كشفت شبكة BBC البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 17 مارس/آذار 2023، أن بعض العلماء في بريطانيا يقولون إن إعطاء الأطفال -الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 أشهر- كميات صغيرة من زبدة الفول السوداني الناعمة، قد يقلل فرص الإصابة بحساسية الفول السوداني بدرجةٍ كبيرة، وقد أظهرت الأبحاث أن هناك فرصة كبيرة خلال فترة الفطام لخفض حالات الحساسية بنسبة 77%.
العلماء كذلك قالوا إن إرشادات الحكومة المتعلقة بالفطام تحتاج إلى تغيير، حيث توصي بعدم إعطاء الطفل أي أطعمةٍ صلبة حتى يبلغ عمر 6 أشهر تقريباً.
حبوب الفول السوداني تهدد الأطفال بالاختناق
بينما يحذر الخبراء من أن حبوب المكسرات والفول السوداني الكاملة أو المفرومة تهدد بخطر الاختناق، ولا ينبغي تقديمها للأطفال دون سن 5 سنوات.
يذكر أن الإرشادات الحالية من هيئة الخدمات الصحية الوطنية تنص على إمكانية تقديم الفول السوداني (المفروم أو المطحون أو الزبدة) للأطفال بدايةً من عمر 6 أشهر.
يُمكن اعتبار الطفل مستعداً لتناول أول أطعمته الصلبة إذا كان:
- يستطيع البقاء في وضع الجلوس، والحفاظ على ثبات رأسه.
- ينسق حركات العينين مع اليدين مع الفم، بحيث يمكنه النظر إلى طعامه والتقاطه ووضعه في فمه.
- يبتلع الطعام، بدلاً من أن يبصقه للخارج.
حساسية الفول السوداني
في سياق متصل، تشهد حساسية الفول السوداني زيادةً في المملكة المتحدة، مع تقديرات تشير إلى أنها تصيب 1 من أصل كل 50 طفلاً. ويمكن القول إن حساسية الطعام تحدث نتيجة خطأ من جهازنا المناعي في تمييز شيء غير مضر، واعتبار أنه يمثل تهديداً خطيراً على الجسم.
في حين أصبحت حساسية الفول السوداني شائعةً للغاية؛ لدرجة أن بعض المدارس تحظر استخدام هذا المكون.
كذلك فهناك توصيات قديمة تنصح بتجنب تناول الأطعمة التي قد تثير الحساسية أثناء الطفولة المبكرة. وفي مرحلةٍ من المراحل، طُلِبَ من العائلات ألا تقدم الفول السوداني لأطفالها قبل سن 3 سنوات.
لكن الأدلة قلبت تلك التوصيات رأساً على عقب خلال الـ15 عاماً الماضية. وبدلاً من ذلك، يقول الخبراء إن تناول الفول السوداني أثناء تطور الجهاز المناعي قد يقلل ردود الفعل التحسسية، بينما لا يزال الجهاز المناعي يميّز عدوه من صديقه.
تجارب داخل المعدة
كما يعني هذا أن أول تجربة للجسم مع الفول السوداني ستحدث داخل المعدة، حيث من المرجح التعامل معه كطعام، بدلاً من أن تأتي أول تجربة للجسم مع الفول السوداني على الجلد، حيث من المرجح أن يجري التعامل معه كتهديد في هذه الحالة.
في سياق متصل، اقترحت دراسات أخرى أن تقديم الأطعمة الأخرى المرتبطة بالحساسية للأطفال مبكراً يقلل فرص إصابتهم بها، مثل البيض والحليب والقمح.
في المقابل، نُشرت الأبحاث الأخيرة في دورية Journal of Allergy and Clinical Immunology العلمية، حيث كشفت عن أفضل توقيت للبدء في تقديم أطعمة تحتوي على الفول السوداني للأطفال.
كما شارك في إجراء التحليل جامعة ساوثهامبتون، وكلية كينغز لندن، والمعهد الوطني لبحوث الصحة والرعاية الذي يُعد الذراع البحثية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية. ووجدوا أن الفترة الحرجة تتراوح بين 4 و6 أشهر، حيث يؤدي تناول الفول السوداني في تلك الفترة إلى خفض أعداد المصابين بالحساسية بنسبة 77%.
حيث تعادل هذه النسبة وقاية 10 آلاف شخص من إجمالي 13 ألف حالة حساسية فول سوداني تظهر كل عامٍ تقريباً.
أما تأخير تقديم أطعمة الفول السوداني إلى الطفل حتى يبلغ عامه الأول، فسوف تؤدي إلى خفض أعداد حالات الحساسية بنسبة 33% فقط، وفقاً للبحث.
توصيات تخص الأطفال المصابين بالإكزيما
أوصى الباحثون بالبدء في تقديم الفول السوداني للأطفال المصابين بالإكزيما في عمر 4 أشهر، بشرط أن يكون الطفل مستعداً، حيث تُعد الإكزيما من عوامل الخطر في ما يتعلق بالحساسية. وقال الباحثون إنه يجب على الآباء البدء بتقديم كميات صغيرة من الفاكهة أو الخضراوات.
بعد أن يصبح الطفل مرتاحاً لتلك الأطعمة، يجب أن يبدأ الآباء في تقديم حوالي ثلاث ملاعق صغيرة ممتلئة من زبدة الفول السوداني للطفل أسبوعياً، والحفاظ على ذلك المعدل لسنوات. كما يُمكن تقديم زبدة الفول السوداني مع لبن الأم، لأنها قد تكون جافة جدة بالنسبة للطفل.
في ما قال الأستاذ غراهام روبرتس، من جامعة ساوثهامبتون، إن التوصية بتجنب الفول السوداني على مدار عقود "أثارت المخاوف المفهومة لدى الآباء" من تقديم الفول السوداني لأطفالهم. وقد تسبب تغيير القواعد في إثارة الكثير من الارتباك داخل الأوساط الطبية وبين الآباء على حد سواء.
لكنه أوضح أننا أمام "تدخل بسيط، وآمن، ومنخفض التكلفة وقد يقدم أكبر الفوائد للأجيال المستقبلية".
في المقابل، تشير التوصيات الرسمية في الوقت الحالي إلى البدء في تقديم الأطعمة الصلبة، إلى جانب الحليب في عمر 6 أشهر تقريباً، بينما أطلقت الحكومة حملةً لتصحيح أوقات الفطام.