قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الأحد 7 مايو/أيار 2023، إن الباحثين اكتشفوا جنساً جديداً من الفراشات، بأجنحة برتقالية مميزة وبقع داكنة. ودفع مظهر الفراشات المذهل الفريق الدولي إلى تسمية جنسها بـ"Saurona-سورونا"، تيمناً باسم "Sauron- سورون"، اللورد الشرير لموردور الذي جلبت عينه النارية التي ترى كل شيء الرعب إلى الأرض الوسطى ومقاطعة الهوبيت "شاير"، في فيلم "The Lord of the Rings -مملكة الخواتم".
إذ إنها تسمية مثيرة للاهتمام. فكما يصفها جون تولكين، كاتب سلسلة القصص المأخوذ منها الفيلم: "كانت العين محفوفة بالنار، لكنها لامعة مثل الزجاج، وصفراء مثل قطة، متيقظة وهادفة، والشق الأسود لبؤبؤ العين ينفتح على حفرة، نافذة على العدم".
فراشات ذات ألوان غريبة ومتميزة
نوعا الفراشات اللذان يشكلان الجنس الجديد – Saurona triangula وSaurona aurigera – يتميزان حقاً بعلاماتهما الشبيهة بجفن باللون البرتقالي الزاهي والأسود القاتم، على الرغم من أنهما من المستبعد أن يثيرا الرعب مثل حاكم موردور القاسي. ولهما حجم صغير نسبياً حتى بمعايير الفراشات. ومع ذلك، فإنَّ اكتشافهما وتسميتهما أمر مهم، كما يقول العلماء.
من جانبها، قالت بلانكا هويرتاس من متحف التاريخ الطبيعي في لندن: "تتعرض الفراشات لضغط هائل نتيجة فقدان الموائل، ونحن بحاجة ماسة إلى تحديد ودراسة الأنواع الجديدة قبل نفاد الوقت منها. ومن خلال منحها أسماء غير عادية، يمكننا لفت الانتباه إلى ما يحدث للفراشات، التي تواجه مشكلة حقيقية في جميع أنحاء العالم اليوم".
في حين تعاني جميع أنواع الفراشات من حالة تدهور في أنحاء العالم بسبب تدمير الموائل على نطاق واسع والمبيدات الحشرية وتغير المناخ المتسارع.
إذ إن بلانكا هويرتاس هي عضو في مجموعة دولية من الباحثين أمضوا أكثر من 10 سنوات في تعقب أنواع الفراشات الجديدة. وهناك علماء آخرون يشاركون في المشروع في جامعة هارفارد ومتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي.
عشر سنوات فترة البحث
استغرق هذا المشروع العالمي أكثر من عقد لإكماله، وشمل تقييم أكثر من 400 نوع من الفراشات باستخدام تحليل الحمض النووي المتقدم وتقنيات أخرى؛ مما سمح للعلماء بتكوين فهم جديد عن الفراشات، ولا سيما العائلة الفرعية المعروفة باسم Euptychiina.
في الوقت الحاضر، اكتُشِف نوعان فقط من الفراشات من جنس Saurona. ومع ذلك، يُعتقد أنَّ العديد من الأنواع غير المكتشفة موجودة في البرية.
أضافت هويرتاس: "في الأساس، تساعد تسميتها بأسماء شخصيات خيالية أساسية في إثارة اهتمام الناس بها، وهذا أمر مهم للحفاظ عليها من الانقراض".
هذه هي المرة الأولى التي تسمى فيها فراشات تيمناً باسم سورون، لكنها ليست المرة الأولى للأعضاء الآخرين في مملكة الحيوانات. فقد سُمِّيَت خنفساء الروث والضفدع والديناصور على اسم حاكم موردور. بالإضافة إلى ذلك، أُعطِيَت عشرات من المخلوقات الأخرى أسماء مستوحاة من شخصيات تولكين المختلفة. وتشمل هذه الأنواع: حشرة السوس Macrostyphlus gandalf، تيمناً باسم غاندالف، وسمكة القرش Gollum attenuatus، التي تعيش في القيعان نسبة لشخصية المسخ غولوم، وخفاش الغابات الطحلبية مُشعِر القدمين في غينيا الجديدة، والمعروف أيضاً باسمه الرسمي Syconconteris hobbit، المستوحى من شخصيات الهوبيت أو الأقزام.
في الواقع، يعد استخدام شخصيات تولكين في التصنيفات العلمية ممارسة شائعة حالياً في العلوم. على سبيل المثال، استُخدِم مصطلح "Eye of Sauron- عين سورون" اسماً مستعار للعديد من الأجسام الفلكية، بما في ذلك المجرات البعيدة وكذلك نظام النجوم HR 4796A، وقد استُخدِم أيضاً لتسمية بركان قديم تحت سطح البحر اكتُشِف بالقرب من جزيرة كريسماس في المحيط الهندي.