يوجد في العالم العديد من الأماكن التي تستقطب عدداً كبيراً من السياح بسبب جمالها، أو الأماكن التاريخية التي تضمها، إلا أن هناك مواقع أخرى تعتبر من بين أخطر الأماكن الطبيعية في العالم، والتي قد يتسبب الدخول إليها في وفاتك في غضون بضع دقائق.
سنذكر في فقرات هذا المقال أحد أخطر هذه الأماكن التي قد يتطلب الدخول إلى بعضها تصريحاً من الدولة، فيما يمنع بتاتاً الوصول إلى الأخرى.
بوابة الجحيم بإثيوبيا
بالسفر إلى إفريقيا، وبالتحديد إلى إثيوبيا، سنجد واحداً من بين أخطر الأماكن الطبيعية في العالم وأقساها، صحراء داناكيل، ويرجع السبب إلى العوامل البيئية الصعبة والغازات السامة المنبعثة من الحمم البركانية الموجودة بها.
لشدة الأوضاع في تلك المنطقة سميت ببوابة الجحيم، حسب موقع "cnbc" الأمريكي، يُعتبر منخفض صحراء داناكيل موطناً لبعض السمات الجيولوجية الأكثر إثارة في العالم، حيث يقع عند تقاطع ثلاث صفائح تكتونية في القرن الإفريقي، وهو أحد أكثر الأماكن سخونة على الأرض.
تصل درجة الحرارة صيفاً في هذه المنطقة إلى الخمسين درجة مئوية، مصحوبة بتلوث طبيعتها بالغازات السامة نتيجة وجود كثير من البراكين الثائرة دوماً، متزامنة مع وجود بحيرات كبريتية تتصاعد منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وتؤثر سلباً على الجهاز التنفسي للإنسان والحيوان؛ وتنخفض صحراء داناكيل أكثر من مئة متر تحت مستوى البحر.
ساحل الهيكل العظمي
حسب موقع "info-namibia"، يعد ساحل "الهيكل العظمي"، الذي يقع في الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي لناميبيا، إحدى أكثر المناطق الساحلية خطورة. فالساحل عبارة عن منطقة رملية مقفرة، وهي جزء من امتداد ما يقرب من 17 ألف كيلومتر مربع من الحديقة الوطنية الرائعة والتي تحمل الاسم نفسه.
وتشتهر المياه قبالة هذا المكان بتياراتها القوية والضباب الكثيف والرمال الغادرة، التي تدور في حركة مستمرة، والظروف المناخية القاسية، والتي تضافرت مع العواصف الرملية القوية، وكانت سبب غرق أكثر من ألف سفينة، حيث يمكن مشاهدة العديد من حطام السفن، إلى جانب الهياكل العظمية للحيتان الكبيرة، والتي لا تزال مبعثرة على الشاطئ وحتى المناطق القريبة من الساحل.
ولطالما اتسم هذا الشريط الساحلي المقفر بالعواصف الهائلة، التي نشأت من التقاء التيارات الأطلسية الباردة مع التيارات الدافئة في القارة الإفريقية. فيما أطلق عليها الملاحون البرتغاليون ذوو الخبرة اسم "شاطئ الجحيم"، بينما أطلق عليها البوشمن اسم "الأرض الغاضبة"، والطريقة الوحيدة لعدم الوقوع في هذا الجزء من الساحل هي الابتعاد عنه.
كل شيء يتحول إلى حجارة
حسب موقع "livescience" تقع بحيرة ناترون المتواجدة في تنزانيا بالقرب من الحدود الكينية في شرق إفريقيا وتتم تغذية البحيرة بواسطة نهر إيواسو نجيور وينابيع الماء الساخنة الغنية بالمعادن، وارتفاع المياه في بحيرة ناترون لا يزيد عن ثلاثة أمتار، وهي مزار سياحي مهم؛ نظراً لشكلها العجيب وطيور الفلامنجو النادرة التي تعيش فيها.
