أغنى رجل في آسيا يخطط لهدم حي “المليونير المتشرد”.. ومخاوف من طرد مليون ساكن بأفقر أحياء الهند

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/01 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/01 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
يستغرق المشروع 7 سنوات وتصل تكلفته إلى نحو 3 مليارات دولار/GettyImages

يعتزم غوتام أداني، الملياردير الهندي، الذي يوصف بأنه "أغنى رجل في آسيا"، هدم أكبر الأحياء الفقيرة في الهند، الذي كان موقعاً لأفلام شهيرة، من أجل إنشاء مساكن حديثة مكانها، وسط تخوفات من طرد الفقراء، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأحد، 1 يناير/كانون الثاني 2023.

الصحيفة أشارت إلى أن المشروع يستهدف هدم الأحياء الفقيرة التي تمتد على مساحة 540 فداناً في قلب مدينة مومباي، علماً أن تلك المنطقة كانت قد نالت شهرة عالمية بعد أن جرى تصوير أحيائها في فيلم "Slumdog Millionaire" أو "المليونير المتشرد"، والذي حاز عام 2009 على 8 جوائز أوسكار، من بينها جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج.

وجمع أداني ثروته من بناء الموانئ ومحطات الطاقة، وهو حليف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ودخل في أبريل/نيسان 2022 نادي الأثرياء الذين تزيد ثروتهم على 100 مليار دولار.

وبحسب مؤشر "بلومبيرغ"، فإن ذلك النادي لا يضم سوى 10 أشخاص يملكون ذلك الثراء الفاحش.

ومن المقرر أن مجموعة "أداني" حصة تبلغ 80% في الهيئة المشرفة على المشروع، ومن ثم فهي المستثمر الرئيسي، وصاحبة النصيب الأكبر من الأرباح، وفقاً للصحيفة.

ويستغرق المشروع، الذي وافقت عليه الدولة، 7 سنوات، وتصل تكلفته إلى نحو 3 مليارات دولار أمريكي، وفق ما أفاد يه سِفر سرينيفاس، مفوض مدينة مومباي والرئيس التنفيذي للمشروع.

المسؤول الهندي أضاف أن النظرة الرومانسية التي قدمها فيلم "المليونير المتشرد" عن تلك الأحياء مختلفة عن الواقع، موضحاً: "الناس في تلك البقعة لا يملكون أدنى مقومات حياة البشر، فليس لديهم مياه شرب ولا مراحيض".

آمال ومخاوف من المشروع 

يأتي ذلك، فيما تباينت الآراء بشأن المشروع بين سكان المنطقة ذات الأزقة الضيقة والكثافة السكانية الهائلة، حيث قال سايبو بوجاري، حارس أمن إحدى المدارس بالحي، إنه "أمر جيد. ولكي تفعل أمراً جيداً، عليك أن تحطم شيئاً ما [سيئاً]. لكن بعض الناس لا يفكرون في المستقبل".

بينما اختلفت دانا موهان شيتي، المقيمة بالمنطقة، مع هذا الرأي، وقالت إن مجتمع دهارافي يستند إلى نظام من الدعم بين سكانه، نخشى أن يُهدر بين الأبراج. 

وتابعت: "فنحن إذا أصابنا الجوع، يُقدم لنا جيراننا الطعام. وتوجد مدرسة بالجوار لأولادي. لدينا كل شيء. إذا غادرنا، وحلَّت بنا المصاعب، فمن سيساعدنا؟".

ويخشى بعض سكان المنطقة ألا تفي الحكومة بوعود إعادة الإسكان أبداً، ومن ثم يُتركون في ظروف أشد بؤساً.

إذ قال ساجار كومار فايشي إنه لا يريد مغادرة منزله في دهارافي: "لا نريد البيع، وليكن ما يكون".

ولم يُعلن عن الخطط النهائية للمشروع بعد، لكن يُتوقع تخصيص 40% من مساحة الموقع لإعادة إسكان أهل الحي من الفقراء، وتخصيص 60% من المساحة للمنازل الفاخرة. 

والواقع أن تقديرات الحكومة أشارت إلى أن خطط إعادة الإسكان لن تشمل جميع السكان، فنحو 6 عائلات فقط من كل 10 عائلات ستحصل على منازل، وهو ما يعني ترك مئات الآلاف من السكان في انتظار السكن بمناطق أخرى.

وبالنسبة للكثير من المهندسين المعماريين في مومباي، فإن المشروع هو "هبة من السماء".

وفي هذا الصدد يقول المهندس المعماري، موكيش ميهتا، إنه من عشاق تطوير الأحياء الفقيرة، مردفاً: "في حال تنفيذه فلن يوجد شيء أكثر شهرة من هذا المشروع في أي مكان في العالم". 

وأضاف: "الأمر لا يتعلق بالمال فقط بل بالهيبة، وربما قد يتعلق أيضاً بمساعدة الفقراء".

علامات:
تحميل المزيد