بعد ما يقرب من ستة عقود، وعشرة قرارات قضائية، وأكثر من 30 عاماً على ذمة الإعدام في اليابان، تقرر إعادة محاكمة قاتل مُدان، إذ أصبح إيواو هاكامادا، البالغ من العمر 87 عاماً، السجين صاحب أطول فترة انتظار على لائحة الإعدام في العالم؛ بسبب جريمة السرقة والطعن المميت لرئيسه وزوجة رئيسه وطفليه المراهقين، في عام 1966، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
ونفى الملاكم السابق التُّهم في البداية، لكنه اعترف بعد 20 يوماً من الاستجواب المكثف، والتي ادعى لاحقاً أنه تعرّض خلالها للضرب المبرح على أيدي الشرطة، عندما لم يكن هناك محامٍ، وتراجع هاكامادا عن اعترافه، لكنه حُكِم عليه بالإعدام في عام 1968، بعد محاكمة قال محاموه إنَّ الادعاء اعتمد فيها على أدلة مدسوسة، تتمثل في خمس قطع من الملابس الملطخة بالدماء، التي عُثِر عليها على ما يبدو في برميل خشبي بعد أشهر من جرائم القتل.
فيما قاتلت هيديكو، شقيقة هاكامادا، البالغة من العمر 90 عاماً، لعقود من أجل إطلاق سراحه في قضية تُسلِّط الضوء على صعوبات إلغاء أحكام الإدانة في اليابان. وبعد جلسة الاستماع الأخيرة في المحكمة العليا في طوكيو، قالت هيديكو: "لقد انتظرت هذا اليوم طوال 57 عاماً، لقد أزيح عبء ثقيل عن كتفي".
وأكدت المحكمة العليا إدانة هاكامادا في عام 1980، لكن حياته استمرت، مع مواصلة الاستئنافات. وأمضى الكثير من فترة عقوبته في الحبس الانفرادي قبل أن يُفرَج عنه مؤقتاً في 2014.
ووجد تحليل الحمض النووي أنَّ الملابس التي توصل إليها المحققون بعد عام من الجريمة ليست له، وفي عام 2020 أمرت المحكمة العليا محكمة أدنى درجة بإعادة النظر في القرار، وحث الاتحاد الياباني لنقابات المحامين على بدء إعادة المحاكمة دون تأخير. وقال رئيس الجمعية موتوجي كوباياشي: "السيد هاكامادا يعاني من أمراض نفسية وجسدية، بعد 47 عاماً من الاحتجاز".
فيما لم تعُد شقيقة السجين تناقش القضية معه بسبب حجم تأثيرها عليه. وقالت: "سأقول له فقط أن يطمئن؛ لأننا حصلنا على نتيجة جيدة، والآن أنا بحاجة فقط للتأكد من أنني سأرى بدء إعادة المحاكمة".
وعادةً ما تصدر أحكام الإعدام في اليابان في جرائم القتل المتعدد، والسرقة والقتل والاغتصاب والقتل. ويُنفَذ الإعدام بالشنق.