خبراء يحذرون من “تسونامي الشعر الأبيض” عالمياً.. توقعوا ملايين الإصابات بالسرطان بين كبار السن

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/06 الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/06 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
مرض السرطان /Istock

حذَّر أطباء بارزون من أنَّ العالم يجب أن يستعد على الفور لـ"تسونامي" عالمي من ملايين مرضى السرطان الأكبر سناً، أو خطر عدم قدرة أنظمة الرعاية الصحية على مواجهة ذلك، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023.

حيث قالت الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، في تقرير، إنَّ زيادة متوسط ​​العمر المتوقع والارتفاع السريع في عدد كبار السن تقترن بزيادة تلوح في الأفق في المرضى المسنين المصابين بالسرطان؛ التي تمثل الآن "مصدر قلق خطير للصحة العامة". وأضاف الخبراء أنَّ مراكز السرطان يجب أن تستعد لـ "تسونامي أورام الشعر الأبيض".

في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو، وهو أكبر مؤتمر لأمراض السرطان في العالم، قال الدكتور أندرو تشابمان، مدير مركز سيدني كيميل للسرطان والمتخصص في أورام الشيخوخة: "بينما يزداد عدد السكان، هل نحن حقاً على استعداد للتعامل مع تلك الاحتياجات؟ أعتقد على الصعيد العالمي، لسنا مستعدين". 

يمثل التقدم في السن أحد عوامل الخطر القوية للإصابة بالسرطان، لكن أهمية دمج التقييمات الصحية الخاصة بكبار السن في تشخيص السرطان ورعايته وعلاجه لم يُعترَف بها بشكل كافٍ لسنوات.

قالت جولي غرالو، كبير المسؤولين الطبيين ونائب الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، إنَّ أنظمة الرعاية الصحية يجب أن تتصرف على الفور لتجنب إغراقها بالارتفاع الهائل في مرضى السرطان الأكبر سناً. 

كما حذرت غرالو: "بحلول عام 2040، من المتوقع أن يرتفع العبء العالمي إلى 27.5 مليون حالة سرطان جديدة و16.3 مليون حالة وفاة بالسرطان بسبب نمو السكان والشيخوخة".

وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، شهد عام 2018 تسجيل 17 مليون حالة سرطان جديدة و9.5 مليون حالة وفاة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.

لكن أشارت غرالو إلى أنَّ العراقيل المرتبطة بالقوى العاملة؛ مثل الافتقار إلى تدريب واسع النطاق في مجال طب الشيخوخة ونقص الموظفين على مستوى العالم، يمكن أن تجعل تبني نماذج رعاية تناسب المرضى الأكبر سناً أصعب.

كما أضافت أنَّ تنويع التجارب السريرية سيساعد أيضاً؛ إذ "تأتي معظم بيانات التجارب السريرية من المرضى الأصغر سناً – مع تضمين عدد قليل جداً من المرضى الأكبر سناً. لكننا بحاجة إلى تضمين المرضى الأكبر سناً في التجارب حتى نتمكن من فهم السُمّية وفاعلية العلاجات على هذه الفئة من السكان".

في الولايات المتحدة، يتوقع المعهد الوطني للسرطان أنَّ ما يقرب من ثلاثة أرباع (73%) الأشخاص المصابين بالسرطان سيكونون فوق سن 65 عاماً، بحلول عام 2040.

بينما في بريطانيا، سيرتفع عدد الأشخاص المصابين بالسرطان بمقدار الثُلث بحلول عام 2040، مما سيرفع عدد الحالات الجديدة السنوية من 384 ألفاً إلى 506 آلاف لأول مرة، وفقاً لتحليل أجرته مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة. وسيكون معظم المصابين في عمر 70 أو أكثر، بمعدل 60% من الإصابات و76% من الوفيات.

إذ قال البروفيسور تشارلز سوانتون، كبير الأطباء في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "سيزداد عدد كبار السن المصابين بالسرطان، وبالطبع سيحتاجون إلى رعاية متعددة التخصصات؛ فغالباً ما يكون لديهم أمراض مصاحبة وأمراض أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو مشكلات القلب أو الجهاز التنفسي".

في حديثه في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو، قال سوانتون إنَّ المرضى الأكبر سناً يتناولون على الأرجح أدوية لأمراض أخرى؛ مما يجعل علاج السرطان أكثر تعقيداً.

تابع سوانتون: "السؤال هو: كيف سيتعامل النظام الصحي مع ذلك؟ يمثل تخطيط القوى العاملة لمواجهة هذا الخطر مصدر قلق كبيراً. فإذا كنا نتعامل مع ارتفاع بمعدل 30% في تشخيصات السرطان، وكانت تشخيصات السرطان هذه أكثر تعقيداً، فسنحتاج لما لا يقل عن 30% من أطباء الأورام والجراحين وخبراء علوم الأمراض الإضافيين للتعامل مع عبء هذه الحالات".

تحميل المزيد