جندي احتياط سابق بالجيش الأمريكي، اكتسب شهرة واسعة تحت اسم "روفمان"، لم تكن هذه الشهرة من الناحية الإيجابية، بل اشتُهر بسرقته المتعددة، لم يكن "روفمان" يستهدف البنوك أو متاجر الذهب، بل كان يسرق سلسلة مطاعم ماكدونالدز.
قد تبدو الخطة للوهلة الأولى بليدة، لكن "روفمان" كان يعي جدياً ما يقوم به، فمطاعم ماكدونالدز لها نفس الشكل الداخلي، ما يعني إذا نجحت الخطة الأولى فقد لا يحتاج إلى وضع خطة جديدة، بالإضافة إلى أن المطاعم غير مزودة بأجهزة أمنية، ومنتشرة بكثرة، ما يصعب معه توقع المطعم المستهدف في المرة المقبلة.
سطو من السقف لمطاعم ماكدونالدز
بدأ روفمان بسرقة المطاعم سنة 1998، حيث بدأت الخطة بحفر بسقف المطعم من أعلى، والانتظار إلى الساعة الخامسة صباحاً عند وصول عمال المطعم، ثم يقوم بسرقة المطعم.
حسب الموقع الأمريكي "ranker" يقول ضحاياه إنه كان لطيف الكلام وغير عدواني، فبعد تأكده من نجاح مهمته يطلب من عمال المطعم ارتداء معاطفهم، ثم يقوم بسجنهم في غرفة التبريد.
استمر روفمان على نفس الخطة، لكنه كان في كل مرة يستهدف أحد فروع ماكدونالدز في مدينة أو ولاية مختلفة، ما جعل الشرطة لا تتوقع المطعم المستهدَف في العملية المقبلة، إذ أصبح من الصعب تحديد عدد جرائم السطو التي قام بها خلال فترة سرقته.
وبحكم تطبيق نفس الخطة في كل الجرائم تمكن روفمان من سرقة 40 ماكدونالدز على مدار عامين قبل القبض عليه، إذ قرر روفمان المغامرة بسرقة مطعمين في سنة 2000، فقام روفمان كعادته بالسطو على أحد المطاعم في الساعة 5 صباحاً.
بعد هروبه كعادته حاوطت الشرطة المدينة، وبدأت بالبحث مجدداً عن اللص؛ ليقوم بالسطو على مطعم آخر يبعد قرابة 60 كلم عن المطعم الأول، لكن في هذا اليوم لم يكن الحظ لصالحه، إذ لم يُحكم إغلاق غرفة التبريد قبل هروبه؛ ليقوم صاحب المطعم بالاتصال بالشرطة التي ألقت القبض عليه على مقربة من المطعم.
الهروب الماكر لروفمان من سجن براون
حكمت المحكمة على روفمان بـ45 عاماً من السجن، ونُقل إلى سجن براون كريك في شمال كارونيا، وبسبب سلوكه الجيد داخل السجن سمح له بالعمل في ورشة الآلات، الشيء الذي منحه الفرصة التي سمحت له باستكشاف السجن بشكل أفضل.
بدأت خطة روفمان بالهروب من السجن من خلال شاحنة حمل البضائع، لكنه انتبه إلى التفتيش الدقيق لها، لهذا قرر صناعة لوح خشبي أسود لوضعه أسفل الشاحنة والجلوس فوقه، الأمر الذي سيشكل حاجزاً بينه وبين مرآة تفتيش أسفل الشاحنة.
انتظر روفمان أحد الأيام الممطرة؛ لأن المرآة تكون مبللة بسبب الأمطار، بالإضافة إلى عدم تدقيق الشرطة في تفتيش الشاحنة.
بعد بضع ساعات انتبهت الشرطة لهروب روفمان، وبدأت بالبحث عنه في جميع الأماكن المحتمَل هروبه إليها، لكن روفمان قرر عدم الابتعاد عن السجن، ولم يقم بأي اتصال أو أي تحرك قد يتسبب في القبض عليه.
