هل سبق أن رأيت في نومك أنك تبكي بحرقة؟ وهل حدث أن استيقظت في منتصف الليل لتجد عينيك مغرورقتين بالدموع بالفعل؟ تعرف معنا على الأسباب النفسية والفيزيولوجية لهذه الظاهرة:
اقرأ أيضاً
البكاء في المنام
لعل البكاء في المنام واحد من الأحلام المزعجة الشائعة التي رآها معظمنا ولو لمرة واحدة على الأقل. ورغم أن علماء النفس وضعوا العديد من النظريات التي تفسر الأحلام بشكل عام، فإنهم لم يتوصلوا إلى إجابة قطعية بهذا الخصوص.
مع ذلك يرجح الخبراء أن البكاء في المنام يعود بالغالب إلى مشاعر حزن دفينة لم تستطع إبرازها والتعبير عنها في اليقظة.
قد نجد صعوبة في البكاء فعلياً عند المرور بلحظات صعبة في حياتنا أو حتى عند التفكير والقلق الزائد بشأن المستقبل. وفي هذه الحالة قد تجد أدمغتنا وسيلة للتعبير عن هذه المشاعر أثناء النوم من خلال الأحلام.
ووفقاً لما ورد في موقع thelist، فإن عقلك الباطن يخزن جميع المشاعر التي تكبحها في يقظتك ليخرجها بطريقة أو بأخرى خلال النوم، ويشمل ذلك مشاعر الحزن والفرح على حد سواء.
لماذا أبكي خلال نومي؟
بعيداً عن البكاء في المنام، قد يحدث أحياناً أن نبكي في نومنا أيضاً، فماذا يعني ذلك؟
بالنسبة للأطفال فالبكاء أثناء النوم أمر طبيعي، لأنهم ببساطة غير معتادين على الانتقال من مرحلة نوم إلى أخرى، لكن قد يحدث أيضاً أن يبكي البالغون أثناء نومهم.
قد يكون الاستنزاف العاطفي سبب البكاء أثناء النوم عند البالغين، إذا كنت قد مررت بتجربة مؤلمة مؤخراً أو كنت تعاني من ضغوطات عاطفية فقد يؤدي ذلك إلى أن تستيقظ في بعض الليالي والدموع في عينيك.
الضغط العصبي والاكتئاب قد يسببان هذه الحالة أيضاً، أما عند كبار السن فقد يكون ذلك بسبب التغيرات الجسدية أو بسبب أمراض الشيخوخة مثل الخرف.
فيما يلي، بعض الأسباب المحتملة للبكاء أثناء النوم، عند الأطفال والبالغين وكبار السن:
البكاء في النوم عند الأطفال
عندما يولد الطفل، يحتاج إلى وقت للتكيف مع دورات نومه الجديدة. فكما نعلم، هناك ست مراحل للنوم. ونوم حركة العين السريعة (REM) هو أحد هذه المراحل. يشار إليها أيضاً باسم النوم الخفيف. ويقضي الأطفال وقتاً أطول أثناء النوم في هذه المرحلة مقارنة بالبالغين.
يبكي الأطفال في نومهم، لأنهم غير معتادين على الانتقال من النوم العميق إلى النوم الخفيف. قد يكون الانتقال مزعجاً لهم، مما يجعلهم يستيقظون وهم يبكون. ومع ذلك يجب استشارة الطبيب إذا كان معدل بكاء الطفل أثناء النوم أكثر من المعتاد.
الذعر الليلي
الذعر الليلي عبارة عن أرق لا يمكنك تذكره عندما تستيقظ، وهو يصيب الأطفال والبالغين أيضاً، وقد يسبب البكاء أثناء النوم.
ويصيب الذعر الليلي الأطفال أكثر من البالغين، ويحدث بشكل متكرر بين سن 3 و7 سنوات. ويقدر أن 30% من الأطفال يعانون من الذعر الليلي الذي يمكن أن يستغرق ما بين بضع ثوان وبضع دقائق.
يمكن أن تشمل أعراض الذعر الليلي، التحرك بعنف في السرير و/أو الصراخ و / أو المشي أثناء النوم، ويمكن أن يسبب البكاء أثناء النوم وعند الاستيقاظ.
الكوابيس
الكوابيس قد تكون سبباً للبكاء أثناء النوم عند البالغين والأطفال على حد سواء.
فالاستيقاظ من كابوس يمكن أن يجعلك تشعر بالرعب والانزعاج والارتعاش، وقد يرافق ذلك البكاءُ أيضاً.
وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين تماماً من سبب حدوث الكوابيس، فإنهم يعتقدون أنها مرتبطة بكيفية تعاملنا مع المشاعر الصعبة والتوتر والقلق.
