قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، إن رجل الأعمال براين جونسون الذي قال إنه ينفق مليوني دولار سنوياً ليبدو بعمر الـ18 عاماً، يقوم بعملية تبادل لبلازما الدم مع أبيه السبعيني وابنه البالغ من العمر 17 عاماً.
بحسب الوكالة، فإن الملياردير الأمريكي جونسون (45 عاماً) ظهر في عيادة للخدمات الصحية بالقرب من دالاس مع والده ريتشارد البالغ من العمر 70 عاماً، وابنه تالماغ، وبعد وصولهم العيادة في الصباح الباكر، وعلى مدار عدة ساعات، ينخرط الرجلان (والصبي) في تبادل ثلاثي الأجيال لبلازما الدم.
ويبدأ ابنه تالماغ أولاً، فيسحبون لتراً من دمائه يقسّمها جهاز إلى بلازما سائلة وخلايا دم حمراء وخلايا دم بيضاء وصفائح دموية، ثم يخضع براين بعد ذلك للعملية نفسها، كما يخضع لإجراء إضافي لإدخال بلازما ابنه في عروقه.
ثم يحين دور أبيه ريتشارد أخيراً ليستقبل بلازما براين، بعد أن أفسحت الدماء المسحوبة منه المجال لها.
وعملية تبادل الدماء ليست جديدة على جونسون، فهو يذهب إلى عيادة دالاس منذ أشهر متتالية ليستقبل البلازما، لا من أحد أفراد عائلته، وإنما من متبرع شاب مجهول. ويفحص جونسون المتبرع بعناية للتأكد من أنه يتمتع بكتلة جسم مثالية، ويحيا حياة صحية خالية من الأمراض.
وقد صنع جونسون اسماً لنفسه في مجال التكنولوجيا، فكان الرئيس السابق لشركة Braintree، وهي شركة مدفوعات رقمية كانت تمتلك خدمة Venmo. وقد حصل على ثروة بعد بيعه الشركة وفتح شركة التكنولوجيا العصبية Kernel. لكنه في الآونة الأخيرة أصبح أكثر تركيزاً على جسده، من خلال مشروع يسمى Project Blueprint.
وذكرت وكالة بلومبرغ في يناير/كانون الثاني الماضي، أن جونسون ينفق ملايين الدولارات سنوياً على التشخيص والعلاج الطبي، إلى جانب نظام دقيق في الأكل والنوم وممارسة الرياضة لمعرفة إن كان ممكناً إبطاء عملية الشيخوخة، وربما وقفها تماماً.
ولدى جونسون فريق من الأطباء يساعدونه في ذلك؛ وفي إطار مشروع Blueprint، ينشر الجزء الأكبر من الآليات التي يستخدمها ونتائجها، على أمل أن يتمكن الآخرون من تقييم عمله والاستفادة منه.
وفي الطب التقليدي، تستخدم حقن البلازما لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، مثل أمراض الكبد والحروق واضطرابات الدم. وخلال جائحة كوفيد-19، كان تبادل بلازما الدماء من الأساليب السائدة. فكان بعض مرضى كوفيد يُحقنون ببلازما أشخاص تعافوا من المرض وظهرت أجسام مضادة في نظامهم المناعي، وإن أوصت منظمة الصحة العالمية باجتناب هذه الطريقة عام 2021.
واكتسبت فكرة استخدام البلازما لتجديد الشباب زخماً بعد التجارب التي ربط فيها العلماء حرفياً فئراناً مسنة بأخرى شابة، لتتشاركا الأجهزة الدورية. وظهر على الفئران المسنة تحسناً في الوظائف المعرفية والتمثيل الغذائي وبنية العظام.
وبرهنت بعض الدراسات أيضاً على أن التبرع المتكرر بالدم له آثار صحية إيجابية؛ لأن الجسم يتخلص من الدماء القديمة وينتج خلايا ودماء جديدة.
والدراسات البشرية في هذا المجال نادرة. ولم يجد العلماء والمتحمسون أمامهم إلا بيانات الدراسات التي أجريت على الفئران، والتي يرى عديد من الباحثين أنها غير حاسمة.
فيما يحذر بعض الباحثين المتخصصين في دراسة طول العمر من عمليات نقل البلازما الانتقائية بين الأشخاص الأصحاء، إذ يقول تشارلز برينر، عالم الكيمياء الحيوية في مركز مدينة الأمل الطبي الوطني في لوس أنجلوس: "لم نتعلم ما يكفي للتأكيد على أن هذا علاج بشري قابل للتطبيق، وأنا شخصياً أرى أنه لا يستند إلى أدلة وخطير نسبياً".
ومع ذلك، وافق فريق جونسون الطبي على تبني هذه الطريقة كعلاج محتمل للتدهور المعرفي وربما لعلاج مرض باركنسون ومرض الزهايمر.
وما يسمى بوصمة "فتى الدماء" التي تلازم عمليات نقل البلازما الخاصة بإطالة العمر لا تسمح بمناقشة هذه الموضوع على نطاق واسع. وإلى جانب أجواء مصاصي الدماء الواضحة المحيطة بهذه العملية، قد تبدو هذه الأساليب انتقائية وبغيضة.
وفي معظم الحالات، يتلقى الشخص الأكثر ثراءً البلازما من شخص أصغر بكثير وأقل ثراءً. وعادةً ما يتلقى المتبرعون بالبلازما حوالي 100 دولار في بطاقات هدايا عن عملية تكلف حوالي 5500 دولار.