بالرغم من مرور أكثر من عقد من الزمن على غرقها، فإن سفينة "تيتانيك" كانت دائماً وما زالت محط اهتمام الكثيرين حول العالم.
خصوصا أنها كانت أكبر سفينة للركاب في العالم، والتي انطلقت للإبحار يوم 10 أبريل سنة 1912، وكانت مميزة للغاية، لأنها صُممت بطريقة تمنعها من الغرق، ليحصل العكس تماماً، وتستقر في أعماق البحر الأبيض المتوسط بعد 4 أيام من إبحارها، بسبب اصطدامها بجبل جليدي، وهي متوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من إنجلترا.
وقد تمكن عدد كبير من الأشخاص من وضع أيديهم على مقتنيات خاصة كانت موجودة داخل هذه السفينة، تعود لمختلف ركباها، وذلك بعد أن تم عرضها في مزادات علنية مختلفة في سنوات متفرقة.
5500 قطعة أثرية من تيتانيك في مزاد علني واحد
في سنة 2018، تم عرض باقة كبيرة من المقتنيات الخاصة بسفينة تيتانيك، التي تم إنقاذها من بين الحطام، من طرف الشركة المالكة لها، وذلك من أجل سداد ديونها المتراكمة، والتي أدت إلى إفلاسها سنة 2016.
وقد تم عرض أكثر من 5500 قطعة أثرية للبيع معاً بعرض افتتاحي قيمته 19.5 مليون دولار، من بينها مجموعة خزف صينية من غرف الطعام الخاص بالطبقة الغنية، وقطعة حطام باللون البرونزي كانت تزين الدرج المؤدي إلى المطعم.
وقد اعتُبر هذا المزاد هو الأكبر من حيث عدد القطع التي بيعت فيه، خصوصاً أن المقتنيات كانت ذات قيمة كبيرة.
كمان المعزوفة الأخيرة في تيتانيك
في سنة 2013، تم بيع آلة الكمان التي عزف عليها قائد الفرقة الموسيقية هارتلي أثناء غرق السفينة، والتي كانت تلك هي آخر معزوفة يقدمها في حياته.
وقد وصل سعر هذه الكمان التي بيعت في مزاد علني إلى 1.7 مليون دولار، لتكون بذلك هي أغلى قطعة أثرية تم الحصول عليها من سفينة تيتانيك، بيعت بشكل مفرد.
وفي سنة 2020، تم عرض هذه الكمان في متحف "تيتانيك" الموجود في بريطانيا، والذي يجمع عدداً كبيراً من القطع الأثرية التي تم إنقاذها من أعماق المحيط، وتعود إلى نفس السفينة.
وحسب ماري كيلوج، الرئيسة والمديرة التنفيذية والمالكة المشاركة لمتحف تيتانيك، قالت إن هذه الكمان تعتبر القطعة الأثرية المطلوبة من أجل رؤيتها من طرف الزوار.
رسالة ناجية من بـ 12 ألف دولار
أما في سنة 2015، وبالضبط من طرف دار "بي آر" في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، تم بيع رسالة خطية، لواحدة من بين الناجين من غرق سفينة تيتانيك، والتي كانت من بين الأوائل الذين ركبوا قوارب النجاة، من الطبقة الغنية.
وقد تم بيع هذه الرسالة بمبلغ 12 ألف دولار، وجاء فيها حسرة هذه السيدة، وهي مصممة الأزياء الليدي لوسي داف غوردون، بسبب طريقة الاستقبال الفاترة التي وجدتها في بريطانيا، بعد عودتهما من الرحلة الأولى والأخيرة للسفينة تيتانيك.
إذ قالت في إحدى فقرات الرسالة بطريقة ساخرة: "يبدو أننا لم نتخذ القرار الصائب عند إنقاذنا، إنه لأمر مخزٍ".
قائمة طعام آخر وجبة عشاء
من بين الأشياء التي تعود لرحلة سفينة تيتانيك، وتم بيعها في مزاد علني بمبلغ خيالي، نجد قائمة طعام آخر وجبة عشاء من الدرجة الأولى.
وقد تم بيع قائمة الطعام هذه مقابل 88 ألف دولار في مزاد عبر الإنترنت في 30 سبتمبر من سنة 2015، بعد أن كانت توقعات دار المزاد أن يصل السعر كأحد أقصى إلى 70 ألف دولار.
وقد تم الوصول إلى قائمة طعام وجبة العشاء عن طريق رجل أعمال أمريكي كان من بين ركاب السفينة، والذي استطاع النجاة بحياته بعد أن ركب في نفس القارب الذي ركبته صاحبة الرسالة التي تمت الإشارة إليها من قبل.
ومن بين الوجبات المعروضة في قائمة الطعام شرائح لحم الضأن المشوي وبودنج الكاسترد، كما أنها كانت موقعة من طرف أحد الركاب من الدرجة الأولى، واسمه إسحاق جيرالد فراوينثال.
ساعة جيب مضيفة من الدرجة الأولى
خلال سنة 2008، تم بيع ساعة جيب خاصة بإحدى مضيفات الدرجة الأولى في السفينة تيتانيك، بمبلغ يزيد على 140 ألف دولار، وقد سجلت حينها على أنها أغلى قطعة من مقتنيات السفينة التي بيعت في مزاد علني.
وتحمل ساعة الجيب هذه مفتاحاً خاصاً بإحدى مقصورات الدرجة الأولى، فيما توقفت الساعة عن العمل في الساعة 2:16 صباحاً، ويتوقع أنها هي اللحظة التي وصلت فيها المضيفة إلى المياه المثلجة، بعد سقوطها من السفينة.
المخطط الهندسي للسفينة
يعتبر مخطط السفينة الذي يكشف بشكل دقيق الطريقة الذي صُممت بها، من بين مقتنيات تيتانيك التي بيعت بمبلغ كبير، والتي وصلت الى أكثر من 310 آلاف دولار.
وكان مخطط السفينة، الذي يبلغ طوله 9.2 متر، قد وُضع من قبل قسم الهندسة الخاصة بها، حيث تم استعماله في عملية التحقيق في حادث الغرق.
إذ كان هذا المخطط، الذي أصبح واحداً من بين القطع الأثرية غالية الثمن، الوسيلة التي تم من خلالها تحديد النقاط على السفينة التي اصطدمت بالجبل الجليدي.