عادةً ما يكون الأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر الوفاة في الحوادث الصعبة مثل التعرُّض لحريق أو غرق أو خلال الزلازل وغيرها من الأحداث المؤسفة التي تتسبب في أن يعلق الشخص المصاب في مكان يصعب التنفس فيه والحصول على الأوكسجين الكافي.
وأحياناً عند إسعاف الطفل وسط تلك الأحداث، قد يبدو أنه لا يتحرك ولا يستجيب رغم التحدث معه بشكل مباشر، أو لا يتفاعل مع الهز الخفيف أو النقر على أكتافه، في تلك الحالة يجب تقديم الإسعافات الأولية له فوراً قبل فوات الأوان.
في هذا التقرير نستعرض خطوات إسعاف الطفل غير القادر على التنفّس، والذي يعاني من الاختناق بسبب الغازات والرماد وعوادم الحريق والغبار والأتربة نتيجة الزلازل والانهيارات السكنية.
1- إمالة الرأس للخلف لإسعاف الطفل
عند تعرُّض الطفل للحوادث التي تؤثر على قدرته على التنفس، يجب التحقق أولاً مما إذا كان فاقداً للوعي لأسباب داخلية كامنة حدثت نتيجة الحادث أو بسبب فقدان القدرة علي التنفس أو الاختناق بسبب الأجسام الغريبة مثل الطعام.
ويمكن التأكد من التنفس عند الطفل المصاب عن طريق إمالة رأسه إلى الخلف والنظر والاستماع، والشعور بالتنفس عن طريق تقريب رأسك من أنفه وصدره وفمه.
يمكن فعل هذا لمدة لا تزيد على عشر ثوانٍ حتى يتحتم عليك اتخاذ خطوة أخرى.
وتُعد إمالة الرأس للخلف لإسعاف الطفل تقنية فعالة لفتح مجرى الهواء عن طريق سحب اللسان للأمام. ولكن إذا لم يتنفس الطفل، ولم يتحرك صدره وبطنه أو تسمع أو تشعر بأنفاسه خلال 10 ثوانٍ، يجب الانتقال فوراً إلى الخطوة الثانية.
2- تقنية "قُبلة الحياة" لتعزيز الأوكسجين في الجسم
عند تعرُّض الطفل لإغماء بسبب عدم القدرة على التقاط أنفاسه لأسباب خارجية، مثل التعرُّض لاختناق بسبب غازات أو أتربة ورماد الحرائق وغيرها، يجب العمل على إسعافه فوراً.
ويمكن ذلك أولاً بالاتصال بالإسعاف الطبي المتخصص، والعمل أثناء الانتظار على إعطاء الطفل المصاب أنفاساً متلاحقة عبر الفم فيما يُعرف بتقنية إسعاف "قُبلة الحياة".
ويجب إعطاء الخمسة أنفاس إنقاذ من الفم عبر إمالة الرأس للخلف لإسعاف الطفل كخطوة أولى، ثم إغلاق فم المُسعف على فم الطفل والضغط على أنف المصاب بإصبعين؛ للتأكد من عدم التقاطه أي هواء إلا من فمه.
بعدها يجب النفخ في فم الطفل 5 مرات عميقة متتالية دون انقطاع.
هذه العملية تزيد من معدل الأوكسجين في الدم لدى الأطفال غير القادرين على التنفُّس، وقد يساعد هذا الأوكسجين الذي تمنحه لهم في الحفاظ على أعضائهم حية، وبالتالي تعزيز فرص استعادتهم الوعي والعودة للحياة من جديد.
ولكن إذا لم تتلق استجابة بعد إسعاف الطفل بهذه الأنفاس الخمسة، فقم بالخطوة التالية.
3- الضغط على الصدر لتعزيز نبض القلب
إذا لم يستجب الطفل ويبدأ التنفس التلقائي بعد تطبيق تقنية قبلة الحياة عليه، يجب إجراء 30 ضغطة على الصدر فوراً، ويتم ذلك عبر الدفع بقوة في منتصف الصدر بيد واحدة حتى يتجه الصدر إلى الداخل، ثم تخفيف الضغط تماماً وهكذا دواليك.
من خلال القيام بضغطات الصدر تلك، يُعد الأمر كأنه تشغيل يدوي للقلب عن طريق الحفاظ على ضخ الدم حول الجسم، مما يساعد على إبقاء الأعضاء الحيوية على قيد الحياة، وضمن ذلك الدماغ.
بعد إجراء 30 ضغطة كاملة يجب إعطاء نفسين من الفم للفم لإسعاف الطفل وتعزيز وصول الأوكسجين في جسمه. مع الاستمرار في دورات من 30 ضغطة على الصدر وأنفاس فموية حتى وصول المساعدة أو استعادة الطفل وعيه.
4- يجب عدم القلق من الضغط على صدر الطفل
الهدف من التنفس الاصطناعي وضغط الصدر هو إعطاء الطفل أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة من خلال العمل كقلب ورئتين بديلتين يدويتين وشراء الوقت إلى حين وصول المسعفين بمعداتهم الطبية المتخصصة.
ومع ذلك فإن فرصة إعادة تشغيل القلب عن طريق التنفس الصناعي وضغط الصدر وحدها ضئيلة للغاية.
وبشكل عام، لا ينبغي الخوف أثناء الضغط على صدر الطفل، والعمل بمثابرة على تنفيذ الخطوات السالف ذكرها، لأن القفص الصدري للأطفال اليافعين في سنواتهم الأولى يكون مرناً للغاية، وبالتالي فإن مخاطر كسر ضلوعهم عن طريق الضغط على الصدر تظل ضئيلة جداً.