بعد إعلان مفوض الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، السبت 11 فبراير/شباط 2023، عن قرب توقف عمليات الإنقاذ و"اقترابها من النهاية" في الولايات التركية العشر المتضررة من الزلزال المدمر.
ومع ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، إلى 24 ألفاً و617.
قال غريفيث خلال زيارة أجراها لولاية كهرمان مرعش: "لقد اقتربنا من نهاية مرحلة الإنقاذ، وبعدها تأتي مرحلة التعافي وبداية الإعمار، والتخطيط للمنازل والشقق والمباني المراد إعادة بنائها"، فما هي المرحلة القادمة ومتى يتم إعلان توقف عمليات الإنقاذ؟
1- مرحلة إنقاذ الضحايا
تبدأ هذه المرحلة مع اللحظات الأولى من الزلزال، وتركز على مهمة رعاية المصابين الموجودين خارج المباني، أو بالقرب من الحطام، من قبل سيارات الإسعاف أو أفراد الطواقم الطبية، وأفراد الطوارئ من الفرق المحلية على الأرض.
وهذا يشمل مساعدة وإسعاف أولئك الذين حوصروا قليلاً، أو البحث في المباني المتضررة بشكل طفيف؛ لضمان عدم وجود إصابات داخلها. وفي الوقت نفسه يتم إجراء مسح أوَّلي للمنطقة المتضررة من قبل فرق الطوارئ المحلية إلى حين وصول المساعدة الإضافية.
لاحقاً وخلال الساعات الأولى من حدوث الزلزال، غالباً ما يتم تخطيط وتقسيم منطقة الكارثة إلى قطاعات لتخصيص القيادة وتعيين فرق البحث، وتعيين الأماكن المتضررة بشكل كبير والتي تحتاج لفرق الإنقاذ وتركيز الجهود فيها أكثر، أو أن يكون لها الأولوية.
يبدأ بعدها البحث عن المباني المحتمل وجود أحياء قد يكونون محاصرين فيها، سواء كانوا مصابين أو غير مصابين، والتركيز على إنقاذههم قبل القيام بأي محاولة لإنقاذ الضحايا الذين لديهم فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة أو يحتاجون جهوداً أكبر ووقتاً أطول.
وعندما تتوافر معلومات عن وجود أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، يقوم رجال الإنقاذ بمحاولة التأكد من وجود الأحياء، وتحديد أماكنهم تحت الأنقاض بأي وسيلة ممكنة، قبل محاولة تحريك الأنقاض والبحث عنهم، مثل "الاتصال والاستماع"؛ حيث انتشر العديد من الفيديوهات لجهود الإغاثة في سوريا وتركيا وهم يستخدمونها، وساهمت في إنقاذ العديد من الأرواح، ويتم تنفيذها على النحو التالي:
ينتشر أعضاء الفريق في نقاط مناسبة حول الركام الذي قد يكون تحته بعض الأشخاص المحاصرين، ثم ينادي أحد أفراد الفريق أو جميعهم بصوت واحد: "هل يمكنك سماعي؟"، ثم يعم الصمت بين الجميع بينما يستمع الآخرون للحصول على إجابة.
وإذا كان هناك رد أو أي إشارة لوجود أحياء، مثل صوت طرق على الجدران أو صوت صراخ أو أنين، يحاول أعضاء فريق الإنقاذ تحديد المكان الذي جاء منه الصوت، ثم بعدها تبدأ عملية الإنقاذ واستخراج الناجين.
كما تقوم بعض الفرق باستخدام الكلاب المدربة وأجهزة استشعار الحرارة والموارد الخاصة الأخرى مثل كاميرات الألياف الضوئية إذا كان ذلك متاحاً.
1- مرحلة انتشال الجثث والتعافي
على الرغم من أنه تم العثور على بعض الناجين في بعض الحالات على قيد الحياة لمدة طويلة، إذا تمكنوا من الوصول إلى الماء، مثل قصة نجاة فتاة مراهقة من أنقاض زلزال هايتي عام 2010 بعد 15 يوماً. وقد تختلف اعتماداً على إصاباتهم وظروف أخرى.
لكن في الحالات "الاعتيادية"، خلال مدة 5 إلى 7 أيام، وتلك هي المدة التي يمكن أن يبقى فيها الأشخاص أحياء تحت الأنقاض، يتم اتخاذ القرار الصعب بالتوقف عن البحث عن الناجين، بعد مرور يوم أو يومين من الأسبوع الأول بعد الزلزال، دون العثور على أي ناجٍ أو استخراج أي أحياء.
وتبدأ مرحلة انتشال الجثث وإزالة الركام، وتشمل هذه المرحلة إزالة أكوام الأنقاض الكبيرة باستخدام المعدات الثقيلة، وانتشال الجثث بعد جهود الوصول إلى جميع الفراغات المتبقية داخل المباني المنهارة أو أسفل الركام والأنقاض.
وبحسب مفوض الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث: "في مرحلة التعافي من الكوارث، يلعب المجتمع الإنساني دوراً كبيراً".
وأوضح غريفيث أن "الأمم المتحدة ستوجه جهودها باتجاه المساعدة الإنسانية خلال الفترة التي يضطر فيها الناس إلى العيش في مساكن مؤقتة".
في السياق، شدد مفوض الأمم المتحدة على أن المرحلة الثانية بعد الكوارث الطبيعية "قد تكون أكثر قلقاً ليس فقط في تركيا ولكن أيضاً في سوريا المتضررة، حيث يحتاج الضحايا الناجون إلى المساعدة في سبل عيشهم وكيفية الحصول على الغذاء والدواء".