كان ميكي فيذرستون هو الرجل الثاني في العصابة الأيرلندية الويتيز بعد "جيمي كونان"، وهي عصابة شديدة العنف عُرفت بانشغالها في ولاية مانهاتن الأمريكي خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
إذ نسبت هيئة إنقاذ القانون ما لا يقل عن 30 جريمة قتل إلى العصابة بالإضافة إلى اعتبار ميكي فيذرستون أحد أشرس أعضائها.
عُرف ميكي بالرجل مختل المزاج الذي يقتل بدون أي سبب حتى ولو كان من أقرانه القتلة، حتى أطلق عليه اسم القاتل الوحشي.
أصبحت إدانة العصابة صعبة مع المدة بسبب رجالها مثل فيذرستون، بسبب الرعب الذي تسببوا به للشهود المحتملين بالإضافة إلى استعدادهم للقتل بسرعة، بحلول أواخر السبعينيات، أصبحت عصابة الويستيز ذراعاً تنفيذية لعائلة جامبينو المخيفة بنفس القدر، ونفذوا عمليات محددة وشاركوا في الأرباح الأسبوعية.
لكن سقوط العصابة في النهاية جاء بفضل ميكي فيذرستون نفسه، بعد أن اتُّهِمَ بقتل مايكل هولي في عام 1985. وقد سعى فيذرستون، الذي أدين خطأً بارتكاب جريمة قتل، إلى تبرئة اسمه من خلال أن يصبح شاهداً حكومياً.
مطبخ الجحيم وشباب ميكي فيذرستون
في 2 سبتمبر/أيلول 1948 وُلد فرانسيس "ميكي" فيذرستون في شارع ويست 43، عند بلوغه سن 10 كذب ميكي بشأن عمره ثم انضم إلى الجيش؛ إذ برع في التدريب وهو ما خوله للدخول إلى القوات الخاصة، لكنه أصيب بعدها بخيبة أمل بسبب عدم إرساله للقتال كباقي أصدقائه والاكتفاء بتشغيله كاتبَ مخزن.
هذا الوضع تسبب في إدمانه الكحول، كما عوقِبَ تأديبياً في القوات المسلحة لأفعال مختلفة من الأذى الإجرامي بعد عام واحد فقط من بقائه في الجيش. ادعى أنه يعاني من الهلوسة، وقُرِّرَ تسريحه طبياً في عام 1967.
بعد عودته إلى مسقط رأسه وجد ميكي نفسه متورطاً في أشكال أكثر خطورة من الأذى الإجرامي، إذ كان جنون العظمة والعنف الذي يعاني منه ميكي يواكبان مستوى السُكر الذي لازمه، لكنه تمكن إلى حد كبير من تجنب العواقب الناجمة عن مغامراته العنيفة.
سنة 1975 شكل ميكي رابطة مع رجل عصابات خطير آخر ويدعى جيمي كونان، وهو قاتل ذو سمعة سيئة وشرسة، رغم ملامحه التي لا تبدو عليها هذه الصفات أبداً، ومن هنا طور ميكي سمعته كقاتل.
بسبب سمعته السيئة والشرسة كان القاطنون بالحي يقومون بتغيير طريقهم فور رؤيتهم له، إذ قتل ميكي العديد من الرجال في الحانات أمام أعين الناس.
ميكي وشهرته داخل عصابة الويستيز
حسب الموقع "The news york time" استطاع كونان السيطرة على الجرائم المنظمة من زعيم العصابة "ميكي"، كما بلغ عدد رجالها حوالي 15 عضواً، كما أصبحت العصابة القوة الإجرامية المهيمنة في حي هيلز كيتشن.
أحب كونان صفات ميكي وجنده في المرتبة الثانية في القيادة، ذلك بالموازاة مع صعود العصابة في سلسلة من الجرائم والقتلى في العديد من الأحياء.
سنة 1977، كان كونان مديناً بمبلغ كبير من المال لإقراض روبي شتاين، وقرر التنازل عن ديونه بقتل شتاين. قام أعضاء عصابة الويستيز بقتله وتقطيع أوصاله في الجزء الخلفي من حانة كونان، ثم ألقوا بقاياه في نهر هودسون.
تحالف دموي مع عائلة غامبينو
لم تقف شهرة العصابة داخل الحي الموجودة به؛ إذ وصلت سمعتها إلى بول كاستيلانو رئيس عائلة غامبينو الذي استدعى كلاً من ميكي وكونان إلى اجتماع في مطعم بروكلين سنة 1978.
بعد الاجتماع سمح لعصابة الوستيز باستخدام سمعة عائلة غامبينو إلى جانب سمعتهم شرط تقاسم الأرباح، ففي أوائل الثمانينيات، أمضى ميكي فترات من الوقت في مستشفيات الأمراض العقلية، قبل أن يعود إلى عصابته، وبحلول منتصف الثمانينيات، كان فيذرستون مقتنعاً بأن كونان، الذي يعيش في نيوجيرسي، قد باع الحي للمافيا، ما جعله يزداد كرهاً وحقداً عليه.
من أشرس المجرمين إلى مخبر
حسب الموقع الأمريكي "All That's Interesting" ارتدى بيلي بوكون أحد أعضاء العصابة كان أخوه قد قتل برصاص الشرطة سنة 1977 شعراً مستعاراً لكي يتشابه مع ميكي بأمر من رئيس العصابة كونان.
قام بوكون بالاقتراب من هولي في شارع مزدحم وقتله بخمس رصاصات على مستوى الظهر، ألقي القبض على ميكي بتهمة قتل هولي وهي واحدة من جرائم القتل القليلة التي لم يرتكبها، بالإضافة إلى جل الأدلة التي كانت ضده منها شاهدا عيان، حكم على ميكي بـ 25 سنة من السجن في أبريل/نيسان 1986.
خلال هذه الفترة عرف ميكي أن مطلق النار هو بيلي بوكون، كما وافق مكتب المدعي العام على العمل مع زوجة ميكي للحصول على دليل يؤكد مزاعمه. كانت قادرة على التسجيل لبوكون وهو يصف إطلاق النار على مايكل هولي بينما كان يرتدي شعراً مستعاراً ليبدو مثل فيذرستون.
مع هذا الدليل، أُلغِيَت إدانة ميكي في سبتمبر/أيلول 1986 وفقاً للسجل الوطني للتبرئة، فيما وافق ميكي على أن يصبح مخبراً.
وفي عام 1988، وبسبب شهادة ميكي، أُدين ثمانية من أعضاء العصابة في النهاية بارتكاب جرائم الابتزاز وغيرها من الجرائم المتعلقة بمشاركتهم في مشروع إجرامي، كما أدين كونان في جرائم للقتل وحكم عليه بالسجن لمدة 75 عاماً.
وبعد تدمير العصابات الأيرلندية في مانهاتن، دخل ميكي فيذرستون البالغ من العمر 38 عاماً في برنامج حماية الشهود وعاش تحت الرقابة منذ ذلك الحين.