كشفت دراسة حديثة أن الأدوات الحجرية القديمة التي يُعتقد أنها صُنعت من قبل الأمريكيين الأوائل قبل 50 ألف عام صُنعت بواسطة القرود لفتح ثمار الجوز.
موقع Business Insider الأمريكي أوضح في تقرير نشره، السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، أن العلماء يعتقدون أن الأدوات الحجرية القديمة التي اكتُشِفَت في البرازيل هي من عمل قرود الكبوشي، وليس البشر الأوائل.
إذ كتب عالم الآثار أوغستن أنغولين وعالم الحفريات فيديريكو أنغولين في مقالةٍ نُشِرَت في دورية Holocene، التي تخضع لمراجعة الأقران، في نوفمبر/تشرين الثاني: "نحن واثقون من أن المواقع الأثرية القديمة في البرازيل ليست بشرية، بل ربما تعود إلى قرود الكبوشي".
أقدم الأدوات الحجرية
كما اكتشف علماء الآثار ما يعتقدون أنه أدوات حجرية قديمة، مصنوعة من أحجار الكوارتز والكوارتزيت التي وُجِدَت محلياً في الحفريات السابقة في بيدرا فيورادا -مجموعة تضم أكثر من 800 موقع أثري في بياوي في شمال شرق البرازيل.
ويبدو أن أقدم الأدوات الحجرية التي اكتُشِفَت يصل عمرها إلى 50 ألف عام، وفقاً للمقال، مما دفع بعض الأكاديميين إلى التفكير في أنها قدمت دليلاً على استيطان الإنسان المبكر في المنطقة.
ومع ذلك، فقد شكلت النتائج غير المتوقعة لعام 2016 تحدياً لهذه النظرية.
وأظهرت النتائج أن قرود الكبوشي في شمال شرق البرازيل قادرة على صنع واستخدام مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوات الحجرية.
أثار هذا الاحتمال، الذي طُرِحَ في المرة الأولى عام 2017، أن القرود -وليس البشر- يمكن أن تكون مسؤولة عن إنتاج اكتشافات بيدرا فيورادا.
الأدوات القديمة لم تكن من صنع البشر
ووفقاً لما قاله أوغستن وفيديريكو الباحثان وراء المقال المنشور في دورية Holocene، يوجد الآن قدر مقنع من الأدلة التي تشير إلى أن الأدوات لم تكن من صنع الإنسان.
إلى ذلك، قال فيديريكو لمجلس البحوث العلمية والتقنية الوطني الأرجنتيني: "تشير مراجعتنا للأدلة إلى أن المواقع القديمة في البرازيل لا تنتمي في الواقع إلى الأمريكيين الأوائل، ولكنها في الواقع نتاج نشاط القرود".
قارن الباحثان الأدوات الموجودة في بيدرا فيورادا بتلك التي تصنعها قرود الكبوشي اليوم. ونظر الباحثون إلى الأبحاث والملاحظات السابقة لمجموعات قرود الكبوشي التي تظهر أن الرئيسيات تستخدم الحجارة الصغيرة كمطارق وصخور كبيرة مسطحة كسندان لفتح ثمرات الجوز والبذور.
بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثان في مقالهما إنه لا يوجد دليل يشير إلى وجود أثر للوجود البشري، مشيرين إلى عدم وجود مواقد أو آثار بقايا غذائية.
وقال الباحثان لمجلس البحوث العلمية والتقنية الوطني الأرجنتيني: "تُظهر دراستنا أن الأدوات من بيدرا فيورادا والمواقع الأخرى المجاورة في البرازيل لم تكن أكثر من نتاج قرود الكبوشي التي تكسر الجوز والصخور قبل حوالي 50 ألف سنة من الوقت الحاضر".