“وفيات مفاجئة” بأمريكا “تعزز” نظرية المؤامرة بين رافضي لقاح كورونا.. هكذا يروّجون لقناعاتهم!

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/05 الساعة 15:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/05 الساعة 16:14 بتوقيت غرينتش
المعلومات المضللة عن لقاحات كورونا - رويترز

يتسابق مروجو نظرية المؤامرة حول فيروس كورونا ولقاحاته في الترويج لشائعات حول وفيات متزايدة بين متلقي لقاح كورونا، وهو ما كشف تفصيله تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الأحد، 5 فبراير/شباط 2023. 

في أحدث حالة رصدتها الصحيفة، شيع جثمان الطفلة أناستازيا ويفر، البالغة من العمر 6 سنوات، في ولاية أوهايو الأمريكية هذا الأسبوع، وهو ما تزامن مع تغريد واسع على وسم "Anastasia"، مصحوباً بوجهٍ مبتسم وإيموجي يرمز إلى حقنة. 

تستغرق نتائج تشريح جثة أناستازيا ويفر أسابيع من الزمن، لكن النشطاء المناهضين للقاح كورونا عبر الإنترنت، احتاجوا إلى ساعات فقط بعد جنازتها هذا الأسبوع لإلقاء اللوم على لقاح كورونا بلا أساس.  

وأرسل أحد مستخدمي فيسبوك رسالة إلى والدتها، جيسيكا ويفر، واصفاً إياها بالقاتلة لتطعيم طفلتها. 

شهدت روضة الأطفال في أوهايو على مشكلات صحية لدى الطفلة منذ ولادتها المبكرة، بما في ذلك الصرع والربو ودخول المستشفى بشكل متكرر بسبب فيروسات الجهاز التنفسي. 

وقالت جيسيكا ويفر عن وفاة ابنتها: "لم يقدم لنا الأطباء أي معلومات غير أنها كانت بسبب كل أمراضها المزمنة… لم يكن هناك تفكير قط أن الوفاة يمكن أن تنجم عن لقاح كورونا". 

لكن هذه الحقائق لم تكن مهمة على الإنترنت، حيث سرعان ما أُضيفَت أناستازيا إلى قائمة متزايدة من مئات الأطفال والمراهقين والرياضيين والمشاهير الذين أُلقِيَ اللوم، في وفاتهم غير المتوقعة خطأً، على جرعات لقاح كوفيد. 

"الموت فجأة" 

وباستخدام الهاشتاج #diedsuddenly، قام مناصرو نظرية المؤامرة عبر الإنترنت بإغراق وسائل التواصل الاجتماعي بالتقارير الإخبارية وصفحات النعي وصفحات GoFundMe في الأشهر الأخيرة، تاركين العائلات الحزينة تتصارع مع الأكاذيب.

هناك المذيع التلفزيوني البرازيلي، البالغ من العمر 37 عاماً، والذي انهار على الهواء مباشرة بسبب مشكلة قلبية خلقية. ومصار الثيران، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي توفي بسبب مرض نادر. والممثلة، البالغة من العمر 32 عاماً، والتي توفيت من مضاعفات عدوى بكتيرية. 

ارتفع استخدام عبارة "مات فجأة – Died suddenly" بأكثر من 740% في التغريدات حول لقاح كورونا خلال الشهرين الماضيين، مقارنة بالشهرين السابقين، حسبما وجدت شركة الاستخبارات الإعلامية Zignal Labs في تحليل أُجرِيَ لصالح وكالة Associated Press الأمريكية.  

فيلم وثائقي عن لقاح كورونا 

بدأ انفجار العبارة مع الظهور الأول لفيلم وثائقي على الإنترنت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني يحمل نفس الاسم، مما أعطى القوة لما يقول الخبراء إنه اختصار جديد ومضر. 

قال رينيه ديريستا، مدير الأبحاث التقنية في مرصد ستانفورد للإنترنت: "إنها نوع من لغة المجموعة. إنهم يأخذون شيئاً ما هو طريقة روتينية نسبياً لوصف شيء ما -الناس يموتون، في الواقع، بشكل غير متوقع- ثم من خلال تخصيص عبارة لها، يقومون بتجميع كل هذه الحوادث في مكان واحد". 

تثبت الدراسة الدقيقة والأدلة الواقعية من مئات الملايين من اللقطات المُعطاة أن لقاح كورونا آمنة وفعالة. أما الوفيات الناجمة عن التطعيم، فهي نادرة للغاية، والمخاطر المرتبطة بعدم الحصول على التطعيم أعلى بكثير من مخاطر التطعيم. لكن هذا لم يمنع مناصري نظرية المؤامرة من إلقاء مجموعة متنوعة من الاتهامات الكاذبة على اللقاحات. 

يعرض فيلم "Died Suddenly" مجموعة من العناوين الرئيسية التي عُثِرَ عليها على جوجل، لتوحي بشكل خاطئ بأنها تثبت أن الوفيات المفاجئة "لم تحدث قط على هذا النحو حتى الآن". حصد الفيلم أكثر من 20 مليون مشاهدة على موقع إلكتروني بديل لمشاركة الفيديو، وينشر حسابه على منصة تويتر عن مزيد من الوفيات يومياً. 

وجدت مراجعة وكالة Associated Press لأكثر من 100 تغريدة من الحساب في ديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني، أن الادعاءات حول الحالات المتعلقة باللقاح كانت إلى حد كبير غير مدعومة بالأدلة، وفي بعض الحالات، تتناقض مع المعلومات العامة. توفي بعض الأشخاص الذين نشر عنهم حساب تويتر بسبب اضطرابات وراثية أو جرعات زائدة من المخدرات أو مضاعفات الإنفلونزا أو الانتحار. توفي أحدهم في حادث ركوب الأمواج. 

لم يرد صانعو الفيلم على أسئلة محددة من وكالة Associated Press، لكنهم أصدروا بدلاً من ذلك بياناً أشار إلى "زيادة في الوفيات المفاجئة" و"معدل مثبت للوفيات الزائدة"، دون تقديم بيانات. 

كان عدد الوفيات الإجمالية في الولايات المتحدة أعلى مما كان متوقعاً منذ بداية جائحة كوفيد، ويرجع ذلك جزئياً إلى الفيروس والجرعات الزائدة وأسباب أخرى. حالت لقاح كورونا دون ما يقرب من مليوني حالة وفاة في الولايات المتحدة في السنة الأولى من استخدامها. 

بعض الوفيات التي استُخدِمَت في الفيلم تسبق الجائحة نفسها. نشرت الكاتبة في كاليفورنيا دولوريس كروز مقالاً عام 2022 عن الحزن على ابنها الذي توفي في حادث سيارة عام 2017. واستخدم الفيلم لقطة من العنوان الرئيسي، حيث صوَّر الوفاة على أنها مرتبطة باللقاح. 

تحميل المزيد