العواطف المكبوتة أو الحزن
عندما يتعرض البشر لخسارة مؤلمة أو موقف صادم أو حادث مؤسف تختلف ردود فعلهم عن بعضهم البعض، فبينما يميل البعض للتعبير عن عواطفهم ولا يمانعون طلب المساعدة، يفضل آخرون كبت مشاعرهم وعدم الحديث عنها، وفيما يستطيع البعض تخطي مشاعر الحزن والمضي قدماً يحتفظ آخرون بهذه المشاعر في دواخلهم.
إذا كنت من أولئك الذين يتجاهلون مشاعرهم ويتظاهرون بأن كل شيء على ما يرام أثناء النهار، فقد تظهر تلك المشاعر المكبوتة ليلاً على شكل عدد من المشاكل، منها الأرق والقلق أو حتى البكاء أثناء النوم، وفقاً لما ورد في موقع verywellmind.
لا توجد طريقة صحيحة للحزن على فقدان أحد الأحباء على سبيل المثال، وقد يكون البكاء أثناء النوم هو الطريقة الطبيعية لجسمك للتعامل مع هذه التجربة. لكن يمكن أن يساعدك التواصل مع طبيب مختص في معالجة تلك المشاعر الصعبة وتحديد طرق التأقلم والشفاء.
القلق والتوتر
الحياة مليئة بالضغوطات، من مشاكل العمل والمشاكل الزوجية، والمشاكل العائلية، والصراعات المالية إلى المشاكل الصحية وغيرها. إذا كانت حياتك مليئة بالضغوطات والمواقف الصعبة فقد يبدأ جسدك بالبحث عن طرق للتعامل مع هذه المواقف المسببة للقلق والتوتر.
يدعم النوم قدرة الدماغ على تكوين ذكريات عاطفية، وتطوير السلوك التعاطفي، وتعديل التفاعل العاطفي، وبالتالي يمكن أن يتجلى التوتر والقلق اللذان تشعر بهما في صورة بكاء أثناء النوم، حيث يعمل عقلك على التخلص من التوتر الهائل الذي تتعرض له في حياتك.
باراسومنيا
باراسومنيا هي فئة من اضطرابات النوم التي تشمل أعراضها المشي أثناء النوم. الشخص الذي يعاني من الباراسومنيا يمثل جسده أحلامه في الحياة الواقعية والتي يمكن أن تشمل البكاء. فإذا كان الشخص المصاب بالباراسومنيا يبكي في منامه فسيستيقظ ليجد عينيه تذرف الدموع.
يتفاقم الباراسومنيا بسبب التوتر والقلق والتغيرات الرئيسية في عادات النوم. يمكن أن يعرض سلامة الشخص للخطر، لأنه غير مدرك للبيئة المحيطة به أثناء النوم، فقد يؤذي نفسه عن غير قصد عن طريق السقوط أو الاصطدام بالأشياء.
الاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي شائع يرتبط بمشاعر الحزن المستمرة واليأس وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
وقد بات من الواضح العلاقة بين مشاكل النوم والاكتئاب. فقد أفاد 75% من المصابين بالاكتئاب بأنهم يعانون من مشاكل في النوم.
ومن أعراض الاكتئاب نوبات بكاء دون سبب واضح، وقد يحدث ذلك أثناء النوم أيضاً.
كآبة الصباح
يُعرف الاكتئاب الصباحي أيضاً باسم تغير المزاج اليومي. وهو شكل من أشكال الاكتئاب يحدث عند الاستيقاظ في الصباح. تشمل بعض الأعراض النوم فترة أطول من المعتاد، والشعور بالإحباط أو اضطراب المزاج عند الاستيقاظ، وقلة الطاقة والنظرة المتشائمة لليوم. وقد تشمل أعراضه أيضاً البكاء أثناء النوم.
أسباب الاكتئاب الصباحي غير واضحة. ومع ذلك، يقترح الباحثون أنه مرتبط بمشاكل إيقاع الساعة البيولوجية.
التغييرات في الأدوية الخاصة بك
إذا بدأت في تناول دواء جديد، أو توقفت عن تناول أحد الأدوية، أو غيرت الجرعات، فقد يتسبب ذلك في حدوث مشكلات في النوم. يمكن للأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي أن تغير دورة النوم والاستيقاظ.
بعض الأمثلة على الأدوية التي يمكن أن تسبب الأرق، تشمل مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج وتلك التي تستخدم لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري. وقد تشمل أعراض اضطرابات النوم التي يسببها تغيير الأدوية، البكاء أثناء النوم أيضاً.
تأكَّد من استشارة طبيبك قبل أي تغيير في أدويتك.
حالات طبية معينة
أخيراً، في بعض الحالات، قد لا يكون البكاء أثناء نومك ناتجاً عن أسباب عاطفية أو عقلية، بل قد يكون البكاء ناتجاً عن حالة جسدية تسبب دموع العين. تشمل بعض الحالات الحساسية أو التهاب الملتحمة أو انسداد القناة الدمعية.