تعتزم الوكالة الدولية لبحوث السرطان إعلان "الأسبرتام"، أحد أكثر المُحليات الصناعية شيوعاً في العالم، "مادة مسرطنة محتملة"، الشهر المقبل، ما يضع الوكالة التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مواجهة مع صناعة الأغذية والجهات التنظيمية، وفقاً لما قاله مصدران مطلعان لوكالة رويترز، الخميس 29 يونيو/حزيران 2023.
يُستخدم الأسبرتام في صناعة منتجات متتنوعة منها مشروبات كوكاكولا الغازية منخفضة السعرات الحرارية، وعلكة إكسترا، وبعض مشروبات سنابل.
كشف المصدران أن الوكالة الدولية لبحوث السرطان ستُدرج للمرة الأولى تلك المادة، في يوليو/تموز 2023، على أنها "من المحتمل أن تكون مادة مسرطنة للبشر".
يهدف قرار الوكالة، الذي خلصت إليه في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران 2023، بعد اجتماع لخبراء من خارج الهيئة، إلى تقييم ما إذا كانت المادة تمثل خطراً محتملاً أم لا، بناء على جميع الأدلة المنشورة.
لا يؤخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن أن يستهلكها الشخص من تلك المادة دون الإضرار بصحته، وتأتي هذه النصيحة للأفراد من لجنة خبراء منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، بشأن المواد المضافة إلى الأغذية، إلى جانب قرارات الجهات التنظيمية الوطنية.
تعرف اللجنة باسم (لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية).
كانت قرارات مماثلة لوكالة بحوث السرطان في الماضي فيما يتعلق بمواد مختلفة، قد أثارت مخاوف المستهلكين بشأن استخدامها، وأدت إلى رفع دعاوى قضائية، وضغطت على الشركات المصنعة لإعادة صنع وصفات وإيجاد بدائل، وأدى ذلك إلى انتقادات بأن التقييمات يمكن أن تكون مربكة للجمهور.
كما تعمل لجنة الخبراء المشتركة على مراجعة استخدام "الأسبرتام" هذا العام، وبدأ اجتماعها في نهاية يونيو/حزيران 2023، ومن المقرر أن تعلن نتائجها في اليوم نفسه الذي تعلن فيه وكالة بحوث السرطان عن قرارها، في 14 يوليو/تموز 2023.
في عام 1981، قالت لجنة الخبراء المشتركة إن "الأسبرتام" آمن للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة، وتشاركت الجهات التنظيمية في عدد من البلدان منها الولايات المتحدة ودول أوروبية وجهة النظر تلك على نطاق واسع.
والأسبرتام هي مُحليات صناعية تفوق حلاوتها حلاوة السكر العادي حوالي 200 مرة، وتستخدم هذه المادة في صودا الدايت أيضاً، ففي حين يحتوي كل من السكر العادي (أو السكروز) والأسبرتام على عدد السعرات الحرارية نفسه، لا يحتاج المصنعون إلا إلى مقدار صغير من الأسبرتام لوضعه في المياه الغازية. وهو ما يفسر قدرتهم على إبقاء السعرات الحرارية قليلة في صودا الدايت.
كانت أبحاث قد كشفت ارتباطاً بين الزيادة الملحوظة في الوزن ومحيط الخصر وبين تناول الأسبرتام على نحو منتظم، ووفقاً لمراجعة أجريت عام 2013 على دراسات تناولت المحليات الصناعية، وُجد أن الأسبرتام يمكن أن يزيد بشكل ملحوظ خطر الإصابة بأمراض أيضية على غرار النوع الثاني من السكري.
رجحت المراجعة أن تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الأسبرتام بانتظام يهيّئ الجسم ألا يتوقع دخول سعرات حرارية في مقابل الطعم الحلو. وفي النهاية يصير الجسم عاجزاً عن تفتيت السكريات عند وصولها إلى الأمعاء، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بحساسية الجلوكوز، والسكري في نهاية المطاف.