توصلت دراسة جديدة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تضر بالصحة العقلية لأبناء "جيل زد" على وجه الخصوص حول العالم، إذ يقضي مواليد هذا الجيل ساعات أكثر على شبكات التواصل من غيرهم من المواليد، ما يجعلهم عرضة للأضرار بشكل أكبر.
الدراسة التي أجراها معهد ماكينزي للصحة قالت إن أبناء "الجيل زد يميلون إلى الحديث عن مشاعرهم السلبية حيال الشبكات الاجتماعية أكثر من الأجيال الأخرى في المتوسط"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 28 أبريل/نيسان 2023.
يُقصد بـ"الجيل زيد" أولئك المواليد بين عامي 1996 و2012، ووجدت الدراسة أن واحداً من كل أربعة أشخاص في "الجيل زد"، يربطون بين قضاء وقت طويل على تلك المنصات وبين سوء الصحة العقلية.
استطلعت الدراسة آراء 42 ألف مشارك من 26 دولة، حول الأبعاد الأربعة للصحة: العقلية، والجسدية، والاجتماعية، والروحية. وكان تصنيف أبناء "الجيل زد" هو الأسوأ في كل الفئات.
حل بعدهم أبناء "جيل الألفية"، متبوعين بأبناء الجيل "إكس"، وجيل "طفرة المواليد" (وهو الجيل الذي وُلد خلال عقدين بعد الحرب العالمية الثانية)، بحسب الدراسة.
تحدّث واحد من أصل كل سبعة أشخاص في جيل "طفرة المواليد" عن تراجع صحته العقلية على مدار السنوات الثلاث الماضية، مقارنةً بواحد من أصل كل أربعة مشاركين من "الجيل زد".
تقول كانا إنوموتو، مديرة صحة الدماغ في المعهد ومؤلفة الدراسة، إنها ركزت مع فريقها على هذه الفئة العمرية من السكان لأن "الجيل زد هم قادة المستقبل. وهم القوة العاملة المستقبلية".
ذكر أبناء جيل الألفية (المواليد في الفترة ما بين 1981 و1996) أنهم أكثر نشاطاً على الشبكات الاجتماعية، حيث ينشر 32% منهم مرةً على الأقل يومياً في الشبكات الاجتماعية.
لكن أبناء "الجيل زد" يقضون أطول وقتٍ ممكن على تلك التطبيقات، رغم كونهم أكثر سلبية، كما أظهرت الدراسة أن 35% من أبناء "الجيل زد" المشاركين يقضون أكثر من ساعتين على الشبكات الاجتماعية يومياً، مقارنةً بنسبة 24% لدى جيل الألفية و14% من جيل طفرة المواليد.
كذلك تظهر الدراسات أن الاستخدام السلبي للشبكات الاجتماعية، مثل تمرير الصفحة الرئيسية بلا انقطاع على تيك توك أو إنستغرام، يمكن الربط بينه وبين تراجع الرفاهية بمرور الوقت، ويرتفع الأثر السلبي للشبكات الاجتماعية لدى الأعمار الأصغر بشكلٍ عام.
أبلغ 21% من إناث "الجيل زد" تحديداً عن معاناتها من سوء الصحة العقلية، وهي نسبة تعادل ضعف تلك المسجلة لدى أقرانهم الذكور، الذين أبلغ 13% منهم عن سوء صحته العقلية.
كما تحدثت نسبة أعلى من إناث "الجيل زد" عن سوء أو تشوُّه صورة الجسم والثقة بالنفس، وذلك باعتبارها من الآثار السلبية للشبكات الاجتماعية، ووجدت جمعية علم النفس الأمريكية أن "تقليل استخدام الشبكات الاجتماعية بدرجةٍ كبيرة يُحسِّن صورة الجسم لدى المراهقين والشباب".
تقول كانا إنها تأمل بأن تنشر هذه الدراسة الوعي بالصحة العقلية ومعانيها الدقيقة.
في المقابل، أبلغ غالبية المشاركين من مختلف الأجيال عن آثار إيجابية للشبكات الاجتماعية، وذلك في ما يتعلق بالتعبير عن النفس والتواصل الاجتماعي، وقالت كانا إن أبناء "الجيل زد" يستغلون التقنية والشبكات الاجتماعية كأداة لدعم الصحة العقلية، و"كمصدرٍ للمرونة النفسية".