قتلوا أغلب الجيش البريطاني وقاوموا هولندا.. قبائل “الزولو” التي تخطب المرأة فيها الرجل ويقدسون السحر

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/06 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/06 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
قبيلة الزولو، اكبر القبائل في إفريقيا /shutterstock

يشير الزولو zulu إلى أنفسهم على أنهم “شعب السماء”، وهم أكبر مجموعة عرقية في جنوب إفريقيا، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 10 ملايين من الزولو يعيشون في منطقة كوازولو ناتال، ما يجعلهم أكبر قبيلة في إفريقيا، يتحدّث الزولو لغةً تسمى isiZulu، وهي لغة شعب الزولو الرسمية التي يجيدها أغلبية سكان الزولو.

اشتهرت قبيلة الزولو في القرن التاسع عشر، إذ تحوّلت من مجرد قبيلةٍ يعيش أفرادها في الشتات إلى مملكة عظيمة تحت قيادة الملك شاكا الذي يعدّ واحداً من أعظم الملوك الأفارقة، والذي نجح في أن يحوّل عشيرة من 1500 فردٍ إلى أقوى مملكة إفريقية في ذلك الوقت، تدخل في حروبٍ مع بريطانيا وهولندا لسنواتٍ طويلة، ويمتد نفوذها إلى الدول المجاورة لجنوب إفريقيا.

أقاموا أقوى مملكة قبلية في إفريقيا

هاجر أسلاف الزولو من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق إفريقيا خلال هجرات البانتو، وذلك في الفترة ما بين 2000 عام قبل الميلاد حتى القرن الخامس عشر، حيث استقرت في حوض الكونغو بوسط إفريقيا، ثم هاجرت مرةً ثانيةً إلى أقصى الجنوب، حيث استقرت في المنطقة المعروفة باسم كوازولو ناتال، وهي إحدى محافظات جنوب إفريقيا حالياً. 

لم يكن عدد أفراد قبيلة الزولو يتجاوز 2000 رجل، حين وصلوا إلى منطقة كوازولو ناتال، وكانوا يعيشون في قرى مشتتة، وفي صراعاتٍ لا تتوقف مع القبائل المجاورة، حتى مطلع القرن التاسع عشر عندما برز أحد قادة الزولو، وهو الزعيم شاكا. 

قبيلة الزولو
قبيلة الزولو /shutterstock

كان شاكا، مؤسس مملكة الزولو، في الحقيقة الابن غير الشرعي للزعيم الشهير لشعب الزولو سينزانكاخونا، حيث أصبح شاكا واحداً من أشجع المحاربين في القبيلة، وعندما توفي الزعيم سينزانكاخونا، استولى شاكا على عرش الزولو، وأعلن قيامة مملكة الزولو سنة 1818.

وفقاً لموقع gateway-africa، توسعت قبيلة الزولو في عهد شاكا إلى مملكة مترامية الأطراف، وبسرعةٍ كبيرة أصبح الزولو أقوى قوة عسكرية في جنوب إفريقيا، ما زاد من حيازتهم للأراضي من 100 ميل مربع كانوا يعيشون فيها قبل مجيء الملك شاكا إلى 11500 ميل مربع، لكن مع وفاة شاكا سنة 1828، بدأت مملكة الزولو تتعرض للاستهداف من قبل الاستعمار والقوى المجاورة.

لباس غريب وطقوس زواج خاصة عند قبيلة الزولو

يمتاز شعب الزولو ببنية هرمية تسمح لكل مجموعة ضيقة أو أسرة كبيرة باختيار زعيمها الخاص والمحلي، ويتيح هذا التنظيم وجود عدد كبير من الأمراء والسلاطين الصغار الذين يتبعون الملك العام للزولو.

يجتمع هؤلاء الممثلين كل سنة للاحتفال بذكرى “شاغا” الذي تحول إلى بطل أسطوري، وذلك بحكم أنّه الملك المؤسس لدولتهم، حيث يلتقي زعماء قبيلة الزولو عند قبره فى ذكرى وفاته، ليلقي الملك خطاب التكريم، ويتبارى الزعماء في الزهو والفخر بانتمائهم إلى قبائل الزولو.

ويمتاز الزولو أيضاً بمجموعة من العادات الغريبة، خاصة فيما يتعلّق بالملابس، إذ يكون لباس أفراد الزولو عبارة عن تنورات قصيرة مصنوعة من جلود النمور أو الثيران، كما لا يفارق الرمح والسهم يد رجال الزولو، الذين يستخدمونها في الصيد والدفاع عن النفس.

قبيلة الزولو
لباس أفراد الزولو عبارة عن تنورات قصيرة مضنوعة من جلود الحيوانات /shutterstock

أما المهمة الرئيسية لذكور الزولو فهي رعاية المواشي، في حين تختص النساء بأعمال الزراعة ومهام الطبخ وسائر أعمال البيت.

