كشفت نتائج استطلاع جديد أن المنتمين إلى "الجيل زد" الذين يشكلون ما يقرب من ثلث سكان العالم حالياً، تحفزهم الرغبة في السلطة والإنجاز والمتعة والتحفيز، وأوضحت أنهم أعربوا عن تفضيلهم لأمور في حياتهم بنسبة أعلى من أبناء الأجيال السابقة مثل "جيل الألفية"، و"الجيل إكس".
صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت أن الملايين من أبناء "الجيل زد" سيبلغون سن الـ21 عاماً، خلال 2023، وهؤلاء هم الذين وُلدوا بين عامي 1997 و2012، وهو أكبر جيل في العالم من حيث العدد، وتبلغ قوته الشرائية السنوية 100 مليار دولار على مستوى العالم.
سيشكِّل المنتمون لـ"الجيل زد" 27% من القوى العاملة العالمية بحلول عام 2025، حيث ينتزعون زمام الاقتصاد العالمي من جيل الألفية (أولئك الذين وُلِدوا بين عامي 1981 و1996)، والجيل إكس (بين 1965 و1981)، وجيل طفرة المواليد (بين 1946 و1964)، والجيل الصامت (1925 و1945).
تُشير الصحيفة إلى أنه لم تكن هناك فئة عمرية متجانسة هكذا من قبل، وقد وُجِدَ أن الفروق بين الأجيال صغيرة نسبياً، ومع ذلك، فإن القيم المحركة لـ"الجيل زد" قد برزت في دراسة استقصائية شملت 36 ألف شخص في 30 دولة، وجاءت بتكليفٍ من شركة استشارات الاتصالات الاستراتيجية BCW.
بحسب الدراسة، فإنه فيما يتعلق بالنجاح والاعتراف بالإنجازات، قال 44% من هذا الجيل إن ذلك مهم بالنسبة لهم، مقارنةً بـ37% شعروا بالشعور نفسه من جيل الألفية، و23% من الجيل إكس، و13% من جيل طفرة المواليد، و14% من الجيل الصامت.
قالت نسبة مماثلة تقريباً (43%) من "الجيل زد"، إنه "من المهم بالنسبة لهم القيام بأشياء يمكن أن تمنحهم المتعة"، وإنهم "يبحثون عن كل فرصة ممكنة للاستمتاع"، لكن هذه النسبة انخفضت إلى 38% في جيل الألفية، و27% من الجيل إكس.
كذلك قال نحو ثلث "الجيل زد"، إنه من المهم أن تكون غنياً، مقارنة بـ26% من جيل الألفية و16% من الجيل إكس. وقالت نسبة مماثلة من "الجيل زد" إنهم يريدون الحصول على أسلوب حياة مثير، مقارنة بـ32% من جيل الألفية و20% من الجيل إكس.
تركيز أكبر على الفرد
تقول ليزا ستوري، كبيرة مسؤولي الاستراتيجية في شركة BCW، إن التركيز المتزايد على الفرد الذي أظهرته النتائج، كان استمراراً لاتجاه يمكن رؤيته عبر القرن، والذي قد يتفاقم بسبب ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
أوضح ستوري أنه "إذا نظرت إلى قيم الجيل زد -السلطة والإنجاز والمتعة والتحفيز- تجد أن هذه مجموعة من القيم المثيرة للاهتمام حقاً، لأن الناس عادةً لا يشعرون بالراحة مع قول إن لديهم تلك القيم".
استندت دراسة شركة BCW، وهي واحدة من أكبر الدراسات من نوعها، إلى نظرية البروفيسور شالوم شوارتز للقيم العالمية الأساسية، التي هي مبادئ توجيهية لجميع السلوك البشري، وأُجرِيَ الاستطلاع عبر الإنترنت بين ديسمبر/كانون الأول 2022 وأبريل/نيسان 2023.
كانت أول ثلاث قيم أشار المشاركون في الاستطلاع إلى ولائهم لها هي الخير والتسامح مع الجميع والأمن، فيما قال ربع المشاركين فقط إنهم يوافقون بشدة على أن سياسات وبرامج حكوماتهم تتماشى مع قيمهم الخاصة.