أثار تصريح دوق ساسكس، الأمير هاري، في مذكراته ومقابلاته التلفزيونية، بأنه قد تعاطى الكوكايين، والقنب، والفطر السحري، جدلاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقيم مع زوجته ميغان ماركل.
حيث كشفت صحيفة Daily Mail البريطانية الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023، أن الدوق يواجه دعوات لنشر الطلب الذي قدمه للحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة، وذلك لمعرفة ما إذا كان الدوق قد اعترف بتعاطيه المخدرات قبل هجرته إلى كاليفورنيا أم لا، وذلك بصحبة زوجته ميغان ماركل عام 2020.
ودخل مركز أبحاثٍ مُحافظ في صراع مع مسؤولي واشنطن العاصمة، الذين يرفضون بشدةٍ نشر أي تفاصيل عن الأمر، وضمن ذلك الرسائل النصية ومراسلات البريد الإلكتروني.
إذ تقول مؤسسة Heritage Foundation إنَّ طلب تأشيرة الأمير يجب أن يُنشر، حتى يَفهم دافع الضرائب الأمريكي ما إذا كان هاري قد أفصح عن تعاطيه المخدرات أم لا.
يُذكر أن قانون الهجرة الأمريكي يفرض عقوبات قاسية على الأشخاص الذين يكذبون على مسؤولي الهجرة، وربما يصل الأمر إلى الترحيل ومنع المرء من طلب الجنسية.
بينما قال المدعي الفيدرالي السابق نعمة رحماني، لموقع Page Six الأمريكي، مساء الثلاثاء: "يُعَدُّ الاعتراف بتعاطي المخدرات سبباً كافياً لرفض الطلب في المعتاد، مما يعني أن تأشيرة الأمير هاري كان يجب أن تتعرض للرفض أو الإلغاء، لأنه اعترف بتعاطي الكوكايين والفطر وغيرها من المخدرات".
وأردف رحماني، رئيس مكتب West Coast Trial Lawyers للمحاماة في لوس أنجلوس، أنه "لا استثناءات للعائلات الملكية أو أغراض التعاطي الاستجمامي".
لكن محامي الهجرة المقيم في تكساس، سام أداير، صرح للموقع الأمريكي قائلاً إنه "من المستبعد أن تمثل تلك الاعترافات مشكلةً"؛ نظراً إلى عدم وجود إدانات جنائية.
فيما قال المحامي جيمس ليونارد للموقع إنك في حال كشفت داخل كتاب "أنك جربت المخدرات عندما كنت شاباً"، فلن يكون هذا الأمر كافياً لمسؤولي الهجرة من أجل إجراء تحقيق في وضع هاري.
ولا يعرف أحدٌ ما هي الأسئلة التي طُرِحَت على هاري أثناء التقدم لطلب تأشيرته الأمريكية، لأنه لم يتضح بعدُ نوعية التأشيرة التي حصل عليها الأمير. لكن السؤال الذي يرد في طلب النظام الإلكتروني لتصاريح السفر ESTA، الذي يستخدمه غالبية السياح من المملكة المتحدة، هو: "هل سبق لك انتهاك أي قانون مرتبط بحيازة، أو تعاطي، أو توزيع المخدرات غير القانونية؟".
وتدعو مؤسسة Heritage Foundation الآن إلى نشر طلب التأشيرة الخاص بالأمير هاري.
بينما يؤكد الخبراء أن طلبات التأشيرة الأمريكية تتعرض للرفض عادةً في حال وجود أي تاريخ من تعاطي المخدرات.
وتقول المؤسسة إنه في حال معرفة مسؤولي الحدود بالأمر، فهذا يُثير التساؤلات حول ما إذا كانت حالة هاري قد حظيت بمعاملة خاصة، لمجرد كونه أميراً وكون زوجته نجمة تلفزيونية. وتصر المؤسسة على أن الوضع سيكون غير قانوني في هذه الحالة.
"وثائق سرية"
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قائلاً: "تُعتبر وثائق التأشيرة سريةً بموجب الفصل 222 (ف) من قانون الهجرة والجنسية، وبناءً عليه؛ لا يمكننا مناقشة تفاصيل أي حالة تأشيرة فردية".
وربما لم تتضح نوعية التأشيرة الأمريكية التي يحملها الأمير هاري حالياً. لكن المحللين تكهنوا بأنه ربما يحمل تأشيرة زوج -برعاية زوجته الأمريكية- أو تأشيرة O-1 التي تُمنح لذوي "القدرات الاستثنائية".
يُذكر أن آل ساسكس انتقلوا إلى كاليفورنيا في عام 2020، مما يعني أن صلاحية تأشيرته قد تنتهي خلال العام الجاري. وربما تتأثر أي محاولة لتجديد طلبه بالمعلومات التي كشف عنها مؤخراً، في ما يتعلق بتاريخه مع المخدرات.
ولا بد أن يجيب أي شخص يريد إقامة مؤقتة أو دائمة في الولايات المتحدة عن سلسلةٍ من الأسئلة، التي تتعلق بتاريخه مع الإجرام والمخدرات أثناء تقديم الطلب.
وصرّح مؤخراً الأستاذ ألبرتو بينيتيز، مدير مركز الهجرة بجامعة جورج واشنطن، قائلاً: "كانوا سيطرحون عليه الأسئلة (حول تعاطي المخدرات). وكان يُفترض به أن يتعرض للرفض إذا كان صادقاً في إجاباته".
جادل الأستاذ بأنه في حال لم يُفصح الأمير هاري عن تفاصيل تعاطيه للمخدرات، فهذا يعني أنه "حنث في يمينه في وثيقة رسمية للحكومة الأمريكية"، كما زعم الأستاذ أن الصدق سيكون في مصلحة الدوق، مشيراً إلى أنه ربما حظي بتقدير مسؤولي الهجرة؛ نظراً إلى مكانته الملكية.
وأوضح بينيتيز: "إذا لم يكن يُدعى الأمير هاري، أو إذا كان يُدعى فريد جونز مثلاً ويتمتع بخلفيةٍ كهذه؛ فلا شك في أنه كان سيواجه تدقيقاً أكبر بكثير، وأتوقع أنّ طلبه للحصول على البطاقة الخضراء كان سيُرفض بالتأكيد".
بينما رفض مسؤولو الخارجية الأمريكية الإجابة عن الأسئلة حول الأمير هاري مراراً. ولم يوضحوا ما إذا كان اعتراف الأمير بتعاطيه المخدرات "سيسبب له صعوبات" في ما يتعلق بوضعية هجرته، أو ما إذا كان قد أفصح عن تعاطيه للمخدرات سابقاً من الأساس.