وتخضع المرأة في الزولو لسلسلة من التقاليد تفرض عليها المبالغة في تقدير زوجها، حيث ينبغي أن تركع عند دخول الكوخ إذا كان زوجها في الداخل، وأن تجلس إلى يساره، على الأرض أو على الحصير، ولكن لا يمكن أن تجلس على كرسي مثله.

كما أنّ المرأة المتزوجة تلبس تنورة أطول مما تلبسه غيرها، وعليها أن تضع قبعة على رأسها، في حين أنّ العازبات عند الزولو يتعيّن عليهن التخفيف في الثياب.

أمّا الأغرب، فهي طقوس الزواج، والتي تبدأ باحتفال البلوغ، الذي تعلن فيه أنّ الفتاة مستعدة للزواج، وتبدأ بعدها أيام المغازلة، إذ تبدأ الفتاة الخطوة الأولى بطلب يد الشاب الذي تريده، ليتمّ لها ذلك.

قبيلة الزولو
المرأة هي من تخطب الرجل عند قبائل الزولو /shutterstock

يقدسون السحر 

السحر عند الزولو شيء مباح ومقدس، إذ تعتبر الساحرة طبیبة القبیلة، وتسمى “أيسانغوما”، وتتمتع بقدر كبیر من الاحترام، ولھا لباس ممیز، وعقد من الخشب.

يقدس الزولو السحر ويعتقدون بالأرواح /shutterstock

بحيث إنّ شعب الزولو من أكثر القبائل الإفريقية ممارسةً للسحر، ويربط كلّ شيءٍ في الحياة به، مثل سوء الحظ والمرض، إذ يعتبرون أنه مرسل بروح غاضبة، ولا يعالج إلّا بالسحر.

كما تعتبر “الأرواح” وارتباطها بالأجداد مهمة في الحياة الدينية لقبائل الزولو، إذ يتم تقديم القرابين والتضحيات للأجداد للحماية والصحة الجيدة والسعادة، ويعتقدون أن أرواح الأسلاف تعود إلى العالم في شكل أحلام وأمراض، وأحياناً ثعابين.

قبيلة الزولو التي تخطب المرأة فيها الرجل ويقدسون أفرادها السحر ,أستوطنت جنوب إفريقيا قبل 40 قرناً | عربي بوست

قتلوا أغلب الجيش البريطاني وقاوموا هولندا.. قبائل “الزولو” التي تخطب المرأة فيها الرجل ويقدسون السحر

تم النشر: 2023/06/06 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/06 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
قبيلة الزولو، اكبر القبائل في إفريقيا /shutterstock

يشير الزولو zulu إلى أنفسهم على أنهم "شعب السماء"، وهم أكبر مجموعة عرقية في جنوب إفريقيا، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 10 ملايين من الزولو يعيشون في منطقة كوازولو ناتال، ما يجعلهم أكبر قبيلة في إفريقيا، يتحدّث الزولو لغةً تسمى isiZulu، وهي لغة شعب الزولو الرسمية التي يجيدها أغلبية سكان الزولو.

اشتهرت قبيلة الزولو في القرن التاسع عشر، إذ تحوّلت من مجرد قبيلةٍ يعيش أفرادها في الشتات إلى مملكة عظيمة تحت قيادة الملك شاكا الذي يعدّ واحداً من أعظم الملوك الأفارقة، والذي نجح في أن يحوّل عشيرة من 1500 فردٍ إلى أقوى مملكة إفريقية في ذلك الوقت، تدخل في حروبٍ مع بريطانيا وهولندا لسنواتٍ طويلة، ويمتد نفوذها إلى الدول المجاورة لجنوب إفريقيا.

أقاموا أقوى مملكة قبلية في إفريقيا

هاجر أسلاف الزولو من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق إفريقيا خلال هجرات البانتو، وذلك في الفترة ما بين 2000 عام قبل الميلاد حتى القرن الخامس عشر، حيث استقرت في حوض الكونغو بوسط إفريقيا، ثم هاجرت مرةً ثانيةً إلى أقصى الجنوب، حيث استقرت في المنطقة المعروفة باسم كوازولو ناتال، وهي إحدى محافظات جنوب إفريقيا حالياً. 

لم يكن عدد أفراد قبيلة الزولو يتجاوز 2000 رجل، حين وصلوا إلى منطقة كوازولو ناتال، وكانوا يعيشون في قرى مشتتة، وفي صراعاتٍ لا تتوقف مع القبائل المجاورة، حتى مطلع القرن التاسع عشر عندما برز أحد قادة الزولو، وهو الزعيم شاكا. 

