انتقلت مجموعات من الباحثين عن الكنوز إلى النهر الشرقي لمدينة نيويورك الأمريكية، بعد سماع ضيف على بودكاست الممثل الكوميدي، جو روغان، يدّعي أن هناك كميات هائلة من عظام الماموث تعود إلى عصور ما قبل التاريخ أُلقِيَت في النهر في الأربعينيات من القرن الماضي.
شبكة Bloomberg الأمريكية، قالت، السبت، 14 يناير/كانون الثاني 2023، إنه رغم عدم وجود أدلة تدعم القصة، فإن الباحثين عن الكنوز الذين يستخدمون القوارب وأجهزة الغوص والتكنولوجيا، مثل الكاميرات التي تعمل عن بُعد، قد ذهبوا للبحث، على أمل أن تكون أنياب الماموث الصوفي موجودة في المياه العكرة للنهر.
من جانبه، قال دون جان، 35 عاماً، من نورث أرلينغتون بولاية نيوجيرسي، وهو غواص تجاري خرج للبحث منذ أوائل الأسبوع الماضي مع شقيقه وعاملين: "أعتقد أن الفرص جيدة مثل اليانصيب، والناس يشترون هذه التذاكر كل يوم".
أما عامل مناجم الذهب جون ريفز، فقد كان لديه شغف بالحفريات و"تجربة جو روغان" في حلقة بُثت في 30 ديسمبر/كانون الأول، للحديث عن أرضه، حيث اكتشف شخصياً العديد من العظام القديمة والأنياب.
بقايا الثدييات
وفي النصف الأول من القرن العشرين، اكتشف التنقيب عن الذهب مجموعة من بقايا الثدييات التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
أُحضِرَت بعض هذه المواد إلى مدينة نيويورك منذ عقود لتسليمها إلى المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي.
واستشهد ريفز بمسودة تقرير وضعه 3 رجال، من بينهم رجل عمل في المتحف، تضمَّن إشارة إلى بعض الحفريات والعظام التي اعتُبرت غير مناسبة، فألقاها المتحف في النهر.
قال ريفز لروغان: "سأبدأ في البحث عن العظام". وقال: "سنرى ما إذا كان لدى أي شخص شعور بالمغامرة"، وأضاف لاحقاً: "دعني أخبرك شيئاً عن عظام الماموث وأنياب الماموث، إنها قيِّمة للغاية".
بعد بث الحلقة، ألقى المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي مياهاً باردة مثل النهر الشرقي في الحكاية.
وقال في بيان: "ليس لدينا أي سجل للتخلص من هذه الحفريات في النهر الشرقي، ولم نتمكن من العثور على أي سجل لهذا التقرير في أرشيف المتحف أو في مصادر علمية أخرى".
وعندما تواصلت وكالة Associated Press الأمريكية مع ريفز عبر الهاتف، رفض التحدث وطلب في المقابل من أحد المراسلين قراءة صفحات المسودة التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي قبل إنهاء المكالمة. ولم يرد على مكالمات ورسائل بريد إلكتروني أخرى.
قصة العظام
حددت الصفحات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن 3 رجال هم المؤلفون: ريتشارد أوزبورن -عالم أنثروبولوجيا، وروبرت إيفاندر -الذي عمل سابقاً في قسم علم الأحافير بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، وروبرت ساتلر -عالم آثار مع مجموعة من قبائل ألاسكا الأصلية.
قال ساتلر، الذي وصلت إليه وكالة Associated Press إن قصة العظام الملقاة في النهر جاءت من أوزبورن، الذي توفي عام 2005.
وأضاف ساتلر أن الوثيقة التي استشهد بها ريفز حقيقية، وكُتبت في منتصف التسعينيات. لكنه لم يكن شيئاً مخصصاً لمجلة أكاديمية. لقد كانت نقطة انطلاق لشيء ما -ربما كتاب- بناءً على معرفة أوزبورن بفترة ألاسكا عندما اكتُشِفَت بقايا الماموث بكثرة. وكان والد أوزبورن يعمل في شركة حفر.
قال ساتلر إن أوزبورن أمضى بعض الوقت حول العملية عندما كان شاباً، وربما سمع قصة فائض العظام الذي أُلقِيَ في النهر. وقال ساتلر إنه ليس لديه أي تفاصيل تتجاوز ذكريات أوزبورن.
وتابع: "كان سيحصل على بعض المعرفة من شخص ما يخبره أنهم ألقوا بعض المواد الزائدة في النهر الشرقي".
واكتُشِفَت بقايا الماموث في ألاسكاَ ووُضِعَت في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، بما في ذلك بعضها لا يزال معروضاً حتى اليوم.