“بداية حقبة جديدة”.. شركات أدوية عالمية تطور علاجات لإنقاص الوزن في ظل الارتفاع الكبير لمبيعاتها

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/14 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/14 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
عقارات من شركة فايزر/رويترز

بعد أن استجابت شركات ومختبرات الأدوية قبل 3 سنوات لجائحة كورونا من خلال إنتاج لقاحات فيروس، أصبحت الآن تحوّل اهتمامها نحو أدوية السمنة، التي ازداد الطلب عليها في السنوات الأخيرة، حسب ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.

وتتوجّه الشركات، بما في ذلك شركتي Eli Lilly & Co. (إيلي ليلي) وPfizer (فايزر)، شركة Novo Nordisk A/S (نوفو نورديسك)، وهي أول شركة تدخل إلى السوق بحقن Wegovy (ويغوفي) عالية الفعالية، التي تحاكي هرموناً مرتبطاً بالوزن يُسمَّى GLP-1، إلى علاجات السمنة.

وكانت شركة Amgen Inc. أيضاً بين الشركات التي حضرت مؤتمر جي بي مورغان للرعاية الصحية هذا الأسبوع بدواء محتمَل للسمنة، إذ تستهدف الشركات السوق بإصدارات أدوية إمَّا تذيب المزيد من الكيلوغرامات، أو تُستخدَم بجرعات أقل، أو لا تتطلَّب الحقن.

وكان البحث عن علاج آمن وفعَّال لإنقاص الوزن طويلاً وشاقاً. فازدادت وصفات مزيج دواء Fenfluramine (فينفلورامين) وPhentermine (فينترمين)، والمعروف شعبياً باسم Fen-phen (فين فين)، لأكثر من 18 مليوناً عام 1996، بعد نجاح دراسة صغيرة، ثُمَّ انهارت بعد ربطها بأمراض القلب وخطر الوفاة. 

إنقاص الوزن السمنة
صورة تعبيرية/ Istock

إذ تقول شركات الأدوية الآن إنَّ التقدُّم العلمي ونتائج خسارة الوزن الواعدة الناتجة عن فئة جديدة من عقاقير مرض السكري المُعاد استخدامها لغرض آخر تُحفِّز عودة كبيرة لأدوية علاج السمنة.

فيما قال دانيال سكوفرونسكي، كبير المسؤولين العلميين في شركة إيلي ليلي، في مقابلة: "هذه بداية حقبة علاجية جديدة كلياً". وتُكمِل ليلي، وهي واحدة من المنافسين الرئيسيين لشركة نوفو في الأنسولين وعلاجات السكري الأخرى، تجربة ثانية في مرحلة متقدمة لعقار Tirzepatide (تيرزيباتايد) القابل للحقن، وأظهرت تجربة أخرى العام الماضي أنَّ العقار ساعد المرضى في خسارة أكثر من 20% من وزنهم.

محاكاة الهرمونات

GLP-1 هو نوع من هرمونات الإنكريتين، وهو هرمون يُفرَز من الجهاز الهضمي يخبر الجسم بأنَّ الطعام قد أُكِل. وتطوِّر شركتا ليلي ونوفو منذ سنوات أدوية تستهدف مُستقبِلات الإنكريتين، أولاً من أجل مرض السكري، والآن من أجل السمنة.

قال سكوفرونسكي إنَّه يبدو أنَّ هذه الأدوية الجديدة، بمحاكاتها لهذه البيولوجيا الطبيعية، تجعل الناس يشعرون بجوع أقل. وهي تساعد أيضاً في تقليل مستويات السكر في الدم، وهو ما يمكن أن يساعد الكثير من الأشخاص المصابين بالسمنة والسكري معاً.

زيادة الوزن
زيادة الوزن|shutterstock

وهناك أنواع عدة لهرمونات الإنكريتين، وتستهدف أدوية الجيل التالي أهدافاً متعددة على أمل مساعدة المرضى على فقدان المزيد من الكيلوغرامات. فعقار تيرزيباتايد من شركة ليلى، على سبيل المثال، يحاكي نوعاً ثانياً من الإنكريتين، جنباً إلى جنب مع هرمون GLP-1، وكذا يفعل عقار AMG 133 التجريبي من شركة أمجن.

ولدى بورصة وول ستريت توقعات كبرى بخصوص فئة الأدوية هذه، في ظل اعتبار 3 من بين كل 4 أمريكيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. ووفقاً لمحللي شركة Cowen Inc.، سيصل سوق السمنة الإجمالي إلى نحو 30 مليار دولار بحلول عام 2030، على أن يشهد عقار تيرزيباتايد من شركة ليلي أكثر من 11 مليار دولار من تلك المبيعات. ومن شأن ذلك أن يتجاوز مبيعات ويغوفي من شركة نوفو البالغة أكثر من 7 مليارات دولار.

لكنَّ التكلفة العالية للأدوية –يُكلِّف عقار ويغوفي 1350 دولاراً شهرياً- وعدم تغطية التأمين الصحي لأدوية السمنة يمثل عائقاً رئيسياً للإقبال عليها.

وعلى الرغم من أنَّ عقار AMG 133 من شركة أمجن في مرحلة التجارب المبكرة، فإنَّه بالفعل محطّ تركيز من المستثمرين. فوفقاً للنتائج التي نُشِرَت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهد المرضى الذين تناولوا جرعات عالية متوسط خسارة 14.5% من وزنهم بعد 12 أسبوعاً من العلاج في مرحلة التجارب المبكرة.

وتختبر شركة فايزر هي الأخرى عقارين يستهدفان مسار هرمون GLP-1. وفي حين أنَّ ويغوفي هو عقار للحقن، فإنَّ عقاري فايزر يمكن تناولهما في صورة أقراص، وهو ما تراهن الشركة على أنَّه سيُمثِّل ميزة حاسمة.

استخدام بدون تصريح

يوجد عقار تيرزيباتايد من شركة ليلي، معروضاً في السوق لعلاج مرض السكري تحت اسم Mounjaro (مونجارو). وفي حين أنَّه لم تتم الموافقة بعد على استخدامه لعلاج السمنة، يرشحه بعض الأطباء بالفعل من أجل المساعدة في خسارة الوزن. ويُسمَح للأطباء بوصف أدوية لاستخدامات غير مُصرَّح بها بعد، وهي ممارسة تُسمَّى "الوصف بدون تصريح". وأدَّى الطلب على مونجارو وOzempic (أوزمبك)، وهو عقار آخر يستهدف هرمون GLP-1 من شركة نوفو، بالفعل إلى نقص في هذين الصنفين.

وقال سكوفرونسكي إنَّ شركة ليلي بدأت في تقديم مستندات الطرح لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو ما سيسمح لها بتقديم البيانات الجديدة للإدارة بشكل سريع جداً قرب منتصف العام، بافتراض نجاح تجارب المرحلة النهائية. وقال إنَّ العقار قد يُطرَح في السوق لعلاج السمنة بحلول نهاية العام، وهو ما يتوقَّف على ما ومتى تُقرِّره الجهات التنظيمية.

وتعمل الشركة على التأكُّد من امتلاكها ما يكفي من عقار تيرزيباتايد، حتى لا تكرر مشكلات الإمدادات التي أصابت شركة نوفو. كما أنَّها تختبر العقار على حالات مرضية مرتبطة بالسمنة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم والسكتة القلبية؛ لترى ما إن كان المرضى سيستفيدون منه، فيما قال سكوفرونسكي: "إنَّنا نضيف مصانع جديدة وننتجه بأسرع ما يمكننا. الإمكانات هنا كبيرة".

علامات:
تحميل المزيد