كشف باحثون عن أدلة توصلوا إليها على وجود ارتباط بين القيلولة والحد من انكماش الدماغ، وأوضحوا أن أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار قد يساعد في حماية صحة الدماغ مع تقدمه في العمر، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 20 يونيو/حزيران 2023.
أشارت أبحاث سابقة إلى أن القيلولة الطويلة قد تكون من الأعراض المبكرة لمرض الزهايمر، إلا أن دراسات أخرى كشفت أن الغفوة القصيرة قد تحسن قدرة الناس على التعلم. ويقول الباحثون في هذه الدراسة الجديدة إنهم توصلوا إلى أدلة على أن القيلولة قد تساعد في الحماية من انكماش الدماغ.
حسب الفريق البحثي فإن أهمية هذا الكشف تنبع من أن انكماش الدماغ، وهي عملية تحدث مع تقدم العمر، تتسارع لدى من يعانون من مشكلات في الإدراك وأمراض التنكس العصبي، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يكون مرتبطاً بمشكلات النوم.
كما أشار الباحثون، من جامعة كوليدج لندن UCL، وجامعة الجمهورية في أوروغواي: "وجدنا ارتباطاً وثيقاً بين القيلولة المعتادة أثناء النهار وحجم دماغ كلي أكبر، ما قد يشير إلى أن القيلولة المنتظمة توفر بعض الحماية من التنكس العصبي، لأنها تعوض عن قلة النوم".
حللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Sleep Health، بيانات أشخاص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً. وقارن الباحثون مقاييس صحة الدماغ والإدراك لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لأخذ قيلولة، مع أشخاص لا يحملون هذه التغييرات في جيناتهم، اعتماداً على بيانات 35,080 شخصاً من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
تأثير القيلولة على الدماغ
بالنظر إلى أن هذه المتغيرات الجنينية تُحدَّد عند الولادة بشكل عشوائي، فهذا النهج يسمح للباحثين بالبحث في تأثير القيلولة على الدماغ بالحد من تأثير عوامل نمط الحياة، التي يمكن أن تؤثر على عادات القيلولة عند الأشخاص وصحة الدماغ، مثل التدخين أو النشاط البدني.
حيث قالت الدكتورة فيكتوريا غارفيلد، الباحثة المشاركة في الدراسة من جامعة كوليدج لندن: "هي بمثابة تجربة تحكم عشوائية طبيعية"، مضيفة أن هذه المتغيرات شائعة جداً. وقالت: "هي موجودة في حوالي 1% على الأقل من السكان، وهذه النسبة في الواقع تشمل عدداً كبيراً جداً من الناس".
بشكل عام، وجد الفريق ارتباطاً بين الاستعداد الوراثي للقيلولة المعتادة أثناء النهار وحجم الدماغ. ووجدوا أن متوسط الفرق في حجم الدماغ بين الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للقيلولة ومن ليس لديهم هذا الاستعداد يعادل 2.6 إلى 6.5 سنة من الشيخوخة.
فيما تقول فيكتوريا: "قيلولة قصيرة أثناء النهار… يمكن أن تساعد في الحفاظ على حجم المخ، وهذا أمر إيجابي، ويحتمل أنها تساعد في الوقاية من الخرف".
على أنها لفتت إلى وجود عدد كبير من عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الخرف، في حين أن الكثير من العوامل الأخرى قد تؤثر أيضاً على حجم المخ. وفضلاً عن ذلك، تستند الدراسة إلى بيانات من البريطانيين البيض فقط، والمدة الدقيقة للقيلولة التي تنتج عنها هذه الفوائد غير واضحة.