أدى تعرض إميم توماس للتعليقات الساخرة على جسمها "الضخم" من جانب زملاء لها بالمدرسة في جنوب نيجيريا، إلى هزّ ثقتها بنفسها في البداية، ولكنه دفعها أيضاً إلى إيجاد نفسها بعد أن أسست فرقة حراسة خاصة، أعضاؤها فقط من الإناث.
بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، فقد وجدت إميم توماس مجالاً متخصصاً يقدر الأجسام ذات "الوزن الزائد" كما تصفها الآن بكل فخر.
إذ أسست إميم (37 عاماً)، فرقة الحراسة Dragon Squad Limited (فرقة التنين المحدودة) في عام 2018، وبدأت توظف النساء اللواتي يتمتعن بوزن وشكل معينين، لتخلق مساحةً آمنة لذوات الوزن الزائد حتى يتفوقن في مجال يهيمن عليه الرجال عادةً.
وأوضحت: "يتألف فريقي من النساء ذوات الوزن الزائد فقط. وإذا كان لديك جسم زائد الوزن فهذا رائع بالنسبة لي، ويحظى بأولوية تسبق الحديث عن شغفك ومؤهلاتك الأخرى".
بينما قالت أصغر أعضاء الفرقة بيس فيغوروس (23 عاماً): "يتوقع الناس منا أن نبقى في المطبخ أو نضع المكياج وغير ذلك من الأدوار الأنثوية، لكن الانضمام لهذه الفرقة أنار بصيرتي".
وقدمت مجندات فرقة التنين، البالغ عددهن 43 مجندة، خدماتهن الأمنية في نحو 2000 فعالية تشمل الحفلات المنزلية، والجنازات، والتجمعات السياسية، والنوادي الليلية.
وتحمل حارسات الفرقة أجهزة الاتصال اللاسلكي، والأحذية عالية الرقبة، والنظارات الداكنة، ورذاذ الفلفل.
فيما قالت إميم إن خطر التعرض للتحرش في أثناء العمل "يُعَدُّ من الأمور التي تدور في ذهننا باستمرار. ونجهز أنفسنا لذلك دائماً، ولحقيقة أن الرجال سينظرون إلينا باحتقار".
تحوّل إلى النقيض
واكتسبت النساء المهارات، والقوة، والثقة التي تُعَدُّ الجانب الأهم بالنسبة لإميم. وأردفت إميم أن "غالبيتهن كن خجولات دائماً. ولا يقدرن على الكلام"، كما كانت إميم نفسها انطوائيةً بسبب وزنها.
ويمكن أن تُمثّل السلوكيات اللافتة للأنظار تحدياً خاصاً للنساء اللواتي اعتدن تجنب أعين الناس، ومنها سلوكيات مثل الوقوف أمام الجمهور أو إصدار الأوامر.
لكن الثقة التي اكتسبتها إميم حديثاً أحدثت تحولاً في حياتها الاجتماعية والعائلية داخل مدينة أويو، التي تقطنها مع طفليها. ولم تُعد تعتبر نفسها انطوائيةً أو تخجل من المشاركة في الفعاليات.
كما دفعتها فرقة التنين إلى الدفاع عن حقوق الفتيات والنساء. حيث ينتشر العنف داخل نيجيريا، التي تعاني من أحد أعلى معدلات الاعتداء الجنسي في العالم. وترى إميم أن التغيير يأتي عن طريق "كسر القيود"، من أجل عرض ما تقدمه النساء لمختلف قطاعات المجتمع.
وتؤمن إميم بأن الحارسات الإناث "لديهن طريقة خاصة في القضاء على المخاطر"، عن طريق الاستماع إلى مثيري المشكلات والضحايا بطريقةٍ تحتاج لصبرٍ لا يتحلى به غالبية الرجال.
وأردفت: "لا أرى سبباً يحول دون منح النساء الفرصة". ولهذا تقول لأفراد فرقتها عندما يتعثرون: "واجِهوا الجمهور وكونوا على طبيعتكم. يجب أن يراكم ويعرفكم الناس".