هل تعلم أنه لا يمكنك تذوق الطعام من دونه؟ إليك فوائد اللعاب الصحية

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/21 الساعة 10:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/21 الساعة 10:32 بتوقيت غرينتش
اللعاب له أدوار وظيفية مهمّة في جسم الإنسان /shutterstock

كل شخص منّا يمتلك اللعاب في فمه، مع ذلك لا أحد منّا يفكر فيه رغم أهميته الكبيرة، قد يسيل هذا اللّعاب عند اشتهاء ورؤية طعامٍ لذيذٍ، كما أنه قد يجفُّ عندما تكون على وشك إلقاء خطاب عام حاسم، أو مناقشةٍ طويلة مع شخصٍ معاند،  لكن قد تتفاجأ عندما تعلم أن شيئاً يبدو عادياً، مثل اللعاب، يؤدي دوراً مهماً في صحتنا وفي الطريقة التي نتذوق بها طعامنا.

وفقاً لموقع HowStuffWorks الأمريكي، يحتوي لعابنا على 99% من الماء، ومع ذلك، فإن نسبة 1% المتبقية تحتوي على العديد من المواد المهمة للهضم وصحة الأسنان والتحكم في نمو الميكروبات في الفم، كما أنها تشكّل الفارق في تذوقنا للطعام.

ما هو اللعاب؟

كما سبق ذكره، يتكوَّن الّلعاب من 99% من الماء، بينما تحتوي نسبة الـ 1% المتبقية على عدة عناصر تشمل إنزيمات هضمية وحمض اليوريك وشوارد كهربية وبروتينات مكونة للمخاط وكوليسترول، بالإضافة إلى كونه موطناً لأكثر من 700 نوع من الميكروبات، من بينها بكتيريا وفطريات.

تنتج أجسامنا اللعاب باستمرار، خصوصاً عند المضغ، فكلما زادت صعوبة المضغ، زاد إفراز كميات اللّعاب، يساعد مص الحلوى الصلبة أو قطرة السعال على إفراز اللّعاب أيضاً.

اللعاب
اللّعاب يتشكّل من 99% من الماء /shutterstock

ينتج جسمنا حوالي من 1 إلى 2 لتر من اللّعاب على مدار اليوم. يحدث معظم إنتاج اللعاب خلال فترة ما بعد الظهر ويتناقص تدريجياً في الليل عند الخلود إلى النوم. لا يتوقف الجسم تماماً عن إفراز اللّعاب أثناء النوم، وهو ما يفسر استيقاظ بعض النائمين على البطن أو أحد الجانبين ليكتشفوا سيلان لعابهم على وسادتهم.

من أين يتشكّل اللعاب؟

تسمى الغدد التي تنتج اللّعاب بالغدد اللعابية، وتقع الغدد اللّعابية داخل كل خد، في أسفل الفم، وبالقرب من الأسنان الأمامية بجوار عظم الفك.

هناك ست غدد لعابية رئيسية ومئات الغدد الصغرى، يتحرك اللّعاب عبر أنابيب تسمى القنوات اللعابية.

هذه الغدد هي: 

الغدتان النكفيتان: هما أكبر الغدد اللعابية ويقعان على جانبي الوجه أمام أذنيك. تنتج كل واحدة منها حوالي 10% من لعاب الفم.

الغدتان تحت الفك السفلي: ثاني أكبر الغدد اللعابية الثلاث الرئيسية وتقعان أسفل عظم الفك السفلي.

الغدتان تحت اللسان: تقع هاتان الغدتان في أرضية الفم تحت جانبي اللسان وهما أصغر الغدد اللعابية.

توجد أيضاً مجموعات أصغر من الغدد اللعابية في الجزء العلوي من القناة الهضمية والمريء. تفرز تلك الغدد اللعاب مع إنزيمات خاصة تساعد في عملية الهضم.

