كشف خبير اقتصادي حائزٌ جائزة نوبل أن ثورة الذكاء الاصطناعي، التي تجلت بشكل بشكل واضح في "Chat GPT" وأمثاله من التطبيقات، قد تفتح المجال بشكل واسع، لتمكين البشر من العمل أربعة أيام في الأسبوع فقط، من خلال المساعدة في إنجاز عدد كبير من الوظائف.
وقال كريستوفر بيساريدس، الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد والمتخصص بتأثير الأتمتة على العمل، في حديث نقلته مجلة Time الأمريكية، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، إن سوق العمل يمكن أن يتكيف بسرعة كافية مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وقال في مقابلة: "أنا متفائل للغاية بأننا نستطيع زيادة الإنتاجية. يمكننا زيادة رفاهيتنا بشكل عام من العمل، ويمكننا أن نأخذ مزيداً من أوقات الفراغ. يمكننا الانتقال إلى أسبوع من أربعة أيام بسهولة".
ولاقت روبوتات الدردشة، مثل "شات جي بي تي" من شركة أوبن إيه آي و"بارد" من شركة جوجل، احتفاءً كبيراً باعتبارها تقنية تحويلية محتملة يمكن أن تسبب طفرة في الإنتاجية، ولكنها تعرِّض ملايين من وظائف ذوي الياقات البيضاء للخطر.
سبق لبيساريدس التحقيق في تأثير الأتمتة على الوظائف من خلال مراجعة أجراها في دورية Future of Work and Wellbeing. وحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعمله على احتكاكات سوق العمل.
وقال بيساريدس إن التكنولوجيا لا يزال من الممكن أن تأخذ منعطفاً خبيثاً، مثل استخدامها للمراقبة أو غزو الخصوصية. لكنه قال إنها يمكن أن تحدِث "فرقاً كبيراً" في الإنتاجية إذا استُخدِمَت بشكل جيد.
وقال: "يمكن أن تتولى كثيراً من المهمات المملة التي نقوم بها في العمل… ثم تترك المهمات الممتعة فقط للبشر". وأضاف أن انتقال العمال سيكون أقل إيلاماً، من خلال التبني البطيء من قبل الشركات، رغم أن التكنولوجيا "تتحرك بسرعة".
يشعر البعض بالقلق من التأثير الذي يمكن أن تُحدثه التكنولوجيا على المجتمع. وقَّع قادة قطاع التكنولوجيا، ومن ضمنهم إيلون ماسك، خطاباً مفتوحاً الشهر الماضي، يدعو إلى وقف تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية.
قال بيساريدس: "ليس هناك حد لمقدار العمل الذي يمكن أن تولّده البشرية إذا كانوا يريدون حقاً العمل. سيستغرق إحداث تأثير حقيقي وقتاً طويلاً، وخلال هذه الفترة سيتكيف الناس. ما تحتاجه في هذا التعديل هو رفع المهارات بشكل أساسي".
تأتي تصريحاته في أعقاب تقرير مؤسسة غولدمان ساكس الأمريكية للخدمات المالية والاستشارية، الذي قدَّر أن 300 مليون وظيفة معرضة عالمياً للخطر من قِبَل الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات جي بي تي. وجادل الاقتصاديون في المؤسسة بأن هذا يمكن أن يكون ذا أثرٍ تحويلي للإنتاجية ونمو الناتج المحلي الإجمالي.