وجد علماء أنه يمكن أن يساعد "مدربو تحفيز آليون" (روبوتات)، الموظفين في أماكن العمل على تلقي رسائل إيجابية تحفيزية، من شأنها أن تساعد الشركات في "حماية وتعزيز الصحة النفسية" لموظفيها، وقالوا إن الناس في أماكن العمل يتفاعلون بدرجة أكبر مع (روبوتات)، طالما أنهم أكثر شبهاً بالألعاب وأقل شبهاً بالدمى.
صحيفة The Times البريطانية قالت الثلاثاء، إن فكرة الجلوس في العمل للتحدث مع خبير نفسي آلي، قد تبدو ضرباً من قصص الخيال السوداوية، لكن علماء من جامعة كامبريدج قالوا إن هذا الإجراء يحمل نتائج إيجابية.
استخدم الباحثون تصميمين مختلفين للروبوتات لتقييم فعاليتهما في توصيل رسائل إيجابية للموظفين، في إطار برنامج تحفيزي لإحدى الشركات.
أحد الروبوتين، يسمى QTrobot، وهو شبيه بالبشر، وكان في حجم وشكل طفل صغير تقريباً، وبطول يقل عن المتر بقليل، وبقدمين وذراعين وجسم، وله وجه تعبيري أيضاً بعينين خضراوين وخطوط سوداء للحاجبين والفم.
أما الروبوت الثاني، الذي أطلقوا عليه Misty II، فكان "شبيهاً بلعبة"، وكان أصغر بكثير من الأول، حيث كان طوله 36 سم، ومثبتاً على قاعدة تشبه العجلات، وبأطراف تشبه ذراعين قصيرين ورأس صغير على شكل خوذة، وله أيضاً ملامح تعبيرية أيضاً بعينين خضراوين وخط أبيض للفم.
تمت برمجة الجهازين لتنفيذ أربعة "تمارين نفسية إيجابية"، فطُلب من 26 موظفاً في شركة تكنولوجيا، التمهل قليلاً للاستمتاع بالمهام التي يتعجلون إنهاءها عادة، وتذكّر الأشياء التي يشعرون بالامتنان لها، وتدوين إنجازاتهم، وإبداء تفاؤلهم بالمستقبل.
الدراسة وجدت أن المشاركين تفاعلوا "بإيجابية أكبر" مع الروبوت الذي يشبه اللعبة "من حيث السلوك الملائم والشخصية المتصورة"، وأنهم "شعروا بأريحية أكبر مع الروبوت الشبيه باللعبة".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه غالباً ما تكون الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تصورها أفلام الخيال العلمي، متقدمة جداً وتشبه الإنسان تقريباً في قدرتها على فهم البشر والتواصل معهم.
لذا، ربما شعر المشاركون "بقليل من الإحباط" من الآلي بشري الشكل، لأنه لم يكن متقدماً مثل الروبوتات الخيالية الأخرى، وفقاً للبيان الذي رافق البحث، والذي سيُقدم في المؤتمر الدولي ACM/IEEE عن التفاعل بين الإنسان والروبوت في ستوكهولم.
أضاف البيان: "تصوُّر الروبوتات يتأثر بالثقافة الشعبية، التي يكون الخيال فيها هو السقف الوحيد لما يمكن أن تفعله الروبوتات. وحين تجلس مع روبوت في العالم الحقيقي، فإنه غالباً لا يرقى إلى مستوى توقعاتك".
وجدت الدراسة أيضاً أن "شكل ميستي الشبيه باللعبة، وحجمه الصغير، وشبهه الأقل بالبشر من QTrobot (الذي يشبه شكل الجسم البشري في جزئيه العلوي والسفلي) خفض حجم التوقعات منه، أي إن شكل ميستي يتطابق بدرجة أكبر مع مهاراته وسلوكياته في تمارين التحفيز النفسية".
وقيل في مؤتمر الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم بواشنطن العاصمة هذا الشهر، إن الروبوتات يمكن اعتبارها "مقبولة" بأماكن العمل في حال اعتبارها زملاء للبشر، وتوليها "مهام شاقة" لمنح العاملين البشريين الوقت الكافي لتعلّم مهارات جديدة.