أُعيدَ إنشاء وجه أحد فراعنة مصر القديمة، الملك توت عنخ آمون، بعد 3300 سنة، وقد شبهه العلماء الذين أجروا الدراسة بـ"طالب شاب أكثر من كونه سياسياً"، وفق النتائج التي نشرت في دورية Anatomy and Embryology الإيطالية.
خلال حياته، كان توت عنخ آمون يُعبَد باعتباره إلهاً، وكان قد جلس على العرش في سن التاسعة، كما كان يبلغ من العمر 19 عاماً تقريباً عندما توفي، واشتهر بالثروات الضخمة التي اكتُشِفَت في مقبرته، حسب ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 31 مايو/أيار 2023.
حتى الآن، فإن هذه المقبرة هي الوحيدة التي عُثِرَ عليها سليمةً تماماً، وتُعتبر أحد أبرز الاكتشافات الأثرية في التاريخ. وقال شيشرون مورايس: "بالنظر إليه، نرى طالباً شاباً أكثر من كونه سياسياً مُحاطاً بالمسؤوليات، مما يجعله شخصيةً تاريخية أكثر إثارة للاهتمام".
كما أضاف مورايس: "باستخدام بيانات من أشخاص أحياء، ومقارنة التوقعات بالقياسات الفعلية، نحن واثقون بوجود توافق جيد مع الوجه الحقيقي"، مضيفاً أن إنهاء الدراسة جعله "معجباً حقيقياً بهذه الثقافة الرائعة".
بالمثل، أضاف مايكل هابيشت، عالم المصريات وعالم الآثار بجامعة فليندرز الأسترالية، أن إعادة إنشاء وجه توت عنخ آمون كانت "قريبة بشكل مذهل" من عملية مشابهة قام بها فريق فرنسي قبل بضع سنوات. وأشار هابيشت إلى أنه "يتوافق أيضاً مع الرسوم القديمة لتوت عنخ آمون، خاصةً مع الرأس المرسوم على زهرة لوتس من كنز مقبرته".
أُجرِيَت العديد من عمليات إعادة بناء الوجه على مر السنين، مع المحاولة الأولى في عام 1983 من قبل فنان الطب الشرعي بيتي بات جاتليف، الذي صنع قالباً باستخدام جمجمة من الجبس أُنشِئت من صور الأشعة. نُشرت صورة مقربة لوجه توت عنخ آمون لاحقاً في مجلة Life الأمريكية.
وفي عام 2022، أشارت أدلة جديدة إلى أن عالم الآثار الذي اكتشف مقبرة توت عنخ آمون ربما يكون قد سرق كنزاً منها.
أثناء رحلة استكشافية بوادي الملوك في نوفمبر/تشرين الثاني 1922، عثر هوارد كارتر على المقبرة، وكتب في مذكراته أن الغرفة كانت مغمورة بـ"مزيج رائع من الأشياء الرائعة والجميلة المتراكمة على بعضها".
في أغسطس/آب من العام الماضي، أشارت رسالة لم تُنشر من قبل، إلى أن كارتر قد أظهر للسير آلان غاردينر، الباحث بفريق التنقيب نفسه، "تميمة" كانت تُستخدَم لتقديم القرابين للموتى. وذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أن كارتر أكد لزميله أن التميمة لم يجلبها من المقبرة.
مع ذلك، أبلغ المدير البريطاني للمتحف المصري في القاهرة آنذاك السير غاردينر، أن التميمة تتطابق مع تلك التي عُثِرَ عليها في مقبرة توت عنخ آمون، وبالتالي من المحتمل أن تكون مسروقة.