور المهمة المحفوظة فيها هو أنت، وللحفاظ على تراثك بشكلٍ جيدٍ ولمدة أطول قد تستعين بتجارب المكتبات الكبيرة، كما يمكنك أن تجرّب طرقاً أخرى.
لماذا قد تحتاج إلى حفظ وترميم الكتب والمستندات الخاصة بك بصفة دورية؟
تعتبر الحساسية للضوء والحرارة والرطوبة ملازمة للورق، وبالتالي ملازمةً أيضاً إلى كتبك وصورك ووثائقك المهمة، لذا تعمل أدوات حفظ الكتب والورق على تقليل الأضرار التي تلحق بمستنداتك الورقية، من خلال التحكم في الضوء والعوامل البيئية من خلال التخزين والعرض الصحيحين.
كما قد تؤدي الحموضة العالية إلى الاصفرار والهشاشة وأنواع أخرى من تغير اللون، وبالتالي إلى اهتراء محفوظاتك، هذا الخطر من المحتمل أن يكون سببه نوع الورق المستعمل، والذي قد يحتوي على مستويات مختلفة من الحموضة المتأصلة في عملية التصنيع، أو ربما تم إدخالها إلى مادة لاصقة أو حامل حمضي، وهو عامل يتسبب في عدم استقرار المادة.
كما يعتبر العفن المتنامي في الطبيعة الرطبة مصدر قلق كبيراً لأماكن وضع الكتب والمستندات والصور، والذي قد يهدد سلامة هذه المحفوظات.
عاملٌ آخر مهدد لسلامة أوراقك وكتبك، وهو المنتشر بشكلٍ كبيرٍ مع المحفوظات ذات العمر الطويل، وهي الحشرات والقوارض التي تشتهي تناول مادة السليلوز العضوية الموجودة في الورق، وبالتالي قد تلتهم ذكرياتك ووثائقك المهمة بشكلٍ كامل إذا لم تقم بمهمة حفظ وترميم الكتب والوثائق والصور الخاصة بك.
التخزين الجيد والسليم قد يحافظ على كتبك ومستنداتك لوقت أطول
يمكن أن يؤدي حفظ وتخزين الكتب والمخطوطات في مكان بارد وجاف ونظيف ومستقر إلى إطالة عمر محفوظاتك الورقية بشكلٍ كبير، فغالباً ما تُخزّن المخطوطات والوثائق في صناديق ومجلدات الأرشفة المصنوعة من مواد خالية من الأحماض وخالية من اللجنين.
كما يمكنك تغليف المستندات ذات الاستخدام المستمر بمجلد من فيلم بوليستر، من أجل حمايتها من الأحماض المتشكلة، ولا ينصح بملء الصناديق التي تحمل كتبك ومستنداتك أكثر من اللازم.
وبالنسبة إلى الكتب ذات الحجم المتوسط، فوضعها على الرفوف عمودياً جنباً إلى جنب، يعدّ أحسن طريقة للحفاظ عليها، وذلك حتى يتمكن كل منها من دعم الآخر، أمّا الكتب كبيرة الحجم أو الهشة فترتيبها داخل صناديق التخزين يكون بشكل أفقي ومسطحة تماماً، ولكن يجب تقليل التراصّ إلى أدنى حد ممكن.
ما طرق حفظ وترميم الكتب والمستندات المهمة والخاصة؟
تشمل إعادة تهيئة الكتب والصور والمستندات الورقية أربع مراحل، هي التنظيف والتثبيت والإصلاح، ثم الترميم، ويعدّ الهدف الرئيسي من مرحلة التنظيف هو تحقيق وضوح تفاصيل السطح المحفوظ.
تخضع الكتب والوثائق لأنواع مختلفة من التنظيف، بدايةً بتنظيف الغبار من الورق والجلد بفرشاة ناعمة أو قطعة قماش، أو مكنسة كهربائية متخصصة، أو إسفنج مطاطي مبركن غير كيميائي، أو مواد محو غير كاشطة مثل ممحاة الفينيل.
ولإزالة العفن والحشرات يُنصح باستخدام مشارط أو شفاطات أو مكانس كهربائية متخصصة، بينما يستخدم التجميد العميق لقتل الحشرات.
وفي مرحلة التثبيت تتم معالجة المواد اللاصقة باستعمال مواد وتقنيات خاصة، مثل استخدام كمادات أو بخار.
وعندما لا يكون التنظيف والتثبيت وحدهما كافيين لاسترجاع قيمة المحفوظة، تصل مهمة حفظ وترميم الكتب والمستندات إلى مرحلة إصلاح المواد وإعادة ربطها. تتضمن تقنيات الإصلاح عدداً من التقنيات الخاصة مثل التجليد واستعمال الأنسجة أو الخياطة في حالة كانت الوثائق قديمةً جداً. وفي حالة كان حفظ وترميم الكتب والمستندات المهمة والخاصة مستحيلاً، تتم الاستعانة بالتكنولوجيا، وذلك عبر استخدام تقنيات الرقمنة والتصوير بالميكروفيلم، وإعداد أرشيف رقمي للصور والوثائق عبر نسخها ضوئياً باستعمال الماسح الضوئي أو المسح بالهاتف الذكي، مع ضرورة التنويه إلى حماية الملف الإلكتروني من الاختراقات والأخطار الأمنية في الحاسوب.