حركته بطيئة، يسبح قرب السطح، يقلد لغة البشر.. “الحوت الأبيض” الذي يُعتقد أن موسكو تستخدمه للتجسس!

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/30 الساعة 18:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/30 الساعة 18:57 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ حقائق مثيرة للاهتمام عن الحوت الأبيض

تعد المياه المتجمدة في المحيط المتجمد الشمالي وألاسكا وكندا وغرينلاند والدول الإسكندنافية وروسيا، موطناً للعديد من الحيوانات الغريبة والرائعة، من بينها الحوت الأبيض، هذا "المبتسم الشرير" الذي يُعتقد أنّ المخابرات الروسية تعمل على تدريبه لأغراض تجسسية.

ماذا تعرف عن الحوت الأبيض، وما حقيقة تلك الادعاءات؟

حقائق مثيرة للاهتمام عن الحوت الأبيض

يتميز الحوت الأبيض الذي يطلق عليه أيضاً اسم "حوت بيلوغا" بشكله المدبب ورأسه المميز الذي يشبه المنقار، وابتسامته التي لا تفارق وجهه، وهو ما يميزه عن الحيتان الأخرى.

فيما تقدر أعداد الحوت الأبيض في جميع أنحاء العالم بحوالي 200 ألف حوت، بينما يعتبر من الحيتان المتوسطة الحجم، إذ يصل طوله إلى حوالي 4-5 أمتار ويزن حوالي 900-1.600 كيلوغرام.

الحوت الأبيض هو من المخلوقات الاجتماعية للغاية، يعيش في القرون ويعيشون على شكل مجموعات، أما غذائه المفضل فهو سمك القد والهلبوت والسلمون والجمبري والحبار والأخطبوط.

Shutter Stock/ حقائق مثيرة للاهتمام عن الحوت الأبيض
Shutter Stock/ حقائق مثيرة للاهتمام عن الحوت الأبيض

 1. الحوت الأبيض مبتسم دائماً

يتمتع الحوت الأبيض دائماً بابتسامة ثابتة على وجهه، تجعله رائعاً لالتقاط صور سيلفي.

علمياً فإنّ الانطباع الذي يظهر على وجه الحوت الأبيض ويبدو وكأنه مبتسم يعود إلى تشكيلة خاصة بالتركيب الجمجمي والتشكيل العضلي في منطقة الفم والعينين.

الشكل الجمجمي للحوت الأبيض يتميز بوجود قوس طويل يمتد من الرأس إلى الجهة الخلفية من الفك السفلي، ولذلك فإن هذا الشكل الجمجمي يعطي انطباعاً لشكل فم يبدو مرتفعاً قليلاً من الأطراف، مما يعطي المظهر المشابه للابتسامة.

علاوة على ذلك، يلعب الشكل والترتيب الخاص للأنسجة العضلية حول الفم دوراً في إبراز هذا الانطباع.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذا الانطباع المبتسم للحوت الأبيض قد يكون مجرد تفسير بشري لملامح الحيوان، ولا يعكس بالضرورة مشاعره الحقيقية، فالحيتان ليس لديها نفس النظام العضلي والتعبير الوجهي المعقد الذي يمتلكه الإنسان.

2- الحوت الأبيض يستطيع السباحة في الأنهار

على الرغم من أنّ الحيتان بشكل عام هي حيتان محيطية، تحب المساحات الكبيرة للعيش، فإنّ الحوت الأبيض لديه ميزة مختلفة عن بقية الأنواع، إذ إن بإمكانه أن يعيش في الأنهار صغيرة الحجم.

ووفقاً لما ذكره موقع Fact Animal فإنّ الكثير من الحيتان البيضاء تقرر الهجرة في فصل الصيف من المحيط المتجمد الشمالي باتجاه نهر ماكنزي في كندا في رحلة يصل طولها نحو 6000 كيلومتر.

3- الحوت الأبيض يستطيع تقليد صوت البشر

الطيور ليست الحيوانات الوحيدة التي بإمكانها تقليد صوت البشر، وإنما الحوت الأبيض يستطيع ذلك أيضاً.

ووفقاً لما ذكرته موسوعة National Geographic فإنّ مؤسسة الثدييات البحرية الوطنية في كاليفورنيا الأمريكية كانت تأسر حوتاً أبيض لديها لمدة 30 عاماً، وحتى وفاته في عام 1999.

في أحد أيام عام 1984، لاحظ الباحثون شيئاً غريباً عندما سمعو أحدهم يتحدث في الوقت الذي لم يكن هناك أحد غيرهم في المكان.

فيما بعد تم تأكيد أنّ مصدر هذا الكلام كان من "الحوت الأبيض" نفسه، عندما كان أحد الغواصين في خزان الحوت، ليبدأ بسماع كلمة "اخرج، اخرج"، وعندما خرج اكتشف أن الصوت لم يأتِ من الخارج وإنما من الحوت نفسه.

4- الحوت الأبيض سباح بطيء!

يسافر الحوت الأبيض بمتوسط ​​سرعة 3 إلى 9 كم في الساعة، لكنه قادر على زيادة تلك السرعة على شكل رشقات قصيرة تصل إلى 22 كيلومتراً بالساعة ولمدة تصل إلى 15 دقيقة فقط، وهذه الوتيرة أبطأ بكثير من مُعظم أنواع الحيتان الأخرى.

