تكبّدت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة، مليارات الدولارات مقابل تعويضات إنهاء الخدمة لموظفيها، في ظل إجراءات تسريح جماعي اجتاحتها على مدار الأشهر القليلة الماضية، إذ فقد عشرات آلاف الموظفين أعمالهم، وسط توقعات بخسارة آلاف آخرين لوظائفهم في الفترة المقبلة، ما يعني زيادة في التكاليف أيضاً على الشركات.
موقع Business Insider الأمريكي، قال، السبت، 4 فبراير/شباط 2023، إن تقارير الأرباح المنشورة هذا الأسبوع، لكل من شركات "ميتا، وأمازون، ومايكروسوفت، وألفابت"، كشفت أن هذه الشركات ستنفق مجتمعة ما يصل إلى 4.7 مليار دولار على تكاليف إنهاء الخدمة وحدها.
في شركة "ميتا" المالكة لموقعي "فيسبوك، وإنستغرام، وتطبيق واتساب"، بلغ إجمالي تكاليف إنهاء الخدمة 975 مليون دولار للربع الرابع، لكن الشركة قالت إن بعض التكلفة سيُعوضها "انخفاض المرتبات والمكافآت ومصاريف المزايا الأخرى" للموظفين المُستبعَدين.
كانت الشركة قد استبعدت أكثر من 11 ألف موظف، أي نحو 13% من موظفيها، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بحسب الموقع الأمريكي.
مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، قال في مدونة نشرها يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن قراره بزيادة استثمارات الشركة "لم يُنفَّذ" بالطريقة التي توقعها، وبرر قرار تسريح الموظفين بأنه "بداية [إجراءات] التركيز على الكفاءة".
في ظل تزايد التكهنات عن احتمال تسريح مزيد من الموظفين، قد تشهد شركة "ميتا" زيادةً في تكاليف إنهاء الخدمة في الأشهر المقبلة، وقالت الشركة في مكالمة الكشف عن الأرباح للمستثمرين هذا الأسبوع، إنها "قد تتحمل مزيداً من رسوم إعادة الهيكلة في ظل تقدمها بمساعي تحسين الكفاءة".
أما شركة "مايكروسوفت"، فقالت في كشوف الربع المالي الثاني إنها ستتكبد 800 مليون دولار من تعويضات إنهاء الخدمة، وكانت الشركة قررت تسريح نحو ألف موظف في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد أن أنهت عقود المئات من القائمين بالتوظيف وغيرهم من العاملين باجتذاب أصحاب المواهب والمهارات في أغسطس/آب الماضي.
كذلك أعلنت الشركة في يناير/كانون الثاني 2022 عن نيتها التخلي عن 10 آلاف وظيفة، محذّرة الموظفين من أنها مقبلة على "فترة تغيير كبرى".
أما شركة "أمازون"، فبلغ إنفاقها على التعويضات 640 مليون دولار في الربع الأخير من عام 2022، وقال أندي غاسي، الرئيس التنفيذي للشركة، في مذكرة صادرة بتاريخ 4 يناير/كانون الثاني 2023، إن الشركة ستتخلى عن 18 ألف موظف من العاملين بمتاجر أمازون وأقسام "اختبار الأفراد والحلول التكنولوجية".
غاسي أضاف أن "تقييم هذا العام كان أصعب من سابقيه؛ بسبب الاضطراب الاقتصادي والتوسع في التوظيف السريع على مدار عدة سنوات ماضية".
من جانبها، توقعت شركة "ألفابت"، الشركة الأم لمحرك البحث جوجل، أن تتراوح تعويضات إنهاء الخدمة بين 1.9 مليار دولار و2.3 مليار دولار، وأعلن سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي للشركة، إنها كانت قد عزمت على تسريح 12 ألف موظف، أي 6% من قوتها العاملة بالعالم، بحلول 20 يناير/كانون الثاني 2022.
بيتشاي أخبر الموظفين في رسالة بريد إلكتروني، أن الشركة شهدت "نمواً مفرطاً [في عدد الموظفين]" خلال العامين الماضيين، وأنها "وظِّفت في ظل واقع اقتصادي مختلف" عما تواجهه اليوم.
تأتي هذه التخفيضات بأعداد الموظفين، بينما أدى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع تكلفة العمالة والنقل، إلى إعاقة الشركات التي كانت قد استعانت بعدد كبير من القوى العاملة خلال جائحة كورونا، عندما ارتفع الطلب على التجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات عبر الإنترنت.
لكن الآن، ومع تضرر طلب المستهلكين من ارتفاع الأسعار وتكاليف الاقتراض، يفكر الكثيرون في خفض الوظائف.