تبذل شركات في أمريكا جهدها لاستمالة موظفين جدد للعمل بها، من خلال إغرائهم ببعض الميزات، كأن تعرض عليهم عطلات أطول، وترتيبات عمل أكثر مرونة، كما تعد بمنح الموظفين ظهيرة يوم واحد على الأقل من أيام الأسبوع بدون أي اجتماعات.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه من بين الشركات سلسلة متاجر "ميسيز" Macy's الأمريكية التي تبحث عن موظفين للالتحاق بفروعها الجديدة.
عرضت الشركة على المتقدمين العملَ بأجر تنافسي لكل ساعة عمل، وجداول زمنية مرنة وخصومات خاصة للموظفين، وزادت على ذلك بأن "الوظيفة قد لا تتطلب إجراء مقابلة شخصية"، وأن عرض العمل سيصل عبر البريد الإلكتروني.
بعض الشركات الأمريكية قرر تجاوز الشرط المتعلق بإجراء المقابلات المباشرة مع المتقدمين للوظيفة، كنوع من تسهيل عملية التوظيف.
وفي السياق نفسه، تعهدت شركة التوصيل United Parcel Service بأن تتيح لمن يتقدموا لوظائف معينة، إتمام طلب التقدم عبر الإنترنت وأن يتلقوا عرض التوظيف "في غضون 25 دقيقة فقط، وقالت إن "قرابة 80% من الوظائف المعروضة لن تتطلب إجراء مقابلة".
ومن جهة أخرى، لجأت شركة The Home Depot، المتخصصة في خدمات تحسين المنازل، إلى مساعٍ مماثلة لتسريع عملية التوظيف بها، فعرضت التوظيف ببعض فرص العمل المتاحة بها دون مقابلة، وبعد يوم واحد من تقديم الطلب.
الصحيفة البريطانية نقلت عن أحد المستخدمين على تطبيق Reddit ممن تقدموا للتوظيف بإحدى هذه الشركات، قوله إنه "لم يُجر أي مقابلة، وإنما أجاب عن بعض الأسئلة، ثم أُرسل إليه عرض العمل".
زعم شخص آخر أن شركة وظَّفته في فلوريدا بشروط "لم تتجاوز: العيش والتنفس والقدرة على تكوين جملة كاملة".
يأتي هذا فيما وصلت نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 10% في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وكان هناك 3 باحثين عن عملٍ مقابل كل وظيفة متاحة.
أما الآن، فتشير بيانات غرفة التجارة الأمريكية إلى أن هناك 10.1 مليون وظيفة شاغرة، و5.8 مليون شخص فقط يبحثون عن عمل.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه بعد الاضطرابات التي أحدثتها جائحة كورونا، جاءت معونات البطالة السخية ومدفوعات التحفيز والتقاعد المبكر لتقلل من المشاركين في القوى العاملة، وزاد على ذلك انخفاض الهجرة، فشهدت البلاد نقصاً عاماً في أعداد المتقدمين للوظائف.
فعلى سبيل المثال، هناك أكثر من وظيفتين متاحتين لكل باحث عن العمل في ولاية فيرمونت، أما ولايتا نيويورك وميشيغان فهما الولايتان الوحيدتان اللتان يتساوى فيهما عدد الراغبين في التوظيف مع فرص العمل الشاغرة.
تقول جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في موقع التوظيف ZipRecruiter، لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إن "سرعة التوظيف هي أول وسيلة تتنافس بها الشركات على العاملين بالساعة في الوقت الحالي، خاصة في موسم العطلات".
تأتي الجهود المبذولة من الشركات الأمريكية للتوظيف في وقت تشهد فيه البلاد زيادة بأسعار المواد الأساسية، وتشير بيانات لمكتب إحصاءات العمل إلى أن أكثر من 400 ألف أمريكي يعملون في وظيفتين بدوام كامل، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
بحسب الصحيفة، فإنه في سبتمبر/أيلول عام 2022، كان 4.9% من إجمالي العاملين في أمريكا البالغ عددهم 164 مليوناً يشغلون وظيفتين أو أكثر، أي أكثر من 7.7 مليون عامل.
كذلك وقدّر استطلاع سنوي، برعاية مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أمريكا، رقماً أكبر من ذلك للعاملين في أكثر من وظيفة، بنسبة 16.4% عام 2019، أي حوالي 26.5 مليون عامل، إذ يلجأ كثيرون للعمل في أكثر من وظيفة لسد نفقاتهم، وغالباً ما يعملون أكثر من 40 ساعة في الأسبوع.