قبيلة الزولو
قبيلة الزولو /shutterstock

كان شاكا، مؤسس مملكة الزولو، في الحقيقة الابن غير الشرعي للزعيم الشهير لشعب الزولو سينزانكاخونا، حيث أصبح شاكا واحداً من أشجع المحاربين في القبيلة، وعندما توفي الزعيم سينزانكاخونا، استولى شاكا على عرش الزولو، وأعلن قيامة مملكة الزولو سنة 1818.

وفقاً لموقع gateway-africa، توسعت قبيلة الزولو في عهد شاكا إلى مملكة مترامية الأطراف، وبسرعةٍ كبيرة أصبح الزولو أقوى قوة عسكرية في جنوب إفريقيا، ما زاد من حيازتهم للأراضي من 100 ميل مربع كانوا يعيشون فيها قبل مجيء الملك شاكا إلى 11500 ميل مربع، لكن مع وفاة شاكا سنة 1828، بدأت مملكة الزولو تتعرض للاستهداف من قبل الاستعمار والقوى المجاورة.

لباس غريب وطقوس زواج خاصة عند قبيلة الزولو

يمتاز شعب الزولو ببنية هرمية تسمح لكل مجموعة ضيقة أو أسرة كبيرة باختيار زعيمها الخاص والمحلي، ويتيح هذا التنظيم وجود عدد كبير من الأمراء والسلاطين الصغار الذين يتبعون الملك العام للزولو.

يجتمع هؤلاء الممثلين كل سنة للاحتفال بذكرى "شاغا" الذي تحول إلى بطل أسطوري، وذلك بحكم أنّه الملك المؤسس لدولتهم، حيث يلتقي زعماء قبيلة الزولو عند قبره فى ذكرى وفاته، ليلقي الملك خطاب التكريم، ويتبارى الزعماء في الزهو والفخر بانتمائهم إلى قبائل الزولو.

ويمتاز الزولو أيضاً بمجموعة من العادات الغريبة، خاصة فيما يتعلّق بالملابس، إذ يكون لباس أفراد الزولو عبارة عن تنورات قصيرة مصنوعة من جلود النمور أو الثيران، كما لا يفارق الرمح والسهم يد رجال الزولو، الذين يستخدمونها في الصيد والدفاع عن النفس.

قبيلة الزولو
لباس أفراد الزولو عبارة عن تنورات قصيرة مضنوعة من جلود الحيوانات /shutterstock

أما المهمة الرئيسية لذكور الزولو فهي رعاية المواشي، في حين تختص النساء بأعمال الزراعة ومهام الطبخ وسائر أعمال البيت.

وتخضع المرأة في الزولو لسلسلة من التقاليد تفرض عليها المبالغة في تقدير زوجها، حيث ينبغي أن تركع عند دخول الكوخ إذا كان زوجها في الداخل، وأن تجلس إلى يساره، على الأرض أو على الحصير، ولكن لا يمكن أن تجلس على كرسي مثله.

كما أنّ المرأة المتزوجة تلبس تنورة أطول مما تلبسه غيرها، وعليها أن تضع قبعة على رأسها، في حين أنّ العازبات عند الزولو يتعيّن عليهن التخفيف في الثياب.

أمّا الأغرب، فهي طقوس الزواج، والتي تبدأ باحتفال البلوغ، الذي تعلن فيه أنّ الفتاة مستعدة للزواج، وتبدأ بعدها أيام المغازلة، إذ تبدأ الفتاة الخطوة الأولى بطلب يد الشاب الذي تريده، ليتمّ لها ذلك.

قبيلة الزولو
المرأة هي من تخطب الرجل عند قبائل الزولو /shutterstock

يقدسون السحر 

السحر عند الزولو شيء مباح ومقدس، إذ تعتبر الساحرة طبیبة القبیلة، وتسمى "أيسانغوما"، وتتمتع بقدر كبیر من الاحترام، ولھا لباس ممیز، وعقد من الخشب.

يقدس الزولو السحر ويعتقدون بالأرواح /shutterstock

بحيث إنّ شعب الزولو من أكثر القبائل الإفريقية ممارسةً للسحر، ويربط كلّ شيءٍ في الحياة به، مثل سوء الحظ والمرض، إذ يعتبرون أنه مرسل بروح غاضبة، ولا يعالج إلّا بالسحر.

كما تعتبر "الأرواح" وارتباطها بالأجداد مهمة في الحياة الدينية لقبائل الزولو، إذ يتم تقديم القرابين والتضحيات للأجداد للحماية والصحة الجيدة والسعادة، ويعتقدون أن أرواح الأسلاف تعود إلى العالم في شكل أحلام وأمراض، وأحياناً ثعابين.

تحميل المزيد