إذا كنت تظن أنه تم حل جميع ألغاز وأسرار الطبيعة، فأنت مخطئ، لأنه ولغاية يومنا هذا، ما زال الجيولوجيون يبحثون عن تفسير علمي مقنع لما يحصل في شلالات الشيطان، الواقعة بولاية مينيسوتا الأمريكية.
هذه الشلالات التي تظن أنها طبيعية وعادية للوهلة الأولى، عندما تكون في لحظة استرخاء أمام منظرها الجميل، وصوت خرير المياه المريح، لكن عند التمعن جيداً، ستجد أن ذلك الماء يختفي بشكل غريب، بعدما يصب في النهر، الذي لا يتجاوز طوله 3 أمتار، فما القصة وراء ذلك؟
شلالات الشيطان.. ظاهرة طبيعية غريبة
تقع شلالات الشيطان، وهو الاسم الذي أطلق عليها بسبب الظاهرة الطبيعية الغريبة، أو شلالات كيتلز، وهو اسمها الحقيقي، في الساحل الشمالي لولاية مينيسوتا الأمريكية، إذ يصب الشلال من بحيرة تسمى سوبيريور، وعندما يصب ينقسم إلى قسمين.
الجانب الشرقي من الشلال يصب في نهر على ارتفاع 50 قدماً، وتسير المياه في مسار عادي على مرأى الجميع، كما هو الحال بالنسبة لكل الشلالات، والأنهار التي تصب فيها.
أما الجانب الغربي، فيسقط في في نهر صغير على شكل حفرة، تلف بها العديد من الصخور، ومباشرة بعد نزول الماء هناك، يختفي إلى الأبد، ولا يمكن معرفة مجراه، وأين يذهب بعد ذلك.
وبعد ملاحظة الجيولوجيين هذه الظاهرة الغريبة، حاولوا البحث عن تفسير علمي لها، من خلال القيام بعدة تجارب، لكن الأمر لم ينجح، وبقي هذا الشلال عبارة عن لغز طبيعي كبير لم يتم حله بعد.
إذ تم تصنيف شلالات الشيطان على أنها واحدة من أغرب الظواهر الطبيعية التي عرفها العالَم، والتي يصعب تفسيرها.
تجارب الزوار لتعقُّب مسار مياه الشلالات
حسب تصريح لمدير الحديقة التي يوجد بها النهر، بيتر موت، نشرته صحيفة mprnews الأمريكية، قال إنه سمع الزوار يحاولون حل لغز الشلالات، إذ إن البعض يقول إن المياه تتدفق إلى كندا، فيما يقول البعض الآخر إنها تتدفق تحت الأرض، ثم تظهر في مكان ما تحت بحيرة سوبيريور التي يصب منها الشلال.
كما أشار بيتر إلى أن هناك العديد من التجارب التي قام بها الزوار من أجل حل هذا اللغز الطبيعي، من بينها رمي بعض الأشياء، مثل عصا خشبية أو مجسمات ذات ألوان فاقعة، ومحاولة تتبع مسارها، من أجل معرفة المكان الذي ستظهر منه مجدداً، لكنها تختفي بالكامل بعد ذلك.
فيما قام آخرون برمي أجهزة تعقُّب "GPS"؛ على أمل الوصول إلى المكان الذي تظهر فيه مياه الشلال من جديد، لكن لا نتيجة مرة أخرى.
وأضاف مدير الحديقة أن عدداً من الناس يشعرون بخيبة أمل بعد فشل تجاربهم، لأنهم يبحثون كما العلماء عن جواب لما يحصل داخل هذا التجويف بين الصخور، إلا أن المكان يظل متنزهاً جميلاً يمكن التوجه إليه من أجل قضاء لحظات من الراحة والاستجمام.
نظريات علمية لحل لغز شلالات الشيطان
خلال السنوات الماضية، تمت دراسة هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة، من طرف العديد من الجيولوجيين، والوكالات الخاصة بعلوم الطبيعة، لكن النتائج دائماً ما كانت غير دقيقة.
إذ إنه من بين الاستنتاجات التي تم التوصل إليها، أن الصخور الموجودة في الحفرة التي يصب إليها الشلال، تمتص الماء، ويختفي بداخلها، لكن تبين بعد ذلك أنها ليست من الجير، وإنما من مادة تسمى الريوليت، لذلك لا يمكن لهذه النظرية أن تكون صحيحة.
كما تم توقع أن الماء يختفي تحت الأرض، داخل تجويف كبير بين الصخور، وبعد ذلك يعود للظهور مرة أخرى في نهر سوبيريور، ليسلك مجدداً المسار الأول نفسه.
وما زالت الأبحاث حول هذه الظاهرة الطبيعية مستمرة، إذ يخطط الباحث جرين وكالفن ألكساندر، من جامعة مينيسوتا الأمريكية، لتتبع مسار المياه من خلال وضع صبغة الفلورسنت القابلة للتحلل الحيوي وتتبع مسارها، من خلال تحليل مياه الأنهار المحيطة؛ لمعرفة المكان الأخير الذي تصب فيه مياه الشلال بعد اختفائها.
وتفسيراً لسبب عدم ظهور الأجسام التي تم رميها في النهر الصغير، هو أن نظام النهر في الداخل بين الصخر قوي جداً؛ مما يتسبب في تفتيتها تحت الماء، لتكون غير قادرة على الطفو مرة أخرى فوق الماء، عند نقطة ما باتجاه مجرى النهر.