بدأ روفمان بالبحث عن مكان ليستقر فيه، ووفقاً لصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية دخل إلى متجر متخصص في بيع الألعاب ومنتجات الأطفال، وخلال بحثه وجد مكاناً صغيراً بين الحائط ورفوف المنتجات، فدخل إليه ونام فيه تلك الليلة.
بدأ روفمان بالنوم خلال الصباح والاستيقاظ بعد خروج عمال المتجر، ثم قام بأخذ بعض الأغراض التي قد يستخدمها في مخبئه مثل الغطاء والأكل وتلفاز صغير وغيرها، ليبدأ في التخطيط لسرقة المتجر الذي يجلس فيه.
وضع روفمان العديد من كاميرات المراقبة التي يستخدمها الآباء لمراقبة أبنائهم من خلال أخذها من المتجر الذي يشتغل به ومراقبة تحركات عمال المتجر، ثم بدأ يغير أوقات عمل الموظفين، لكنه بدأ يبحث عن مكان لكي يهرب إليه بعد قيامه بعملية السرقة.
سرقة متجر الألعاب والأعمال الخيرية
على مقربة من متجر الألعاب توجد بناية مهجورة، ما دفع روفمان إلى حفر سرداب يربط بين المتجر والبناية لكي يتمكن من الهروب بعد تنفيذ خطته، بعد نجاحه في الوصول إلى المكان الآخر، قام روفمان بالسطو على متجر الألعاب والاستيلاء على قرابة 15 ألف دولار أمريكي.
تم توجه بسرعة إلى احدى الأبواب التي تصدر صفارات إنذار لكي يوهم العمال بالمتجر أنه هرب إلى الخارج، فيما توجه هو إلى مخبئه السري، وبدأ في مراقبة تحركات العمال والشرطة التي توجهت وحاوطت المدينة.
انتظر روفمان في مخبئه إلى حين تخلي الشرطة على القضية وأصبح يخرج إلى المدينة ويذهب إلى الكنيسة، كما أنه أصبح يقوم بعمل جماعي خيري، إذ يزور دور الأيتام ويعطي الألعاب التي يسرقها من المتجر خلال الليل إلى الأطفال.
خلال هذه المدة تعرف روفمان على امرأة في المدينة، وأخبرها أنه في مهمة حكومية سرية، ليقرر فيما بعد سرقة متجر الألعاب مرة أخرى لكي يتمكن من الزواج بها، مثل المرة الماضية قام روفمان بسرقة المتجر والتوجه إلى نفس البوابة، لكن في هذه المرة لم تشتغل صفارات الإنذار، لتبدأ الشرطة بالبحث عنه داخل المركز التجاري.
الحب وإلقاء القبض على روفمان
بعد تفتيش الشرطة للمركز التجاري تمكن من العثور على المخبأ السري لروفمان، لكنها لم تتمكن من العثور عليه، في البداية لم تكن الشرطة تعرف المشتبه فيه إلا بعد العثور على البصمات التي دلتها مباشرة إلى روفمان.
نشرت الشرطة صوره في المدينة لتكتشف أنه كان في زيارة مستمرة للكنيسة، إذ شهد العديد من الناس أنه في علاقة مع سيدة بالمنطقة، تسكن على مقربة من الكنيسة، لتتوجه الشرطة إلى منزلها وتبدأ في التحقيق معها.
في البداية لم تتقبل المرأة الأمر، لكن الصور المقدمة من طرف الشرطة جعلتها تخبر الشرطة بقدومه في المساء لحضور عيد ميلاد أحد أطفالها، الأمر الذي حدث بالفعل.
تمكنت الشرطة من إلقاء القبض عليه بعد قدومه إلى منزل المرأة، وحكمت عليه المحكمة بـ47 سنة، فيما نُقل إلى أحد أشد السجون حراسة في الولايات المتحدة، وتم عدم السماح له بالخروج من الزنزانة إلا ساعة واحدة في اليوم.