أصبح استنساخ الإبل تجارة كبرى رائجة في دبي، فالإبل الفائزة بالسباقات ومسابقات الجَمال صارت تدر على أصحابها ملايين الدولارات؛ حيث كانت الإبل رمزاً للثروة والمكانة في دول الخليج، وخاصة الإبل ذات السنام الواحد، التي تُربى وتُجهز للمشاركة في هذه السباقات ومسابقات الجَمال، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وفي مقطع فيديو نشره المؤثر واليوتيوبر الهندي موهاك مانغال على موقع يوتيوب هذا الأسبوع، قال إن "الرقبة الطويلة والشفاه المتدلية السمتان اللتان يكتمل بهما النموذج المثالي لملكات جمال الإبل".
وأشار مانغال إلى أن أصحاب الإبل كثيراً ما يدفعون ملايين الدولارات للاستنساخ، ويستعينون بالعلماء الذين "يستخدمون جينات أجمل الإبل" للتنافس على جوائز تصل قيمة بعضها إلى 12.3 مليون دولار أمريكي في السعودية وقطر.
استنساخ الإبل في الخليج
الناقة "إنجاز"، أول ناقة (أنثى) مستنسخة، وُلدت في دبي عام 2009. وأشرف على مشروع استنساخها الدكتور نزار واني، الذي يشغل الآن منصب المدير العلمي لمركز التكنولوجيا الحيوية الإنجابية في دبي. ثم استنسخت الكثير من الإبل خلال السنوات التي أعقبت ذلك.
الاستنساخ مسموح به، لكن استخدام العقاقير محظور في المسابقات، وإن لم يمنع ذلك أصحاب الإبل من استخدام البوتوكس وأدوات الحشو التجميلية لتحسين فرص إبلهم في الفوز بمسابقات الجَمال.
وعلى مدار القرون، كانت الإبل أقرب صاحب للبدوي في حله وترحاله، لقدرتها على تحمل مشاق المعيشة في الصحراء.
كما يُستخدم الاستنساخ ونقل الأجنة لإنتاج جمال أسرع، وأكثر إنتاجاً للحليب، فضلاً عن الاستعانة بها للفت الأنظار، وربما الفوز، بمسابقات الجَمال. ولذلك فقد صار الطلب على استنساخ الإبل المرشحة لمسابقات ملكات الجَمال أكثر الطلبات شعبية في مركز التكنولوجيا الحيوية الإنجابية في دبي، حيث العملاء مستعدون لدفع نحو 110 آلاف جنيه أمريكي لاستنساخ النوق الجميلة.
وكان أول ظهور للاستنساخ مع النعجة "دوللي" في عام 1996، تحت إشراف معهد روزلين، التابع لجامعة إدنبرة في اسكتلندا. ويعتمد استنساخ الإبل في دبي على التكنولوجيا ذاتها تقريباً، باستخدام عمليات نقل نواة الخلايا الجسدية، بأخذ المادة الوراثية من الخلايا غير التناسلية ونقلها إلى بويضة متبرعة.
تُزرع البويضة في ناقة بديلة مدةَ 13 شهراً من الحمل، وعلى الرغم من أن الإجراءات معقدة وتكلف ما يصل إلى 60 ألف دولار أمريكي أو أكثر، فإن معدل نجاح عمليات الاستنساخ منخفض، إذ يبلغ نحو 10 % فقط.
ويتطلع فريق العمل بمركز التكنولوجيا الحيوية الإنجابية في دبي، إلى استخدام هذه التقنية للحفاظ على الإبل المهددة بالانقراض، وأولها الجمل البري ذو السنامين. فهو من بين أكثر الثدييات عرضة للانقراض، لافتقاره إلى موطنه الطبيعي واستخدامه في التزاوج مع الأنواع الأخرى من الإبل المحلية. وقد نجحت أول عملية استنساخ لجملٍ ذي سنامين في دبي عام 2017.