ولكن في الوقت نفسه فإنّ هذا البطء في الحركة يعطي الحوت الأبيض ميزة مختلفة عن الأنواع الأخرى وهي قدرته العالية على المناورة بفضل بطئه.

Shutter Stock/ يروج البعض إلى أنّ سرعة الحوت الأبيض البطيئة وسباحته بالقرب من الأسطح، وقدرته على التواصل مع البشر، جعلت منه سلاحاً فعالاً للتجسس لصالح روسيا.
Shutter Stock/ يروج البعض إلى أنّ سرعة الحوت الأبيض البطيئة وسباحته بالقرب من الأسطح، وقدرته على التواصل مع البشر، جعلت منه سلاحاً فعالاً للتجسس لصالح روسيا.

5- يحب السباحة قرب السطح

يعتبر الحوت الأبيض من الأنواع التي تحب السباحة بالقرب من الأسطح، وعادة ما يتواجد على مسافة يصل ارتفاعها 20 متراً فقط.

وعلى الرغم من ذلك فإنه في الوقت ذاته يستطيع الغوص لمسافة كبيرة ما إذا أراد ذلك، قد تصل إلى مسافة 400 متر وسطياً.

أعمق مسافة مسجلة وصل إليها الحوت الأبيض كانت 647 متراً.  

6- ضربات قلب بطيئة وأوكسجين كبير بالدم 

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ ما يمكن الحوت الأبيض من الغوص إلى هذه المسافة الكبيرة هو استطاعته الحفاظ على الأوكسجين في الدم أثناء وجوده تحت الماء.

ووفقاً لما ذكره موقع SeaWorld الأمريكي، فإنّ الحيتان البيضاء يتباطأ معدل ضربات قلبها عند الغوص تحت الماء من 100 إلى حوالي 12 نبضة في الدقيقة فقط.

كما أنه عند الغوص، يتم تحويل الدم بعيداً عن الأنسجة التي تتحمل مستويات منخفضة من الأوكسجين باتجاه القلب والرئتين والدماغ، حيث هناك حاجة إلى الأوكسجين، وبالتالي فإنّ الحيتان البيضاء تحتفظ بالأوكسجين في دمائها أكثر من معظم الثدييات.

ما حقيقة تجنيدها من قبل الاستخبارات الروسية؟

يروج البعض إلى أنّ سرعة الحوت الأبيض البطيئة وسباحته بالقرب من الأسطح، وقدرته على التواصل مع البشر، جعلت منه سلاحاً فعالاً للتجسس لصالح روسيا.

في عام 2019، عُثر في النرويج على حوت أبيض ضخم يُعتقد أنه تلقَّى تدريبات على يد قوات البحرية الروسية، وأنه يُستخدم لأغراض تجسّسية.

واعتاد الحوت الأبيض المدرَّب على الاقتراب من الزوارق النرويجية قُبالة سواحل جزيرة إنغواي، وهي جزيرة في القطب الشمالي تبعد نحو 450 كيلومتراً من مدينة مورمانسك، التي يتمركز فيها الأسطول الشمالي الروسي، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، اليوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2019.

صحيفة The Guardian البريطانية نقلت من جانبها عن خبراء بحريين في النرويج، اعتقادهم أن الحوت الذي عثروا عليه قد تلقَّى تدريبات من قِبَل قوات روسية ضمن برنامج استخدام الثدييات تحت المياه كقوة عمليات خاصة.

وقال أودو ريكاردسين، وهو عالم في الأحياء البحرية، إن السرج الموضوع على الحوت، مزوَّد بحامل لوضع كاميرا وبملصق يحدد المصدر بسان بطرسبورغ، وقد استطاع صياد نرويجي نزعه من على الحوت.

وبدا الحوت أليفاً بعدما تم العثور عليه، وقال أحد الصيادين إن الحوت يبدو أنه معتاد على التعامل مع البشر، وهو ما أظهره مقطع فيديو نشرته هيئة الإذاعة النرويجية للحظة نزع السرج عن الحوت الأبيض.

ومؤخراً ظهر هذا الحوت الأبيض ذاته، قبالة السواحل السويدية، الأحد 28 مايو/أيار 2023، ولم تصدر موسكو أبداً أي رد فعل رسمي على التكهنات النرويجية أو السويدية، بأن الحوت يمكن أن يكون "جاسوساً روسياً".

ويدعي مروجو هذه النظرية إلى أن المخابرات الروسية تستخدم حيتان البيضاء كوسيلة للتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية، بعد تدريبها للقيام بمهام محددة وجمع المعلومات عن طريق تجهيزها بأجهزة تتيح لها التواصل مع البشر.

في حين يعود أصل هذه الادعاءات إلى الفترة السوفييتية في الاتحاد السوفييتي،

حيث كانت هناك تقارير وشائعات تفيد بأن السلطات السوفييتية كانت تدرب الدلافين في قاعدة في "سيفاستوبول" بشبه جزيرة القرم لتدريب لأغراض عسكرية إبان الحرب الباردة.

مع ذلك، تظل هذه الادعاءات بشأن استخدام هذه الحيتان وسيلة للتجسس غير مؤكدة وتفتقر إلى دلائل قوية.

تحميل المزيد