لكل واحدة منها دلالة خاصة.. تاريخ الحلي الأمازيغية “تيزوزاف” في المغرب

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/02 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/02 الساعة 16:05 بتوقيت غرينتش
أساطير الحلي الأمازيغية ودلالاتها /التواصل الاجتماعي

الحلي من القطع الفنية التي تزيد في معظم الأحيان قيمتها مع مرور الزمن، إذ تزخر بلمسات غنية تجمع بين ألوان متباعدة أحياناً، ومتقاربة أحياناً أخرى، تسهم في إثارة الدهشة؛ لما تُضفيه من سحر وبريق، لكن القيمة الحقيقية للحلي التقليدية تكمن في تحريرها من تقييمها المادي، لأنها تمثل أحد روافد الأصالة والعمق التاريخي "للأمازيغ" في التراث المغربي.

فلكل حلي منها معانٍ ومرحلة عمرية خاصة بها، إضافة إلى المكانة الاجتماعية التي تنتمي لها صاحبة الحلي.

تتمتع الزخارف الأمازيغية بحساسية فطرية عالية تجمع بين حقول تشكيلية مختلفة وأشكال هندسية بديعة بكل ما تجود به الذاكرة الشعبية من وشم ورموز ونجوم، يشعر المتأمل لهذه التحف كأنها شخصيات على وشك الاحتفال بفرح أو عيد، وهي في مجملها قِطَعٌ نادرة لن تجد لها نظيراً، لأنها بكل بساطة لم تُصمَّم للبيع، بل هي ذاكرة ملتهبة تتوارثها الأسر.

أساطير وحلي خاصة بالمتزوجة والمواليد الجدد 

حلي على شكل يد مفتوحة تعلَّق مثل دبوس زينة "بروش" مخصصة للمرأة المتزوجة أو للأطفال حديثي الولادة، الخميسة من بين أشهر المجوهرات الأمازيغية، يعتقد أنها تبعد الحسد والعين وتجلب الحظ السعيد لصاحبتها.

عُرف الأمازيغ جنوب المغرب بصناعتهم لهذا الشكل من الحلي، خاصةً سكان مناطق الأطلس المتوسط والكبير، يدخل شكل هذا الدبوس في العديد من أشكال الحلي الأخرى لينتشر فيما بعد إلى ديكورات يستخدمها المغاربة في منازلهم.

في العادات القديمة الأمازيغية تقوم النساء بصناعة مجوهراتهن قبل قدوم العرسان، وغالباً ما تكون هذه المجوهرات فريدة، إذ لا تشبه كل قطعةٍ الأخرى،  فكل منها تصنع لمناسبة معينة، ترتكز الحلي الأمازيغية على النحاس والفضة بشكل كبير.

تزين حلي الفضة بالزمرد وأنواع من الأحجار الكريمة، وفي بعض الأحيان يدخل الذهب في صناعتها وتزيينها، لكن لا تخلو هذه الصناعة من بعض الأساطير.

فحسب مجلة "arabiyat" فإن الزمرد من الأحجار الكريمة المهدئة للأعصاب، لكن في المعتقدات الأمازيغية يرمز إلى الخصوبة والديمومة، فيما استُخدم لتزيين الخلاخيل والأساور لتسكين آلام المفاصل.

بالنسبة للأمازيغ لا تعتبر المجوهرات زينة فقط، فهي تعبر أيضاً عن المكانة الاجتماعية والحالة العائلية لصاحبتها، فلكل فئة عمريةٍ أنواع معينة وأشكال خاصة بها.

فأنواع التاج الأمازيغية تختلف بين البنت غير المتزوجة والمتزوجة، إذ تصبح الزينة أكبر وأثقل بعد الزواج، إضافة إلى التصميم المختلف للحلي، يغلب اللون الأحمر والأخضر في الحلي الأمازيغية؛ لما يحمله اللونان من رموز في الثقافة الأمازيغية.

رموز إسلامية وألوان بمعانٍ خاصة

لا تخلو المجوهرات الأمازيغية "تيزوزاف" من القصص المتوارثة عبر السنين، فالألوان التي تزين الحلي لها دلالاتها الخاصة، فالأخضر رمز للشباب والانطلاقة والحياة الجيدة، أما اللون الأزرق فهو رمز الهدوء والسلام، بينما يرمز اللون الأحمر إلى الدفء والعشق والشجاعة والقوة.

تعتمد فنون النقش في الثقافة الأمازيغية على الخصائص المتنوعة في التشكيل القائم على الطَّرق والمَطِّ والصَّهْرِ والسَّبْكِ والصَّبِّ في قوالب مهيئة مع مراعاة اختيار المعدن اختياراً منطقياً وموفَّقاً بناءً على طواعيته في التكوين والتوليف. 

إضافة إلى الألوان فالأشكال الهندسية هي الأخرى لا تخلو من المعاني الخاصة في المعتقدات الأمازيغية، فالأشكال الدائرية تعني القدسية، لأن المرأة ارتبطت بأشكال كالشمس والقمر، أما الهلال والنجمة فهما رمزان إسلاميان يدلان على التفاؤل. فيما يرمز النخيل في النقوش الأمازيغية إلى الإنتاج والوفرة والرخاء والازدهار والخصب.

الفضة للبوادي والذهب للمدن 

كانت الحلي عند نساء الأمازيغ ترمز إلى الانتماء القبلي، وغالباً تصنع من الفضة في الأرياف والبوادي، فيما يلجأ الأمازيغ في المدن إلى اقتناء الذهب، لكنها بخلاف الحلي عند العرب، تأخذ أحجاماً كبيرة وأشكالاً هندسية بارزة كالمثلث والدائرة والمربعات المنحرفة والمُعَيَّنُ، تلبس فيها النقوش والزخارف أشكال الفتائل.

اسوارة فضية مزينة بمجدول من فضة /Shutterstock
اسوارة فضية مزينة بمجدول من فضة /Shutterstock

الفتائل هي خيوط مفتولة من الفضة أو الذهب لها طابع أمازيغي أصلي، عادةً ما تستخدم هذه التقنية في الأساور أو السلاسل.

تختلف أسعار الحلي حسب المواد المصنوعة منها، فكلما زادت الأحجار الكريمة والمجوهرات زاد السعر، إضافة إلى المادة الأصلية  "ذهب أو فضة" وحجم الحلي نفسها.

تحميل المزيد