انتقد جنود سابقون في الجيش البريطاني اعترافات الأمير هاري بشأن خدمته العسكرية في أفغانستان، محذرين من أن هذا الاعتراف قد يشكل تهديداً على أمنه الشخصي، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وأثارت مقتطفات من مذكرات الأمير هاري بدأت في الانتشار، الخميس، 5 يناير/كانون الأول 2022، ضجة كبيرة في بريطانيا، إذ يروي في كتابه هذا تفاصيل مثيرة اعترف فيها الأمير هاري بأنه تعاطى الكوكايين، وقتل 25 "مقاتلاً معادياً"، على حد وصف الكتاب، في أفغانستان.
انتقادات للأمير هاري
العقيد المتقاعد تيم كولينز، الذي اشتُهر بخطابه الحماسي قبل اندلاع حرب العراق عام 2003، قال إن حديث الأمير عن عدد قتلاه "كان كلاماً فظاً"، و"إننا لا نتصرف ولا نفكر في الجيش بهذا الأسلوب؛ لقد خذَلَنا بتصريحاته".
فيما اتهم كولينز هاري بارتكاب "عملية احتيال مأساوية، هدفها جني المال للإنفاق على مستوى حياة لا يمكنه تحمّله، واختاره شخص آخر"، في إشارة خفية إلى ميغان.
وشكك ضباط سابقون آخرون في مدى ثقة هاري من عدد قتلاه. وقال عضو سابق في القوات المظلية: "لم أسمع أبداً أي شخص يتحدث عن أعداد قتلاه، فهذا محرج ومخجل. لأن القتل أخطر شيء قد يحدث، فالأشخاص الجادون لا يتحدثون عنه كما لو كان لعبة للترويج لبعض الكتب".
فيما قال آخرون إن هاري جرّد مقاتلي طالبان من إنسانيتهم بوصفه إياهم بأنهم "قطع شطرنج أخرجناها من الرقعة"، فيما اتهمت طالبان الأمير بارتكاب جرائم حرب قبل عقد من الزمان.
وقال أنس حقاني، العضو البارز في الحكومة الأفغانية: "من قتلتهم ليسوا قطع شطرنج، هم بشر، وكان لديهم عائلات تنتظر عودتهم. كثيرون ممن قتلوا الأفغان لا يتمتعون بجرأة الاعتراف بجرائم الحرب التي ارتكبوها".
وقال الجندي السابق، الذي شارك في حرب أفغانستان، إنه ليس من النادر أن يشاهد الجنود مقاطع كاميرات البنادق لتحليل تطور المهمة، ولكن "لا يمكنك دائماً معرفة من قُتل أو جُرح. لا أحد يذهب إلى مبنى مدمر ليتحقق".
فيما قال العقيد المتقاعد ريتشارد كيمب، القائد العسكري البريطاني السابق في أفغانستان، إن هذه التصريحات قد تعرض أمن الأمير لخطر أكبر. وقال لشبكة سكاي نيوز إن الذين يدعمون طالبان قد يكون لديهم الآن "دافع لقتل هاري" جرّاء الذكريات التي "أحيتها" تصريحاته.
اعترافات الأمير هاري تصدم بريطانيا
وظهر ادعاء الأمير في مذكراته Spare، التي تحدث فيها عن عمله رامياً للرشاش في طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012. وقال الأمير إنه كان بإمكانه تحديد عدد القتلى من مشاهدته مقاطع كاميرا البندقية لكل مهمة نفذها.
وكتب هاري أنه "في عصر الأباتشي والحواسيب المحمولة" أصبح ممكناً تحديد "عدد الأعداء الذين قتلتهم بدقة. وبدا لي أنه من الضروري ألا أخشى هذا العدد. ولذلك أقول إن عددي كان 25. وهو عدد لا يرضيني، لكنه لا يحرجني".
وأقر الأمير بعد ذلك بأنه جرد من قتلهم في المعركة من إنسانيتهم: "حين وجدت نفسي غارقاً في حرارة وفوضى القتال، لم أكن أفكر في هؤلاء الـ25 على أنهم بشر. وإنما قطع شطرنج أخرجناها من الرقعة. أشرار قضينا عليهم قبل أن يقضوا على الأخيار".
وتأتي هذه التطورات في ظلّ مرحلة انتقالية تعيشها العائلة الملكية البريطانية بعد اعتلاء تشارلز الثالث العرش، عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر/أيلول عن عمر يناهز 96 عاماً.
ومن المقرر تتويج حاكم المملكة المتحدة و14 دولة أخرى من دول الكومنولث في 6 مايو/أيار، في حدث كبير سيُبث حول العالم.
يشار إلى أن الأمير هاري يستعد لإطلاق كتاب سيرة هاري، المقتبَس من قول مأثور قديم في الأوساط الملكية والأرستقراطية يقول إن "الابن الأول وريث للألقاب والسلطة والثروة، والثاني احتياطي، في حالة حدوث أي شيء للبكر".
ويشير الكتاب إلى استياء هاري من كونه "احتياطياً" في العائلة الملكية، وتحدّث الأمير عن طفولته، وتعليمه المدرسي، ومسيرته كأمير في الجيش البريطاني، وعلاقته بوالديه وشقيقه، وحياته مع ميغان.