هبوط أرضي في منجم حديد يهدد بابتلاع بلدة بالسويد.. السلطات بدأت في نقل المباني

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/06 الساعة 21:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/06 الساعة 21:44 بتوقيت غرينتش
السلطات السويدية - صورة تعبيرية - Shutter stock

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، إن السلطات السويدية تعتزم نقل كنيسة تاريخية في أقصى شمالي البلاد، على بعد نحو 200 كيلومتر شمال الدائرة القطبية الشمالية؛ خوفاً من أن يبتلعها هبوط أرضي ظهر بالبلدة في الفترة السابقة.

الكنيسة التي فازت ذات مرة بلقب أجمل مبنى قديم في البلاد والموجودة ببلدة كيرونا، افتُتحت في عام 1912، ويصفها القس لينا تغانبرغ بأنها "غرفة معيشة أهل البلدة"، لكن الحفاظ عليها صار يقتضي نقلها من مكانها.

An aerial view of the vast LKAB iron ore mine at Kiruna.

هبوط أرضي في منجم في السويد يثير أزمة

تعتزم السلطات تحميل مبنى الكنيسة الخشبي البالغ وزنه 600 طن بالكامل على مقطورات، ونقله في عام 2026 إلى مكان جديد بالقرب من المقبرة الواقعة على بعد 3 كيلومترات شرقي البلدة القديمة.

حيث يُوصف مشروع النقل الجاري لمباني بلدة كيرونا بأنه أكثر مشروعات إعادة التوطين جذرية في العالم، والداعي إلى ذلك أن الهبوط الأرضي في منجم الحديد المحلي بات يهدد بابتلاع البلدة. وقد ظهرت بالفعل تشققات في المستشفى، والمدرسة لم يعد مبناها آمناً للتلاميذ.

Kiruna church, Sweden.

قال القس لينا تغانبرغ: "نحن في غاية الرضا أن الكنيسة يمكن أن تتحرك. وأنا أدرك بالطبع أن الأمر قد يُحزن الناس، فكنيسة كيرونا لطالما كانت معلماً بارزاً هنا، يمكن التطلع إليه من كل مكان. ومن المحزن أن نفتقده في أفق البلدة".

يبلغ عدد سكان البلدة 18 ألف نسمة، وقد ارتبط مصيرها بمصير المنجم منذ تأسيسها عام 1900، فالمنجم الذي تديره شركة LKAB السويدية المملوكة للدولة، أكبر منجم لاستخراج خام الحديد في العالم، ويُنتج 80% من إمدادات الاتحاد الأوروبي.

تأمل شركة التعدين أن تتقدم طليعة الثورة الصناعية الخضراء في أوروبا، وتسعى إلى الاستقلال الذاتي في الموارد الطبيعية، استجابةً لأزمة التغير المناخي ورغبةً في تقليل اعتماد أوروبا على دول أجنبية سلطوية في الحصول على مستخرجات المناجم والمعادن الضرورية.

بدأت شركة LKAB بإنتاج الحديد الإسفنجي في عام 2021، بالاعتماد على الهيدروجين المنتج من الكهرباء الخضراء بدلاً من الفحم. وأعلنت الشهر الماضي، أن المنجم يستقر على أكبر مخزون من المعادن الأرضية النادرة في أوروبا، وهي معادن ضرورية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.

قالت إيبا بوش، نائب رئيس الوزراء السويدي لشؤون المناخ، للصحفيين من داخل المنجم على عمق 500 متر تحت الأرض: "السويد منجم ذهب بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، و"أوروبا يجب أن تأخذ العبرة مما حدث، وألا تعتمد مرة أخرى اعتماداً كبيراً على دولة واحدة في واردات الغاز مثلما فعلت مع روسيا"، واكتشاف المعادن الأرضية النادرة هنا فرصة سانحة لتقليل الاعتماد على الصين، التي تمدُّ العالم بنحو 86% من إمدادات العناصر الأرضية النادرة.

مخاوف لدى السكان بسبب الهبوط الأرضي 

لكن التحول الطارئ على بلدة كيرونا يثير مخاوف سكانها الأصليين من قومية "سامي"، الذين توطنوا المنطقة منذ قرون طويلة، واشتغلوا برعي قطعان الرنة في مختلف أنحاء القطب الشمالي. وهم يخشون الآن أن تزيد تلك التدابير من الأضرار الواقعة على رعي الرنة، التي تكابد بالفعل أزمة المناخ، فقد بات يتعذر توفير غذائها الرئيسي في الشتاء (الأشنة).

حيث قال ستيفان ميلكسون، نائب رئيس مجلس برلمان السكان من قومية سامي، لصحيفة The Observer، إن تجزئة الأرض تجعل رعي الرنة أكثر صعوبة، "فقد صارت لدينا السكك الحديدية، وأعمال التعدين، والحركة وسط المدينة، وكلها أمور تزيد من صعوبة الحركة لحيوان الرنة".

السويد تركيا الناتو
وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم/ الأناضول

في حين خالف ميكلسون الآراء القائلة بأن الاعتماد على إنتاج الحديد من دون الوقود الأحفوري في السويد أفضل من الاعتماد على المعادن الملوثة من مكان آخر. وقال: "ليس إذا دمر ذلك التنوع البيولوجي المتبقي"، وقومية سامي "تريد الاحتفاظ بثقافتها القديمة وقيمها الأصيلة ومعيشتها الجيدة، وليس الحياة السهلة ذات النفقات العالية وعادات الاستهلاك غير الصحية".

في المقابل، قال أندرس ليندبرغ، المتحدث باسم شركة LKAB، إن أهالي قريتين من قومية سامي اضطروا إلى تغيير طرق رعي قطعان الرنة منذ افتتاح المنجم في عام 1900. لكنه شدد على أن الشركة صارت الآن "أكثر إصغاء" إلى الرعاة، وأقرب استجابة للمطالب بتقليل الأضرار الواقعة على عملهم. ومع ذلك، فقد تضطر قرية أخرى في المنطقة إلى تغيير طرق الرعي بعد الاكتشاف حديث العهد للعناصر الأرضية النادرة هناك.

علامات:
تحميل المزيد