اختارت الناشطة الجمعوية الأمريكية من أصل بنغالي، ناظمة خان، تغيير الصورة النمطية عن الحجاب، وكذا الحث على إيقاف المعاملات العنصرية تجاه النساء المحجبات، من خلال إطلاق يوم عالمي للحجاب، وذلك يوم 1 فبراير/شباط من كل سنة.
وحسب ما نشرته وكالة الأناضول، فإن بداية الاحتفال باليوم العالمي للحجاب كانت سنة 2013، من مدينة نيويورك الأمريكية، وهي المدينة التي تعيش وتستقر فيها ناظمة خان رفقة عائلتها منذ الطفولة.
وجاءت فكرة هذا اليوم العالمي من أجل دعوة النساء المسلمات وغير المسلمات لارتداء الحجاب، ولو ليوم واحد فقط، وذلك تضامناً مع النساء اللواتي يتعرضن للتمييز فقط؛ لأنهن يقمن بتغطية شعرهن، وفقاً للدين الإسلامي.
كما أن ناظمة أرادت التعبير عن عدم وجود أي نوع من الاختلاف بين النساء المحجبات وغير المحجبات من خلال شعار "حرة بحجابي"، مشيرة إلى أن اختيار ارتداء الحجاب ليس اضطهاداً أو سجناً، كما يتم الترويج له في بعض وسائل الإعلام الأجنبية.
من التنمر إلى فكرة إطلاق اليوم العالمي للحجاب
ولدت ناظمة خان في بنغلاديش، حيث كانت ترى أن الحجاب لباس عادي لا فرق بينه وبين أي نوع آخر من الألبسة، إلى أن انتقلت إلى أمريكا رفقة عائلتها، لتجد نفسها مضطرة للدفاع عن حجابها أمام المجتمع، وزملائها في المدرسة بشكل يومي، خصوصاً أنها كانت تتعرض للتنمر بشكل مستمر، وكانت ملقبة بـ "النينجا".
التحدي الأكبر الذي واجهته ناظمة خان عندما انتقلت للمرحلة الجامعية، سنة 2001، بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، التي استهدفت برجي التجارة العالمية في مانهاتن، إذ كان ينظر إليها على أنها إرهابية، فقط لأنها مسلمة محجبة.
وقالت ناظمة، حسب ما نشره موقع "sky new"، إنها كانت تشعر أن أحداً قد سرق منها هويتها، إذ كانت تفضل عدم الخروج من المنزل، بعد أن طاردتها وصمة المرأة الإرهابية في شوارع نيويورك.
تعرضت ناظمة للكثير من التنمر والعصرية في تلك الفترة، إلى أن قررت سنة 2010 إطلاق موقع إلكتروني خاص بالنساء المحجبات، اللواتي يتعرضن للإساءة والتنمر، من أجل نشر تجاربهن الخاصة، وإيصال صوتهن للعالم.
وبعد انطلاقته، كان الموقع يعرض عدداً كبيراً من القصص التي تكشف معاناة النساء المسلمات مع العنصرية، خصوصاً اللواتي يعشن في دول غير مسلمة.
وفي سنة 2013، قررت ناظمة تحديد يوم 1 فبراير/شباط، ليكون اليوم العالمي للحجاب، بعد أن أعلنت عن فكرته يوم 21 يناير/كانون الثاني من نفس السنة، وتلقت دعماً كبيراً من طرف عدد كبير من النساء حول العالم، بعضهن غير محجبات، وذلك تعبيراً منهن عن احترامهن لحرية كل امرأة في ارتداء ما تريد، وتقديرهن للمحجبات.
الاعتراف باليوم العالمي للحجاب
ابتداء من سنة 2013 إلى غاية 2016، تم الاحتفال باليوم العالمي للحجاب من طرف 150 دولة عبر العالم، من بينها دول غير مسلمة، أبرزها فرنسا وأمريكا.
كما أن هذا الحدث أصبح يعرف مشاركة عدد مهم من سفراء البلدان، الذين وصل عددهم إلى 33 سفيراً خلال السنوات الخمس الأولى.
وفي سنة 2017، ولأن ناظمة خان أطلقت موقعاً إلكترونياً خاصاً باليوم العالمي للحجاب، من أجل جمع التبرعات، وكذا مساعدة النساء المحجبات اللواتي يتعرضن للتنمر والتحقير، تم تسجيله من طرف ولاية نيويورك الأمريكية على أنه منظمة غير ربحية.
في نفس السنة، استضاف مجلس العموم بالمملكة المتحدة حدثاً للاحتفال بهذا اليوم، بحضور رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أما سنة 2018، فقد استضاف البرلمان الاسكتلندي أيضا فعالية مشابهة لمدة 3 أيام، فيما أعلنت الفلبين أول فبراير/شباط يوماً وطنياً للحجاب في البلاد.
ومع كل سنة، يزداد عدد النساء المشاركات في اليوم العالمي للحجاب، خصوصاً غير المحجبات، إذ يتم تنظيم عدة أنشطة من بينها تجربة ارتداء الحجاب، وكذا نشر صور من طرف نساء غير محجبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل نشر الوعي حول هذا اللباس، وتعزيز التسامح الديني عبر العالم.
فيما يهدف هذا اليوم إلى شرح المعنى من وراء ارتداء الحجاب في الدين الإسلامي، وكذا طرق ارتدائه الصحيحة، والتي يجب أن تتم عن طريق تغطية الجسم بشكل كامل، مع ارتداء ملابس فضفاضة، ليكون صحيحاً.
الاحتفال باليوم العالمي للحجاب سنة 2023
وشارك الحساب الرسمي الخاص باليوم العالمي للحجاب، نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2023، صوراً لعدد من النساء الأمريكيات، اللواتي شاركن في الحدث الذي تم تنظيمه في كنيسة القديس بيتر، والذي يهدف إلى تمكين المجتمع من فهم الحجاب بشكل أفضل.
فيما تمت مشاركة منشور، تدعو فيه القوات المسلحة الفلبينية جميع النساء لارتداء الحجاب وتجربته ليوم واحد على الأقل، احتفالاً باليوم العالمي للحجاب.
وفي الساعات الأولى من أول يوم في شهر فبراير/شباط، تمت مشاركة عدة منشورات لنساء مسلمات اللواتي قررن نشر التوعية عن الحجاب خلال هذا اليوم، من بينهن فتيات من أستراليا، واليابان، وماليزيا.
إضافة إلى تقديم ندوة خاصة، عرضت بشكل مباشر عبر اليوتيوب وفيسبوك، من تقديم ناظمة خان، ومجودة القرآن مريم جزايم، وبمشاركة عدد من النساء المنخرطات في مجال الجمعوي النسوي.