تسابق فرق الإنقاذ الزمن من أجل الوصول إلى أحياء وسط الأنقاض التي خلّفها الزلزال المدمّر الذي أصاب جنوب تركيا وشمال سوريا يوم الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.
وبعد مرور أربعة أيام من لحظة وقوع الزلزال، بدأت الآمال للوصول إلى ناجين تأفل تدريجياً، خصوصاً في مناطق الشمال السوري التي تعاني من قلة الإمكانيات.
وعلى الرغم من أن عمليات الإنقاذ تتوقف في الغالب ما بين اليومين الخامس والسادس من حدوث الزلازل، فإن مساعي وجهود فرق الإنقاذ تتواصل لإنقاذ العالقين وسط أكوام الركام والذين لا يزالون على قيد الحياة.
وحتى اليوم الرابع، تمكنت فرق الدفاع المدني من الوصول إلى ناجين وإنقاذهم من الموت بعد قضائهم لساعات طويلة تحت الأنقاض.
وتعيد مشاهد الوصول إلى عالقين بزلزال تركيا وسوريا إلى الأذهان قصصاً مشابهة ومشاهد ماضية لعالقين تم إنقاذهم في حوادث شهيرة للزلازل حول العالم.
امرأة بقيت تحت الركام أكثر من شهرين
تعدّ قصة السيدة نقشة بيبي البالغة من العمر 40 عاماً والتي تمّ العثور عليها حية تحت ركام مطبخها بعد مرور 63 يوماً من زلزال باكستان، من أكثر قصص الناجين من الزلازل غرابة، فقد سلّم أقاربها بوفاتها، قبل أن يعثروا عليها في مطبخها، بينما كانوا ينظفون بين الركام لترميم المنزل.
وقال الأطباء الذين راقبوا حالة نقشة بيبي، إنها كانت ضعيفة جداً وإن 80% من عضلاتها قد ذبلت بينما كانت محاصرة في مساحة صغيرة لا يمكنها فيها سوى الانحناء.
ويرجع الأطباء سبب بقائها على قيد الحياة إلى مياه الأمطار والأطعمة المتعفنة التي كانت تتناولها.
إنقاذ رجل بعد قضائه 12 يوماً تحت أنقاض زلزال هايتي 2010
في 13 يناير/كانون الثاني 2010، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، بورت أو برنس عاصمة هايتي وتسبب بمقتل قرابة 316 ألف شخص. وقدرت الأمم المتحدة أن 80 ألف مبنى دُمرت في العاصمة والمناطق المحيطة بها بسبب الزلزال.
ورغم إيقاف السلطات الهايتية عمليات الإنقاذ بعد عشرة أيام من وقوع الزلزال، فإن أحد أشخاص كُتبت له النجاة من الزلزال بعد مرور أسبوعين.
ظل ريكو ديبريفيل، البالغ من العمر حينها 35 عاماً، محاصراً تحت أنقاض متجره 12 يوماً قبل أن يتمّ سحبه من قبل فرق الإنقاذ الدولية التي واصلت مساعيها للوصول إلى أحياء في الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي.
وقبل يومٍ من إنقاذ ريكو، وصلت فرق الإنقاذ إلى فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً تدعى Guerlande، ليتم إنقاذها.
إنقاذ فتى بعد بقائه 6 أيام تحت ركام زلزال النيبال
في الزلزال العنيف الذي ضرب النيبال سنة 2015، وبعد ستة أيام من عمليات البحث، نجحت فرق الإنقاذ الأمريكية في الوصول إلى فتى يبلغ من العمر 15 عاماً، وهو على قيد الحياة بعد بقائه تحت أنقاض مبنى سكني متعدد الطوابق في أحد أحياء كاتماندو الأكثر تضرراً من الزلزال، لمدة أكثر من 150 ساعة.
قال الصبي في تصريحات لـBBC، إنه نجا من الموت من خلال شرب الماء من ملابس مبللة وتناول الزبدة المصفاة.
وقبل ساعات من إنقاذه، كانت فرق الإنقاذ قد نجحت في إنقاذ امرأة تدعى كريشنا وهي في العشرينيات من عمرها، تعمل خادمة في نزل بكاتماندو عندما وقع الزلزال، وذلك بعد مكوثها 5 أيامٍ تحت الأنقاض.
إنقاذ طفلين من مدرسة مدمرة في باكستان بعد 5 أيام من الزلزال
في الزلزال الذي ضرب باكستان في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأوّل 2005، نجح فريق لجنة الإغاثة الدولية في إنقاذ طفلين من تحت أنقاض مدرستهم بعد 5 أيام من وقوع زلزال.
وفي الوقت الذي كان فيه أعضاء لجنة الإغاثة الدولية يحضرون أنفسهم لإعلان انتهاء عمليات الإنقاذ، جاء بلاغ بسماع أصواتٍ من أحد المباني في القرى الباكستانية، ليتوجه الفريق بواسطة مروحية إلى المكان الذي كان عبارة عن مدرسة تحطمت فوق تلاميذها.
في النهاية تمكنت لجنة الإغاثة الدولية من إنقاذ طفلين هما مقبول وعمران، في حين لقي الطفل الثالث الذي كان يرافقهما مصرعه، واضطر فريق الإغاثة إلى تغطية أعينهم؛ لحمايتهم من أشعة الشمس القوية بعدما ظلوا فترة طويلة في الظلام.
الشاب المصري أكثم سليمان بقي أياماً محاصَراً تحت الأنقاض في زلزال القاهرة
خلّف الزلزال العنيف الذي ضرب العاصمة المصرية القاهرة في الـ12 من أكتوبر/تشرين الأوّل 1992، مقتل مئات الأشخاص وتدمير آلاف المباني.
في ذلك الزلزال، كان الشاب المصري أكثم سليمان وعائلته ضمن الضحايا الذين كانوا تحت الأنقاض، إذ قضى أكثم ما يقرب من 4 أيام تحت الأنقاض يصارع الموت مع أفراد أسرته، الذين رحلوا أمام عينيه واحداً تلو آخر.
وفي اليوم الرابع عقب الزلزال، وبعد فقدان الأمل في العثور على ناجين، تم إنقاذ أكثم من قبل رجال الدفاع المدني وهو في حالة إنهاكٍ شديد، بعد أن بقي أزيد من 83 ساعة تحت ركام الزلزال.