أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية العراقية، إلقاء القبض على عدد من أعضاء ما يعرف بـ"جماعة القربان" في قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار، مؤكدة أن التحقيق معهم جارٍ لمعرفة أهدافهم.
من هي جماعة القربان، أين تتواجد في العراق، ما التهم المنسوبة إليهم، ولماذا يوصفون بأنهم "جماعة مرعبة"؟
جماعة القربان.. الانتحار عن طريق القرعة!
نقلت وكالة الأنباء العراقية عن وكالة الاستخبارات قولها إنه وبحسب توجيهات السيد وزير الداخلية في متابعة الحركات والجماعات المنحرفة، والخارجين عن القانون، وبعملية استندت إلى معلومات دقيقة، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، من القبض على 4 متهمين ممن يسمون جماعة القربان في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار.
وأضافت: "تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة لإكمال الإجراءات اللازمة".
وعلى الرغم من عدم نشر البيان أسباب وصف هذه المجموعة بالمنحرفة والخارجة عن القانون، فإنّ معلومات أولية تشير إلى أن هذه المجموعة حديثة العهد، وتتخذ من الإمام علي بن أبي طالب إلهاً، وتقدم له القرابين البشرية عن طريق القرعة خلال احتفال ديني يقام في محافظة ذي قار.
مصدر خاص بموقع "ناس نيوز" العراقي، كشف أنّ جماعة القربان هم مجموعة دينية بدأت نشاطها منذ فترة وجيزة، جنوب شرق الناصرية بمركز قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي القار التي تبعد نحو 350 كلم جنوبي بغداد، وأنّ مركز هذه المجموعة يعتبر معقل أنصار التيار الصدري في البلاد.
وتابع المصدر أنّ جماعة القربان، تعبد الإمام علي وتصلي له، ودائماً ما يرددون خلال مجالسهم كلمة "الله علي، علي الله".
كما كشف المصدر أنّ هذه الجماعة تقدم القرابين البشرية للإمام علي، من خلال إقامة كرنفال ديني يتم من خلاله إجراء قرعة بين الشباب لاختيار أحدهم لتقديم نفسه قرباناً للإمام علي، مؤكداً أنّ من تختاره القرعة يقوم بشنق نفسه، بينما لا يعرف سبب اختيار الشنق دون غيره من طرق الانتحار الأخرى.
وفي الوقت الذي لا تعرف به مواعيد إقامة هذه الكرنفالات الدينية، فإنّ مصادر محلية تتوقع أنها تُقام خلال مجالس عزاء إحياء ذكرى وفاة الإمام علي أو أحد أبنائه أو أحفاده.
هل هي جماعة عراقية أم تتبع لجماعة أخرى؟
من جهتها، أكدت صحيفة "العالم الجديد" الإلكترونية العراقية، أنّ تتبعها لملف جماعة القربان، أوصلها إلى حقائق صادمة من بينها أنّ هذه الجماعة تتخذ من موكب "شهيد الجمعة"، بمحافظة ذي قار، والذي يرمز للمرجع الديني محمد الصدر والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقراً لها، وأنهم يرفعون صوره في مناسبات عديدة، في حين يقيم زعيمهم المجهول في إيران.
ولفتت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمنية أن هذه المجموعة كانت منضوية تحت أحد أكبر المواكب الحسينية الكبيرة المعروفة في قضاء سوق الشيوخ في ذي قار، إلا أن خلافاً في المعتقد الديني دفعهم ليكونوا منبوذين من قبل رفاقهم السابقين ويعلنون انشقاقهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هؤلاء العناصر المنبوذين كانوا يترددون في زيارات متوالية إلى مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد الإيرانية سيراً على الأقدام، وبما أنّ رحلتهم كانت تتطلب أسابيع طويلة، فإنهم احتكوا بمجموعة دينية في إيران لها ذات المعتقد، مما دفعهم للانضمام إليهم والارتباط بالزعيم الإيراني.
وفي الوقت الذي يتداول فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تفيد بقيام العشرات بشنق أنفسهم قرباناً في هذه المجموعة، فإنّ مصدر الصحيفة العراقية أكد أنّ هناك 3 حالات انتحار عن طريق الشنق حدثت منذ بداية العام الحالي، إحداها تمت بمساعدة أعضاء الجماعة داخل موكب شهيد الجمعة.
مضيفاً أنّ السلطات الأمنية تراقب هذه الجماعة، بسبب شكوك حول امتلاكهم أسلحة وأعتدة لمواجهة أي محاولة لمنعهم أو التصدي لهم.
ما مدى صحة تقديم القرابين البشرية؟
الخبير الأمني العراقي الدكتور علاء النشوع أكد لموقع "سكاي نيوز" أنّ التقارير سجلت حالات انتحار في صفوف "جماعة القربان" أثارت الرعب بين سكان المناطق التي تنتشر فيها، وأنه لم يتم التأكد حتى الآن من الجهة التي يعملون لصالحها، سواء في الداخل أو الخارج.
في المقابل، قال شقيق أحد أفراد الجماعة، إن المعلومات التي تتحدث عن طلب الجماعة من أفرادها تقديم أنفسهم قرابين للإمام علي هي معلومات غير دقيقة.
وأضاف في تصريح خاص لموقع "الحرة" أن الجماعة هي جزء من حركة قديمة تسمى "علي اللاهية" أو اختصاراً "علاهية"، وبالتالي فإنّ جميع اعتقاداتهم تتمحور كلها حول ألوهية علي.
كما نفى بشكل قاطع أن تكون المجموعة تروج للانتحار وأن جميع التقارير التي تشير إلى ذلك "كاذبة" على حد وصفه، مبيناً أن الأشخاص الذين يتبعون هذه الجماعة هم شباب منخفضو التعليم والدخل.