منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، تبادلت "جيني شرابين" الرسائل مع رجل مسجون في جريمة قتل أصرّ دائماً أنه لم يرتكبها بينما كانت تصدقه، إذ تحقق إيمانها بلامار جونسون عندما ألغى قاضٍ في ولاية ميسوري حكم إدانته في وقت سابق من هذا العام بعدما ظهر دليل على أنَّ القاتل في الواقع كان شخصاً آخر، والآن يلتقي الصديقان بالمراسلة للمرة الأولى، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
سجّلت شبكة CBS News في أواخر الأسبوع الماضي اللقاء العاطفي في منزل جيني شرابين، حيث أوضح لامار جونسون مدى امتنانه للثقة التي منحته إياها رسائل جيني أثناء حبسه ظلماً لفترة طويلة، وقال جونسون لشبكة CBS News: "أنت تريد من شخص ما أن يؤمن بك، خاصة عندما تكون بريئاً. لأنه عندما تحظى بأشخاص يؤمنون بك ولن يتخلوا عنك، يصبح من الصعب عليك التخلي عن نفسك".
وفي مقابلة شملت تحديثاً لما كان جونسون يفعله منذ إطلاق سراحه من السجن، التي تصدّرت عناوين الأخبار الوطنية، روت جيني كيف سلّمها شماس في كنيسة منطقة سانت لويس، قبل 25 عاماً تقريباً، رسالة من أحد سكان المنطقة الذي سُجِن وكتب إلى الأبرشية المحلية على أمل الحصول على رد من أحد المصلين.
وكان لامار قد أُدِين بارتكاب جريمة قتل في أكتوبر/تشرين الأول 1994 لقتل ماركوس بويد، الذي لقي مصرعه برصاص رجلين ملثمين بينما كان يقف على الشرفة الأمامية لمنزله. وقالت الشرطة والمُدّعون العامون إنَّ جونسون أطلق النار على بويد خلال نزاع حول أموال المخدرات، متجاهلاً توسلاته بالبراءة والإصرار على أنه كان مع صديقته على بعد أميال عندما وقع القتل.
فيما كتبت جيني مرة أخرى إلى لامار، ولم يتوقفا عن تبادل الرسائل لبقية فترة العقوبة الظالمة التي قضاها. وتقول إنها شعرت دائماً أنَّ جونسون بريء، وأخبرت جيني شبكة CBS News: "اتُّهِمت من قبل بأنني ساذجة، ولا بأس بذلك". ومع ذلك، لم تشعر جيني قط بالقلق من هؤلاء المنتقدين، مضيفة أنها كانت تعلم أنَّ جونسون "لن يأتي إليها ويؤذيها".
وفي النهاية، جذبت قضية لامار انتباه منظمة Midwest Innocence Project.
وأسست المنظمة لقضية لإبطال إدانة لامار جونسون التي تستند أساساً إلى شاهد رئيسي في القضية الذي تراجع عن شهادته التي ورّط فيها لامار، وأقر أنه هو -وليس لامار جونسون- هو الذي ساعد رجلاً آخر على قتل بويد.
وأكد ذلك الشاهد أنَّ جونسون لم يكن حتى في مكان مقتل بويد.
في 14 فبراير/شباط، ألغى القاضي المحلي في سانت لويس ديفيد ماسون إدانة جونسون بالقتل، وأمر بإطلاق سراحه من السجن.