أصدرت شركة OpenAI، المنتجة لبرنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT، أداة مصممة للكشف عن النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي، لكنها نبَّهت إلى أن الأداة لم يكتمل اعتمادها حتى الآن، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
في مدونة منشورة يوم الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني 2023، أعلن مختبر الأبحاث التابع لشركة OpenAI عن أداة تصنيف للنصوص دُرِّبت للتمييز بين النصوص التي كتبها إنسان والنصوص التي تكتبها برامج الذكاء الاصطناعي في العموم، وليس تطبيق ChatGPT وحده.
الذكاء الاصطناعي في مواجهة الخداع الأكاديمي
فيما قال باحثو الشركة إنه وإن كان "يستحيل الكشف عن جميع النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي من غيرها بدرجة موثوقة تماماً"، فإن أدوات التصنيف الجيدة يمكنها التقاط بعض الإشارات التي تكشف النص المكتوب بالذكاء الاصطناعي. وقد تكون هذه الأداة مفيدة في حالات استخدام الذكاء الاصطناعي لـ"الخداع الأكاديمي"، واستعمال روبوتات الدردشة في المحادثات على أساس الزعم بأنهم بشر.
ومع ذلك، فقد أقرَّ الباحثون بأن أداة الكشف الجديدة "غير جديرة بالثقة التامة بعد"، وأنها لم تنجح في الكشف إلا عن 26% من النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي من غيرها. وقد أخطأت في تصنيف بعض النصوص التي كتبها بشر على أنها نصوص مكتوبة بالذكاء الاصطناعي بنسبة بلغت 9%.
وأوضح الباحثون أن "كفاءة الأداة في تصنيف النصوص تتحسن عادةً مع زياة طول النص المُدخل للعرض عليها. وإذا قارنَّا هذه الأداة إلى الإصدارات السابقة، يتبين لنا أنها أعلى كفاءة بكثير في الكشف عن النصوص التي كتبتها برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة".
يُشار إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT قد أثار منذ إطلاقه للجمهور مخاوف جمة بين المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم من إمكان استخدامه في الغش بالامتحانات والتقييمات.
وفي هذا السياق، حثَّت هيئات أكاديمية بريطانية أساتذة الجامعات على إعادة النظر في برامج التقييم بدوراتهم التعليمية، وقررت بعض الجامعات حظر التطبيق تماماً والعودة إلى الاختبارات بالقلم والورق لمنع الطلاب من استخدام الذكاء الاصطناعي.
قالت مُحاضرة أكاديمية بجامعة ديكِن الأسترالية إن نحو خُمس التقييمات التي تولت تصحيحها خلال الصيف تبيَّن أن الطلاب استخدموا فيها أدوات الذكاء الاصطناعي. وحظرت مجموعة من الدوريات العلمية استخدام ChatGPT في إعداد الدراسات البحثية.
من جهة أخرى، قالت شركة OpenAI إن أداة تصنيف النصوص بها بعض أوجه القصور، منها ضعف كفاءتها في التعامل مع النصوص التي تقل عن ألف حرف، فضلاً عن ارتكابها أخطاء في تمييز بعض النصوص البشرية وتصنيفها نصوصاً مكتوبة بالذكاء الاصطناعي. وقال الباحثون إن الأداة ينبغي أن يقتصر استخدامها على النصوص الإنجليزية؛ لأنها "أضعف أداء بكثير" في اللغات الأخرى، ولا يمكن الاعتماد عليها في نصوصها.
ولفتت الشركة إلى أنه "لا ينبغي استخدام هذا التطبيق ليكون أداة أساسية في تصنيف النصوص، وإنما أداة مكملة لتصنيف مقاطع معينة من النصوص". وحثَّت المؤسسات التعليمية على مشاركة تجاربها في استخدام ChatGPT في الفصول الدراسية.