سميت ببحيرة ناترون؛ نظراً لطبيعة خليط الأملاح الموجودة في مياهها، والذي يسمى أملاح ناترون، وهو خليط من بيكربونات الصوديوم وكربونات الصوديوم ونسب أخرى من كبريتات الصوديوم وكلوريد الصوديوم، ولو أضفنا تبخر الماء بسبب الحرارة العالية التي تصل إلى 60 درجة مئوية لعرفنا لماذا أصبحت مياه بحيرة ناترون شديدة الملوحة شديدة القاعدية ضحلة، بحيث لا يتجاوز ارتفاع الماء فيها ثلاثة أمتار.
اللون الأحمر للبحيرة ناترون يرجع إلى اجتذاب الملوحة لنوع من البكتريا ذاتية التغذية، التي تنتج صبغة حمراء تصبغ مياه البحيرة باللون الأحمر؛ بل حتى تصبغ ريش طيور الفلامنجو التي تعيش في مياه تلك البحيرة حينما تصل إلى جوفها.
تتسبب البحيرة في تحول بعض الحيوانات إلى حجارة بسبب القاعدية الشديدة لمياه البحيرة التي تحرق جلد وعيون أي كائن غير قادر على التكيف مع هذه الظروف، ويقوده حظه العاثر للسقوط فيها، وتقوم مادة بيكربونات الصوديوم بمهمة حفظ الجثة؛ حيث استخدمها المصريون القدماء في تحنيط المومياوات.
جزيرة الأفاعي أخطر الأماكن الطبيعية في العالم
بالانتقال إلى البرازيل سنجد إحدى أخطر الجزر في العالم، تضم جزيرة الأفاعي عدداً كبيراً من الأفاعي السامة والأكثر فتكاً على مستوى العالم، إذ يبلغ مستوى تواجد هذه المخلوقات على سطحها من 1 إلى 5 أفاعٍ في كل متر مربع.
بالإضافة إلى أن معظم التقارير تشير إلى وجود ما بين ألفين إلى 4 آلاف أفعى من نوع "رأس الدببة الذهبية"، وهي من أخطر أنواع الأفاعي في العالم، والتي لا توجد إلا في هذه الجزيرة، إذ يمكن لسم هذا النوع من الثعابين أن يقتل شخصاً خلال أقل من ساعة فقط.
بالإضافة إلى ذلك، تقول بعض الأساطير المحلية إن هناك العديد من المصائب الرهيبة التي واجهت كل من يقترب منها أو يتجول على شواطئ الجزيرة، تقول إحدى الشائعات إنّ صياداً سيئ الحظ نزل على الجزيرة بحثاً عن الموز، ليتم اكتشافه بعد أيام في قاربه ميتاً وسط بركة من الدماء، مع لدغات الأفاعي على جسده.
لا يسمح بالدخول إلى هذه الجزيرة من قبل السلطات البرازيلية، سواء بغرض السياحة أو البحث العلمي أو لأي غرض إلا بتصريح قانوني رسمي، ما يجعلها تتربع على قائمة أكثر الأماكن خطراً في العالم.
أشد نهر سخونة في العالم
وفي البرازيل، وتحديداً في غابات الأمازون، نجد أخطر وأسخن نهر في العالم؛ حيث الحياة منعدمة، نهر la Bomba والمعروف أيضاً باسم القنبلة، وهو موقع في نهر الأمازون يبلغ طوله 6400 متر، فيما يصل عرضه إلى 24 متراً، فيما يصل أكثر عمق به إلى 5 أمتار.
هذا النهر ساخن لدرجة إذا وقع فيه أحد المخلوقات فلن تكون لديه أي فرصة للنجاة، فسيموت على الفور من شدة حرارته، يرجع السبب في ارتفاع حرارة مياهه إلى تواجد حمم بركانية تساعد في زيادة الحرارة تحت النهر؛ ما يسمح بتدفق المياه الساخنة بمعدل مرتفع وغير طبيعي. وكلما زاد عمق النهر، زادت حرارته؛ إذ تعتبر أسخن منطقة به أكثرها فتكاً وسخونة.
يسبح السكان الأصليون في النهر عند نزول الأمطار الغزيرة، حيث تخف درجة حرارته مع اختلاطه بالماء البارد على أطراف النهر فقط دون الوصول إلى الأماكن العميقة منه، كما أنهم يستخدمونه لصنع الشاي، بينما تتجنبه الحيوانات، خوفاً من الوقوع فيه والموت من شدة حرارته.