قرر عدد من المتاحف إزالة كلمة "مومياء" من الملصقات التي تصف الرفات البشري في أقسام الآثار المصرية؛ لأنها تعتبر "غير إنسانية" وذات ماضٍ استعماري، وتعويضها بتعريف آخر، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
الصحيفة البريطانية أوضحت في تقرير لها، الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، أن أمناء المتاحف قرروا تسميتها عوضاً عن ذلك "رُفات محنط" واستخدام اسمها أو جنسها المعروف في المعلومات التي تُعرِّف الزوار بها.
يقول المتحف البريطاني إنه يريد أن يؤكد لزائريه أنه يراعي "أشخاصاً كانوا يوماً على قيد الحياة"، فيما تقول المتاحف الوطنية في أسكتلندا ومتحف الشمال العظيم: هانكوك في نيوكاسل، إن من ضمن أسباب قرارهم إلغاء مصطلح "مومياء" أنه ينطوي على ماضٍ استعماري ويستحضر صور وحوش وكائنات خارقة.
بينما قال جو أندرسون، مساعد حارس الآثار في متحف غريت نورث، إنه يتبع رأي الدكتورة مارغريت ميتلاند، المنسقة الرئيسية لآثار البحر المتوسط في المتاحف الوطنية في أسكتلندا.
كما كتب أندرسون في منشور: "أوضحت لي كيف أن كلمة mummy لها ماض استعماري، فهي مشتقة من الكلمة العربية "مومياء" التي تعني"قار". وفي هذا تذكير بالقرنين الـ 18 والـ 19 حين كانت بقايا المومياوات تجمع بأعداد كبيرة ويجري تكسيرها لتوفير بعض المكونات لأغراض طبية أو للطلاء".
أضاف: "كلمة "مومياء" الآن غالباً ما تستحضر صورة مخلوق أو وحش خارق للطبيعة. وباستخدامنا مصطلحات مثل "شخص محنط"، يمكننا البدء في تغيير نظرتنا ورؤية هذا الرفات على حقيقته، فهي ليست مجرد أشياء أو عجائب مثيرة للفضول، ولكنهم بشر حقيقيون كانوا على قيد الحياة يوماً ولديهم معتقدات تفصيلية عن الكيفية التي يجب أن تُعامل بها أجسادهم بعد الموت".
بينما قالت متحدثة باسم المتاحف الوطنية في أسكتلندا: "كلمة "مومياء" ليست غير صحيحة، لكنها تجرد من الإنسانية، في حين أن استخدام مصطلح "شخص محنط" يشجع زوارنا على التفكير في هذا الشخص".
فيما انتقد البعض إزالة مصطلح "مومياء" من ملصقات المتحف. وقال جيريمي بلاك، مؤلف كتاب Imperial Legacies: The British Empire Around The World، لصحيفة Mail On Sunday: "فصل المتاحف نفسها عن الثقافة الشعبية يشي بأنها تزدري الطريقة التي نفهم بها جميعاً الكلمات والمعاني والتاريخ".