قالت امرأة أمريكية إن محتالين استنسخوا صوت ابنتها المراهقة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، وطلبوا من الأم دفع فدية قدرها مليون دولار أمريكي لإعادة الطفلة إلى عائلتها، في حادثة صادمة تشير إلى نقل عمليات الاحتيال عبر الهاتف إلى مرحلة جديدة مرعبة، وفق صحيفة New York Post الأمريكية.
وقالت الأم جينيفر ديستيفانو لمحطة WKYT التلفزيونية المحلية، وهي ترتعش من فرط الذعر، إنني "لم أشك ولو لثانية واحدة في أنها ابنتي"، و"قد اشتد خوفي من ذلك على وجه الخصوص".
تأتي هذه الواقعة المرعبة وسط زيادة في عمليات "انتحال هوية المتصل"؛ حيث يزعم المحتالون في هذه المكالمات أنهم خطفوا قريب المتلقي للاتصال رهينةً لديهم، ويهددون بإيذائه إن لم يُدفع لهم مبلغ معيَّن من المال.
"ساعديني يا أمي"!
وروت العائلة تفاصيل المكالمة التي تلقوها من رقم هاتف مجهول، وأنهم كادوا يتجاهلون المكالمة ويتركونها تُنقل إلى البريد الصوتي. إلا أن الأم استذكرت أن ابنتها، البالغة من العمر 15 عاماً، في رحلة تزلج، فردَّت على المكالمة تحسباً أن يكون في الأمر طارئ يتعلق بابنتها.
لكن هذا القرار الهين بالرد على المكالمة كان من شأنه أن يقلب حياتها بأكملها رأساً على عقب، فقالت: "أمسكت بالهاتف، فسمعت صوت ابنتي وهي تقول باكية: (أمي!)، فقلت لها: ماذا حدث؟ فقالت: (أمي، لقد أفسدت الأمور)، وواصلت البكاء بلا توقف". وظلت الأم تسمع ابنتها طوال المكالمة وهي تتوسل: "ساعديني يا أمي، أرجوكِ ساعديني"، بصوتٍ ينتحب.
بعد ذلك، طالب الخاطف المزيف بفدية قدرها مليون دولار لتحرير الابنة. ثم خفَّض مبلغ الفدية إلى 50 ألف دولار بعد أن قالت ديستيفانو إنها "لا تملك هذا القدر من المال".
لكن الكابوس انتهي أخيراً بعد أن تلقَّت الأم المذعورة المساعدة من أم لإحدى زميلات ابنتها، فقد اتصلت برقم الطوارئ وزوج ديستيفانو، وتيقنوا أن الطفلة آمنة ولم تتعرض لخطر في رحلة التزلج.
"لقد كان صوتها بالضبط"
ومع ذلك، تستذكر ديستيفانو أنها بقيت مقتنعة طوال المكالمة أن ابنتها منْ تكلمها وتستغيث بها، "لقد كان صوتها بالضبط، وكانت الطريقة نفسها التي تبكي بها".
وتبين بعد ذلك أن الابنة لم تتصل بأمها، وأن الصوت مستنسخ بالذكاء الاصطناعي، فيما لم يُعرف بعد من قاموا بمحاولة الاحتيال، لكن خبراء إلكترونيين قالوا إن تقنية استنساخ الصوت قد تطورت إلى درجة أنه صار في الإمكان استنساخ نغمة الصوت وطريقة تحدث الشخص من مقاطع صوتية قصيرة له.
وأوضح سوباراو كامبهباتي، أستاذ علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية: "في البداية، كان الأمر يحتاج إلى عدد أكبر من المقاطع الصوتية، أما الآن فهناك بعض الوسائل التي يمكنها استنساخ صوتك بالاعتماد على مقطع مدته 3 ثوانٍ فقط. وبهذه الثواني الثلاث، يمكن محاكاة صوتك محاكاة تامة".
أضاف: "إذا توفر قدر أكبر من المقاطع الصوتية لك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكي "تغيرات" صوتك، والتخلُّج الناتج عن الحزن أو الاضطراب أو غير ذلك من العواطف في كلامك".
تصيّد الأهداف عبر مواقع التواصل
من جانبها، قالت الأم ديستيفانو، في منشور على موقع فيسبوك، إن ما زاد خوفها من قدرات المحاكاة الصوتية أن "ابنتها ليس لديها مقاطع بصوتها على حسابات مفتوحة للعموم على وسائل التواصل الاجتماعي"، و"ليس هناك إلا قليل من المقابلات المتاحة للعموم بصوتها أثناء لقاءات للحديث عن الرياضة في المدرسة"، لذا "فالأمر جدير بمزيد من الاهتمام لدى الأطفال الذين لديهم حسابات إلكترونية عامة".
وقد نبَّه خبراء في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلى أن المحتالين غالباً ما يجدون أهدافهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ونصحوا بتوجيه بعض الأسئلة إلى المحتال حول "المختطَف" للتحقق من الأمر، كما ينبغي الحذر إذا كان الاتصال من رقم غريب أو رقم دولي.
وقالت ديستيفانو إن "الطريقة الوحيدة للتصدي لهذا الأمر هي الوعي العام! يجب أن يكون لدى كل منا كلمة معينة أو سؤال تستخدمه العائلة للطوارئ ولا يعرفه أحد من خارجها، للتحقق من كونك لا تُخدع باستخدام الذكاء الاصطناعي!".