تختبر شركة رينتوكيل Rentokil، وهي أكبر شركات العالم لمكافحة الآفات، منظومة تعرُّف على الوجه لإبادة الفئران في المنازل، وقالت الشركة إنها طورت هذه المنظومة بالتعاون مع شركة "فودافون" على مدار 18 شهراً.
تعمل منظومة المراقبة، التي يجري اختبارها في منازل حقيقية، على تتبع عادات القوارض وتُحللها في نفس اللحظة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبعدها يساعد مقر قيادي مركزي في تحديد مكان وكيفية قتل الفئران التي ترصدها الكاميرات، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، 21 يناير/كانون الثاني 2023.
الرئيس التنفيذي لشركة رينتوكيل، آندي رانسوم، قال في تصريح لصحيفة Financial Times: "تقنية التعرف على الوجه ستساعدك على أن تدرك أن جرذاً ما يتصرف بشكل مختلف عن جرذ آخر".
أضاف رانسوم: "ستتمكن المنظومة دائماً من معرفة الفأر الذي يعود، وأين يتغذى، وأين ينام، والضرر الذي يتسبب فيه، وأي جزء من المبنى يأتي منه، ومن أين يدخل إلى المبنى، وما إن كان نفس الفأر الذي تسبب في مشكلة الأسبوع الماضي".
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه أثناء تطوير المنظومة، كانت شركة رينتوكيل تتابع الفئران في بيئة مزودة بكاميرات ترصد أنماط سلوكها، ويتيح التعلم الآلي المعتمد على الذكاء الاصطناعي بناء قدرات رصد الفئران وتعرفها.
من ضمن الزبائن الذين يجربون هذه المنظومة الجديدة مصانع الأغذية والمكاتب، وتعتزم شركة رينتوكيل توسيع نشاطها، واستحوذت على 300 شركة منذ عام 2016، وفقاً لتقارير.
تستهدف الشركة "مدن المستقبل" في البلدان التي قد تشهد قريباً طفرة في أعداد الآفات، مثل الصين والهند وإندونيسيا.
يقول رانسوم: "إذا أمكنك تحديد المدن التي ستشهد طفرة هائلة في السكان، فلك أن تستنتج إلى حد بعيد أنها ستواجه مشكلات كبيرة في القوارض".
قد تمثل هذه المنظومة حلاً ناجعاً لإنهاء معاناة المدن التي تتكلف في مواجهة الفئران، فمثلاً كانت بلدية نيويورك قد أعلنت عن حاجتها إلى من يشغل وظيفة مسؤول عن إحدى إداراتها المختصة بإعدام ملايين الفئران، المنتشرة في المدينة وضواحيها.
يتقاضى من يحصل على هذا المنصب "الدموي" ما بين 120 و170 ألف دولار سنوياً، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة، 2 ديسمبر/كانون الأول 2022.
يعتقد أن عدد الفئران في نيويورك يساوي عدد البشر، أي نحو 9 ملايين، وكان الروائي الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز أثار هذه المسألة، بعدما زار المدينة عام 1842.
في سياق متصل، اكتشف العلماء مؤخراً أن الفئران لا يمكنها مقاومة الإيقاع الموسيقي، وتتحرك معه في الحال، وكان يُعتقد سابقاً أن هذه القدرة يختص بها البشر.
وقال الدكتور هيروكازو تاكاهاشي، من جامعة طوكيو: "أظهرت الفئران استجابة فطرية- أي دون أي تدريب أو تعرض مسبق للموسيقى- مع الإيقاع الموسيقي"، وأضاف: "الموسيقى جاذبيتها قوية للدماغ، ولها تأثيرات عميقة على المشاعر والإدراك".