ما فوائد اللّعاب؟

اللّعاب جزء مهم من الجسم السليم، إذ يساعد على أداء العديد من الوظائف الحيوية التي إذا غاب فيها اللّعاب من المحتمل أن تحدث العديد من المشاكل لصحة الإنسان، ولعلّ أبرز هذه الوظائف ما يلي:

اللّعاب يساعد في تذوق الطعام

يعود الفضل في قدرة الإنسان على تذوق الطعام إلى "براعم التذوق" الموجودة في السطح العلوي للسان،  التي كانت ستكون عديمة القيمة فعلياً لولا اللّعاب، إذ يصعب على "براعم التذوق" الخاصة بنا تقييم المركبات الجافة الصلبة ذات الرائحة بدون جرعة من اللّعاب.

وإذا ساورك الشك تجاه حقيقة ذلك، جرّب تجفيف لسانك تماماً من اللّعاب، ثم ضع قطعة من الملح الصخري والسكر الصخري على لسانك. سيكون من المستحيل عليك التفريق بين الكتلتين دون السماح بمرور جرعة من اللّعاب عليهما.

كما يحتوي اللّعاب أيضاً على إنزيمات هضمية تساعد في تعزيز التفاعل الكيميائي، الذي يعطي إشارات إلى الدماغ بأنَّ ما نأكله آمن للبلع.

اللعاب
فوائد اللعاب /shutterstock

في هذا الصدد كتب جيانشي تشين، عالم الأغذية في جامعة "Zhejiang Gongshang" الصينية، ورقة بحثية عن "معالجة الطعام عن طريق الفم" نُشرت في دورية " Annual Review of Food Science and Technology" في مارس/آذار 2022. أوضح  من خلالها أنَّ جزيئات الطعام يجب أن تمر وتُغلّف بطبقة رقيقة من اللّعاب حتى يتسنى لها الوصول إلى "براعم التذوق- papilles gustatives"، لأنَّنا لن نستطيع تمييز مذاق الأطعمة إلا عند وصولها إلى هناك. في الواقع، نحن لا نتذوق الطعام، بل نتذوق خليطاً من الطعام واللّعاب.

لكن معدل تدفق اللّعاب يختلف من شخصٍ لآخر، إذ وجد الباحثون أنَّ الأشخاص، الذين لديهم معدلات تدفق كبيرة أو المزيد من بروتينات "الموسين" في لعابهم قد يتمتعون بقدرة أكبر على تمييز نكهات مختلفة داخل نفس الطعام. على سبيل المثال، قاس العلماء، في دراسة نشرتها مجلة "ScienceDirect" في ديسمبر/كانون الثاني عام 2019، مستويات اللعاب في أفواه مشاركين وافقوا على تقييم مذاق نبيذ مضاف إليه إسترات بنكهة الفواكه. وجدت الدراسة أنَّ أولئك الذين ينتجون المزيد من اللّعاب لديهم قدرة على تمييز أدق للنكهات. 

يساعد على شم رائحة الطعام

بحسب BBC، يمكن أن يؤثر اللعاب أيضاً على النكهات -المسؤولة عن معظم إدراكنا للتذوق- التي يتم إطلاقها من الطعام في الفم.

فعندما نقوم بعملية المضغ، بعض جزيئات النكهة في اللّعاب أثناء عملية المضغ، ولكن تلك الجزيئات التي لا يمكن أن تنتقل إلى التجويف الأنفي لا تستطيع المستقبلات الحسية الخاصة بحاسة الشم استشعارها.

لذلك، يمكن للأشخاص الذين لديهم تدفقات مختلفة من اللّعاب أو تركيبة مختلفة منه -خاصة فيما يتعلق بالبروتينات التي تسمى الميوسين- أن يكون لديهم تجارب طعم مختلفة تماماً لنفس الطعام أو الشراب.

