تحدث مجموعة من السياح البريطانيين بعد عودتهم إلى بلادهم عن تفاصيل "رحلة رعب" عاشوها أثناء انقلاب قاربهم بالقرب من مدينة الغردقة على البحر الأحمر، تُعرف باسم مثلث برمودا المصري، قريباً من مدخل قناة السويس، حسب ما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الأحد 14 مايو/أيار 2023.
الصحيفة قالت إن قارب غوص سياحي، يطلق عليه اسم "كارلتون كوين"، غرق في قاع البحر الأحمر في ظرف ساعة، لكنها أضافت أن المدهش في الأمر هو أن جميع ركابه الـ 26، 15 منهم بريطانيون، نجوا من هذه المحنة المرعبة مع الطاقم المكون من تسعة أفراد.
رعب بـ"مثلث برمودا" في البحر الأحمر
أشاد ديفيد تايلور ونجله كريستيان (21 عاماً) بالمبادرة البطولية التي اتخذها أحد الركاب الآخرين لإنقاذهما. إذ أرشد فرناندو سواريز ميلا، وهو إداري يبلغ من العمر 60 عاماً في برلمان الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الأب والابن إلى بر الأمان بعد أن أصابهما الهلع أثناء غرق القارب. ثم أصبح هو نفسه محاصراً لكنه نجا في النهاية.
وفقاً لشهود، كان البحر هادئاً والسماء زرقاء صافية حين بدأ قارب كارلتون كوين الذي يبلغ طوله 137 قدماً (نحو 42 متراً) فجأة في الاهتزاز والتمايل. وما حدث بعد ذلك يشبه إلى حد كبير قصة فيلم Poseidon Adventure. ويقول تايلور: "كان الموقف مرعباً. وحين أدركنا أن القارب انقلب بنا، علمنا أننا في ورطة، وأن شيئاً ما ليس على ما يرام أبداً".
كان القارب، الذي بُني عام 2002، في رحلته الثانية بعد تجديده العام الماضي. وكان الركاب في اليوم الثاني من عطلة غوص مدتها أسبوع حين غرق. لكن الركاب كانوا يشتكون بالفعل من ترنح القارب وعدم استقراره لكن الطاقم هدأ مخاوفهم.
يقول توبي ميدوز (48 عاماً)، وهو خبير أزياء من شمال لندن: "كنت على السطح مع أخي ورأينا القارب يهتز، لذلك أسرعنا إلى حاجز القارب قبل أن يغرق".
لكن لم يجد آخرون الفرصة ليفعلوا ذلك وانزلقوا من سطح القارب إلى البحر. وسُمع أناس يصرخون "شخص سقط في البحر"، فيما كان أفراد الطاقم والركاب يندفعون إلى بر الأمان. واتهم ميدوز بعض أفراد الطاقم بترك القارب والقفز في طوف النجاة قبل الركاب.
استياء السياح البريطانيين
أضيئت مشاعل وأُطلق نداء استغاثة، فيما أمضى بعض الركاب نصف ساعة في البحر -الذي يقال إنه يعج بأسماك القرش- قبل أن ينقذهم قارب غوص آخر كان في الجوار.
بينما أطلق سياح حملة تبرعات لتعويض ثمن المتعلقات التي فقدت في البحر الأحمر ولمقاضاة مالكي القارب وشركة السياحة.
حيث أبدى الركاب استياءهم من عدم حصولهم على تعويض والاكتفاء بمنحهم عطلة مجانية العام المقبل مع نفس الشركة. وقال سواريز ميلا: "فقدنا كل شيء، المال، والهواتف، وجوازات السفر، وكل شيء، وهم يعرضون علينا فرصة للعودة مرة أخرى. لا فرصة".
يُشار إلى أن منطقة الشعاب في أبو النحاس في البحر الأحمر، المنطقة التي كان بها قارب كارلتون كوين، أشهر مناطق الغوص بين حطام السفن. وهي خطر على الملاحة بسبب موقعها المكشوف قبالة الساحل الشمالي لجزيرة شدوان على حافة مضيق جوبال.
جميع الركاب بسلام
من جانبها، قالت شركة أسطول كارلتون The Carlton fleet، صاحبة قارب كارلتون كوين، في منشور على صفحتها على فيسبوك: "أولاً وقبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى أن جميع الركاب وأفراد الطاقم وصلوا بسلام إلى بر الامان ولم يتعرض أحد لإصابات خطيرة".
كما أضافت الشركة: "مكتبنا تحرك سريعاً ووفر ملاذاً لجميع الركاب مباشرة في فندق شامل. وسيصدر بيان جديد ومفصل عن الحادث بمجرد أن نحقق في جميع أسبابه ونناقش ملابساته مع الطاقم والشرطة وخفر السواحل".
بينما أظهر مقطع فيديو القارب وهو منقلب على جانبه في الماء قبل أن يغرق في القاع. ووفقاً للسكان المحليين، فسوء الأحوال الجوية كان السبب في الحادث الذي وقع في 24 أبريل/نيسان. وقال محمد شوقي، وهو غواص محترف في البحر الأحمر، لصحيفة The Telegraph: "أذكر ذلك اليوم حين غرق القارب. كان الطقس سيئاً والرياح قوية".
كما قال: "كان القارب جديداً، والطقس السيئ وحده لا يفسر غرقه. فربما يكون قد علق أثناء رسوه بالقرب من هذه الشعاب، ولم يستطع القبطان التعامل معه بسبب رياح قوية مفاجئة. ولو كان قد دخل منطقة الشعاب، فربما يكون أوان التحرك قد فات".
فيما أصدر قبطان السفينة نداء استغاثة، وتمكنت قوارب قريبة من إنقاذ جميع الركاب. وقال اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، لشبكة سكاي نيوز عربية إن القارب تعطل وإن جميع السياح وأفراد الطاقم نقلوا إلى قارب آخر، ولم يصب أحد بأي شيء يستدعي تدخلاً طبياً.