يحمي من الاختناق أثناء الأكل

يؤدي اللعاب دوراً مهماً آخر أثناء الأكل. عندما نمضغ الطعام، يشارك اللّعاب من خلال تحويل أجزاء الطعام الجافة المفتتة إلى كتل ناعمة ومتماسكة يمكنها الانزلاق بسهولة من الفم إلى المريء وتواصل طريقها بأمان عبر قناتنا الهضمية دون أن نختنق بسببها، بالإضافة إلى أنَّه يحمي المريء من التضرر جراء أي جزيئات طعام خشنة.

يساعد في هضم الطعام

هل تتذكَّر تلك المجموعات الأصغر من الغدد اللعابية الموجودة في الجزء العلوي من القناة الهضمية والمريء؟ تنتج تلك الغدد اللعابية نوعاً من اللعاب يحتوي على إنزيمات هضمية، أحدهما يُسمّى إنزيم "الأميلاز". 

يحفز هذا الإنزيم تكسير النشا إلى سكر بسيط حتى يتمكّن جسمك من امتصاصه بسهولة أكبر. ثمة إنزيم آخر يُسمّى إنزيم "الليباز اللساني" يساعد في تكسير الدهون قبل وصولها إلى المعدة.

يحافظ على صحة الأسنان

يحتوي اللعاب على أيونات الكالسيوم والفوسفات، التي تساعد على حماية طبقة مينا الأسنان من التآكل. هذا ما يفسر تسوّس أسنان الطفل المعتاد على إبقاء زجاجة الرضاعة مملوءة في فمه لفترات طويلة، وهي حالة معروفة باسم "متلازمة زجاجة الرضاعة". تمنع حلمة زجاجة الرضاعة اللعاب من غسل القواطع العلوية من السكريات، الأمر الذي يؤدي إلى تسوس الأسنان في مرحلة الطفولة المبكرة. يساعد اللّعاب أيضاً في منع تسوس أسنانك من خلال تخفيف تأثير الكربوهيدرات وتحييد الأحماض.

يساعدنا على التمييز بين الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة قليلة الدسم

حتى لو كان نوعان من الزبادي متشابهين وتم تقديمهما بنفس الطريقة، فإن النسخة قليلة الدسم تكون أكثر جفافاً في الفم، وذلك كون أن دهون الحليب يمكن أن تتحد مع اللعاب لتكوين طبقة من القطرات التي تخفي القابض وتضفي إحساساً غنياً بالزبادي.

يساعد على التحدث بسهولة

ربما رأيت متحدثين ومحاضرين يضعون أمامهم كوباً من الماء على المنصة ليشربوا منه في حالة جفاف أفواههم، نظراً لأنَّه من الصعب التحدّث بفمٍ جاف

فقد يساعد الماء في إزالة جفاف الفم، لكن وجود كمية كافية من اللّعاب في الفم يعزز ترطيب أنسجة الفم حتى يسهل التحدّث بسلاسة.

ماذا أفعل إذا كان لدي القليل من اللّعاب؟

وفقاً لموقع webmd الطبي، إذا كنت من الأشخاص الذين يملكون لعاباً قليلاً في أفواههم، فجرب هذه النصائح للمساعدة في الحفاظ على صحة الغدد اللعابية وفمك رطباً ومريحاً:

اشرب الكثير من الماء.

امضغ علكة خالية من السكر.

مص حلوى خالية من السكر.

اللعاب
نصائح لتجنب جفاف الفم من اللعاب/ shutterstock

إذا استمر جفاف الفم، فقد يوصي طبيبك أو طبيب الأسنان بشطف فمك باللعاب الاصطناعي. اللعاب الاصطناعي هو سائل أو بخاخ يُباع بدون وصفة طبية. يمكن استخدامه كلما دعت الحاجة.

يساعد اللعاب الاصطناعي على إبقاء فمك رطباً ومريحاً، لكنه لا يحتوي على البروتينات والمعادن والمواد الأخرى الموجودة في اللعاب الحقيقي التي تساعد على الهضم.

تحميل المزيد